«التسول الإعلاني» يغزو الفضائيات المصرية
«الإفتاء» تُحرم «المهانة» وخبراء يرفضون استخدام الأطفال لجمع التبرعات
باتت ظاهرة "التسول الإعلاني"، التي تغزو حاليا القنوات الفضائية، بغية جمع تبرعات للمرضى والفقراء، مثيرة للدهشة، فبينما اعتبرها الكثير من المتخصصين انحرافا بالرسالة السامية للإعلام، اعتبرها آخرون وسيلة إعانة للفقراء والمرضى.وتجتمع إعلانات جمع تبرعات المرضى والفقراء على عبارات "اتبرع ولو بجنيه"، و"أنقذ طفلا مريضا من الموت"، وهي عبارات لا تختلف كثيرا عن العبارات التي تستخدمها "مافيا التسول" أثناء مزاولة التسول في وسائل المواصلات، والمناطق والميادين العامة، بغية كسب تعاطف الناس.
وفي محاولة من مؤسسات الدولة، لمواجهة ظاهرة التسول المنتشرة في المجتمع حاليا، أصدرت "لجنة الفتوى"، التابعة للأزهر الشريف، فتوى بعدم جواز التسول كونه مذلة ومهانة للمسلم، بينما تنظم جمعية "خطوة أمل" إفطارا جماعيا نهاية الأسبوع الجاري في نادي "السكة الحديد" بمحافظة الإسماعيلية الساحلية لعدد من حالات التسول التي تسعى الجمعية لتغيير سلوكياتها. وأوضحت المديرة التنفيذية للجمعية داليا حسن أنهم وضعوا سلسلة من الفعاليات تهدف الجمعية خلالها إلى التخلص من ظاهرة التسول والقضاء عليها، بينما استنكرت أستاذة العقيدة والفلسفة أمنة نصير التسول الإعلاني الموجود حاليا على شاشات الفضائيات، مشيرة لـ"الجريدة" إلى أن الصدقات أو المساعدات يجب أن تُعطى في السر والخفاء، عملاً بقول الله "إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِىَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ".وانتقد أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة صفوت العالم الإعلانات التي تساعد على نشر ثقافة التسول في المجتمع، مستنكرا استخدام الأطفال والمرضى كمادة إعلانية لجمع التبرعات، الأمر الذي اتفق معه فيه أستاذ علم الاجتماع علي ليلة قائلا ان الإعلانات الموجودة حاليا على الفضائيات أصبحت وسيلة لنشر ثقافة "التسول"، موضحاً لـ"الجريدة" أن عمل الخير يجب ألا يرتبط بالمتاجرة بالآلام والأمراض، مشيرا إلى أنها إعلانات تتنافى مع حقوق الإنسان، لما تمثله من انتهاك لخصوصية وحرمات البشر.الجدير بالذكر ان عددا من الجمعيات الأهلية سعت خلال الفترة الماضية إلى تدشين حملات لمناهضة ظاهرة التسول في الشارع، الأمر الذي قلل من قيمته عدد من الخبراء، الذين أكدوا أن تلك الحملات لن تأتي بأي نتائج إيجابية، خاصة أن نسب الفقر في مصر بلغت وفق تقارير رسمية نحو 58%.