مفارقات عِدة صاغتها أقلام المصريين على استمارات التصويت في الانتخابات الرئاسية المنتهية أمس الأول (الأربعاء)، وبخاصة من اختاروا إبطال أصواتهم، فحملت استماراتهم عبارات طريفة وعجيبة، تراوحت بين مغازلات العشاق لبعضهم البعض، وتصويت آخرين لأسماء خارج المنافسة المنحصرة بين المشير عبدالفتاح السيسي، والقطب الناصري حمدين صباحي، حيث ظهرت استمارات ممهورة باسم الرئيسين الأسبق حسني مبارك والمعزول محمد مرسي.

Ad

وفي حين لجأ قطاع عريض من المصريين إلى تصوير استمارات تصويتهم بكاميرا هواتفهم النقالة، ازدحمت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بصور لافتة لاستمارات مبطلي أصواتهم الذين قدرتهم النتائج غير الرسمية بحوالي المليون ناخب، حاصدة نسبة كبيرة من التعليقات الساخرة، حيث ظهرت عشرات الاستمارات التي شطب فيها الناخب على كلا المرشحين ودوَّن بدلاً منهما اسم حبيبته أو كتب عبارات أخرى على شاكلة "المجد للشهداء" و"حق الشهداء" و"دم الشهيد".

وفي الوقت الذي رسم مؤيدون لكلا المرشحين صور قلوب دلالة على حب المرشح، تغزل أحد المبطلين في محبوبته، فكتب على ورقة الاقتراع "بحبك يا عبير"، في حين وجه آخر جملة من السباب لكلا المرشحين، وفي حين، كتب بعض أنصار الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي، عبارات تأييد له مثل "مرسي رئيسي"، و"مرسي رئيسك يا سيسي" في إشارة إلى عدم اعترافهم بالانتخابات، كتب آخرون اسم الرئيس الأسبق حسني مبارك على ورقة الاقتراع.

جزء آخر من الناخبين أبطل صوته دون أن يدري، بعدما دفعه التحيز الشديد لمرشحه إلى الشطب على اسم وصورة المرشح الآخر في استمارة التصويت، في حين وضع علامة التأييد في الخانة المخصصة لمرشحه، ما يعني إبطاله لصوته، تلك الواقعة بطلها مواطن ستيني يُدعى "عطية"، اعترف بفعلته لابنته المؤيدة لحمدين، بينما انفرجت أسارير الابنة، كونها تأكدت من بطلان صوت والدها الذي اختار السيسي وشطب على منافسه، لأن القانون لا يسمح بوضع أية علامات أخرى على استمارة التصويت في خانتي المرشحين معاً.

وفسَّر مراقبون إبطال نحو مليون ناخب لأصواتهم إلى مشاركة بعض أنصار جماعة "الإخوان" في عملية الاقتراع، رغبة في إحراج المشير السيسي، في حين ذهب آخرون إلى أن قطاعاً عريضاً من الشباب غير مقتنع بكلا المرشحين، وهؤلاء شاركوا بإبطال أصواتهم.