ازدياد ظاهرة التكريمات... إثراء الساحة الفنية أم حفلات مجاملة للفنانين؟

نشر في 28-01-2014 | 00:01
آخر تحديث 28-01-2014 | 00:01
تشهد الساحة الفنية احتفاليات لا حصر لها لتكريم النجوم بغض النظر عما قدموه من أعمال، لدرجة أن الفرع الواحد وبالأخص جوائز التمثيل يقسّم إلى أكثر من تخصص سينمائي وتلفزيوني وكوميدي، ما يفقد الجوائز قيمتها ويدفع إلى التساؤل عن سرّ تكريم صانعيها ومنحهم جوائز التميّز.
الطريف أن احتفاليات التكريمات الفنية، في معظمها، تؤكد أن الجوائز اختيرت بناء على استفتاءات شارك فيها الجمهور عبر مواقعها الإلكترونية، فيما لم يعلن عن الأخيرة أو عن لجان التحكيم التي حسمت الخيارات، فهل تشكل هذه التكريمات حقاً محاولة لإثراء الساحة الفنية وتحريك المياه الراكدة فيها وهل تمنح للأفضل، من وجهة نظر البعض، التي قد نختلف معها أو نتفق حولها؟

أحدث هذه الاستفتاءات كان لمجلة {دير جست} التي منحت جائزة أفضل ممثلة للفنانة منى زكي عن دورها في مسلسل {آسيا} الذي لم يحظَ بأي نجاح عند عرضه خلال شهر رمضان الماضي، مقارنة بالأعمال الأخرى. كذلك جاملت المجلة بعض الفنانات ومنحتهن جوائز التميز، من بينهن داليا البحيري عن دورها في {القاصرات}، رغم خسارتها التصويت على لقب أفضل ممثلة.

استبعدت من الاستفتاء الفنانة اللبنانية إليسا لعدم حضورها لاستلام جائزتها منذ سنتين، فيما كُرم الفنان أحمد حلمي كأفضل ممثل سينمائي للعام السابع على التوالي، علماً بأن حلمي يحرص على حضور التكريم بنفسه كل عام، رغم اعتذاره عن المشاركة في تكريمات أخرى.

مهرجانات فنية

امتدت التكريمات إلى مهرجانات فنية استُحدثت أخيراً، ويختار منظموها فنانين من الصف الثاني لتكريمهم وضمان حضورهم، كما حدث في {مهرجان الغردقة} لتنشيط السياحة الذي اختار محمد محمود عبد العزيز كأفضل ممثل شاب لموافقته على حضور أيام المهرجان الأربعة.

أما {مهرجان بورسعيد} الذي يكرّم مجموعة محددة من الفنانين والإعلاميين فيختار المكرمين نفسهم كل عام، علماً بأنه يكرّم إعلاميين باعتبارهم الأفضل من دون أن تحصل برامجهم على نسب مشاهدة وسط نظيراتها في المحطات الأخرى.

رغم أن الاستفتاءات في معظمها تعتمد على العلاقات بين مسؤوليها والفنانين فإن بعضها يحظى باحترام النقاد والجمهور، مثل استفتاء {المركز الكاثوليكي للسينما} الذي يقام سنوياً، ويقيّم فيه النقاد الأعمال التلفزيونية، كذلك استفتاء مجموعة قنوات {إي آر تي} التي تعتمد على تصويت الجمهور عبر الإنترنت.

ألقاب واهية

لا تتوقف التكريمات عند منح الدروع فحسب ولكن تصل أحياناً إلى الألقاب، فالفنانة دوللي شاهين كرمتها إحدى الجمعيات الخيرية ومنحتها لقب السندريللا، رغم أنه لقب الفنانة الراحلة سعاد حسني الذي منحه لها الجمهور، وقد ردت دوللي شاهين على الهجوم عليها بأن التكريم جاء باعتبارها السندريللا اللبنانية.

وكان لافتاً أخيراً اعتماد المحطات الفضائية على تلك الاستفتاءات للإعلان عن تميزها مقارنة بغيرها، فمثلا في جوائز مجلة {دير جست} حصدت قناة {سي بي سي} أربع جوائز: الأولى للإعلامية لميس الحديدي كأفضل إعلامية في 2013، الثانية لـ {سي بي سي إكسترا} كأفضل تغطية إخبارية أثناء الاستفتاء على الدستور المصري، الثالثة لـ {سي بي سي دراما} كأفضل قناة مسلسلات، الرابعة لـ {ستار أكاديمي} كأفضل برنامج مواهب.

أما شبكة تلفزيون {النهار} فحصدت خمس جوائز: أفضل قناة عامة، أفضل قناة رياضية {النهار الرياضية}، أفضل برنامج اجتماعي لـ {صبايا الخير}، وتسلمت الجائزة ريهام سعيد مقدمة البرنامج، أفضل برنامج فني لـ {أحلى النجوم}، أفضل برنامج رياضي لـ {دائرة الضوء}.

نالت قناة {أون تي في} جائزة أفضل قناة إخبارية في تغطية الاستفتاء على الدستور في مصر، من خلال استفتاء تم عبر موقعها الإلكتروني الإخباري {أونا}، ما يعني أنها منحت الجوائز لنفسها عبر موقعها الإخباري، ما يفسر سر حماسة قنوات أخرى مثل {النهار} للإعلان عن إطلاق موقع إلكتروني ضخم وضخ ملايين الجنيهات في المحطة في الفترة المقبلة.

ترجع الناقدة ماجدة خير الله انتشار التكريمات إلى سعي المؤسسات الإعلامية لإرضاء الفنانين بهدف إجراء مقابلات ولقاءات معهم، ومن ثم تكرّمهم باعتبارهم الأفضل فنياً، مشيرة إلى أن الفنان يجب أن يتناغم مع ذاته ويدرك حجم النجاح أو الإخفاق الذي ناله في عمله الأخير.

تضيف أن {تعدد الجهات التي تنفذ التكريم، خصوصاً في مهرجانات لا نسمع عنها، أمر طبيعي في ظل وجود رغبة عند بعض الفنانين في الظهور على صفحات الصحف والمجلات، بدلاً من الجلوس في المنزل نتيجة قلة الأعمال بفعل الأحداث السياسية}.

back to top