حمزة لـ الجريدة•: نقل العاصمة تخريبٌ للتاريخ وعبء شديد على المواطنين
«مشروع القناة الجديدة سيعود بـ 4 مليارات دولار سنوياً»
انتقد المهندس الاستشاري ممدوح حمزة قرار الحكومة بإنشاء عاصمة جديدة بهدف تخفيف العبء والتكدس المروري في القاهرة، معتبراً أن هذه الفكرة «تخريب للتاريخ والحضارة»، مضيفاً في حوار مع «الجريدة» أن مشروع حفر قناة السويس الموازية ليس جديداً، بل إن الفكرة موجودة منذ حقبة التسعينيات من القرن الماضي، مشيراً في الوقت ذاته إلى ضرورة الالتفاف حولها. وفي ما يلي تفاصيل الحوار.
• كيف ترى قرار الحكومة بإنشاء عاصمة جديدة تُنقل إليها مقرات الهيئات الحكومية؟- يعتبر ذلك تخريباً متعمَّداً لتاريخ مصر وحضارتها، فمقر الحكومة في نفس المكان منذ 160 عاماً ولا يمكن أن ننسى الحضارة مرة واحدة ونذهب إلى الصحراء، خاصة أن التكلفة المالية لنقل مقر الحكومة والوزارات تصل إلى 50 مليار جنيه تقريباً، في وقت تحتاج الدولة إلى تنمية زراعية وصناعية بهذه المبالغ لتوفير فرص عمل، فضلاً عن أن المشروع الذي صممته الحكومة لن يحل أزمة التكدس المروري في القاهرة، بل سيتسبب في عبء شديد على المواطنين لابتعاده عن العاصمة، لذا يعتبر المشروع أموالاً مهدرة ومحواً لجزء مهم من التاريخ والفائدة الوحيدة التي يمكن أن تتم إذا قامت الحكومة بتوفير جميع الخدمات إلكترونياً.• مشروع حفر قناة السويس الموازية... كيف تراه؟- الفكرة ليست جديدة، وكان يفترض تنفيذها في التسعينيات من القرن الماضي، وتقوم على تطوير الممر الملاحي لتقليل فترة المرور بالنسبة للسفن العابرة، ما يمكن مصر من زيادة قيمة الرسوم وزيادة السفن المارة عبر القناة، لكي لا تنتظر أي وقت من أجل المرور.• برأيك هل يستحق المشروع الضجة المثارة حوله من الناحية الهندسية؟- الشعب المصري متعطش لأي نجاحات، وهذا لا يضر مطلقاً وتحفيز المواطنين أمر مهم، والمشروع ربما يستغرق وقتاً أطول من عام، لكن حتى لو استغرق عامين فهو مشروع جيد، لأننا نقوم بحفر 20% من قناة السويس بمسافة أكثر من 30 كيلومتراً وعمق أكثر من 25 متراً وعرض 300 متر، فالمشروع كبير وضخم ويستحق أن نلتف حوله. • بعض خبراء الاقتصاد يرون أن تمويل مشروع القناة من المواطنين سيؤدي إلى زيادة ديون الحكومة؟- على العكس أعتبرها خطوة إيجابية لأنها ستكون منافسة للحكومة بعائد يفوق 12% تقريباً وتوزيع العائد كل ثلاثة أشهر سيؤدي إلى زيادة إقبال المواطنين، بينما سيتم صرف العائد في السنوات اللاحقة من إيرادات المشروع الجديد.• كيف ترى فوز شركة دار الهندسة بحق تنفيذ مشروع القناة؟- كمسؤول في شركة منافسة لا يحق لي التعليق على الشركة الفائزة، لكن المهم أن يتم تنفيذ عملية تنمية المحور بشكل يضمن الاستثمار الحقيقي في المشروع، بما يحقق الفائدة الأعلى، خاصة أن العائد المتوقع منه يتخطى أربعة مليارات دولار سنوياً، وهو أربعة أضعاف العائد المتوقع من الممر المائي الجديد الذي يتم حفره.• ما هي آلية ذلك؟- لو تم تنفيذ المشروع وفقاً لاحتياجات السفن المارة في القناة فسيكون أفضل مشروع في مصر، خاصة أن المساحة المتوقع استغلالها كبيرة، ويجب تنميتها بإقامة مشروعات صناعات خفيفة ومتوسطة، لتعظيم العائد من السفن العابرة من القناة والتي تصل إلى 18 ألف سفينة، يتوقع زيادتها إلى أكثر من 20 ألف سفينة، بحيث تحصل السفن على الخدمات من المنطقة المحيطة بالقناة وتقوم بإنزال بضائع وتحميلها مرة أخرى، ويجب الابتعاد عن إقامة مشروعات صناعات ثقيلة ومشاريع سياحية، لأنها لن تكون ذات فائدة على الإطلاق ويمكن إقامتها في أي مكان آخر بمصر.• هل هناك أياد عاملة مؤهلة لهذه المشروعات؟- يجب على الحكومة البدء فوراً في إنشاء مراكز التدريب لتأهيل الشباب حتى يكونوا مؤهلين للعمل في المشروعات التي سيقوم المستثمرون بإنشائها.