باتت شعبية المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي على المحك، بعدما عزف الكثير ممن لهم حق التصويت عن المشاركة في الماراثون الرئاسي، الذي انطلق قبل ثلاثة أيام، في محافظات الجمهورية كافة، ما أثار دهشة العديد من المراقبين، كون المشير كان وصل في أعقاب احتجاجات 30 يونيو، إلى قمة الشعبية الجماهيرية.  

Ad

ووضعت المشاركة المحدودة للمصوِّتين في الانتخابات، التي يُتوقع أن تعلن نتائجها خلال الساعات المقبلة، الحكومة المصرية في مأزق، حيث حاولت معالجة عزوف الناخبين عن المشاركة، بمد فترة التصويت يوماً ثالثاً، الأمر الذي فجّر انتقادات واسعة، بما فيها انتقادات من حملتي المرشحين الرئاسيين، حملة قائد الجيش السابق، وحملة منافسه الوحيد اليساري حمدين صباحي، حيث سجلا الاعتراض على قرار مد التصويت، لدى اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، رغم أن القرار اعتُبر محاولة لتثبيت شرعية الرئيس القادم، المتوقع أن يكون المشير السيسي.

زكريا

أستاذة علم الاجتماع السياسي هدى زكريا، بررت العزوف عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية، بالثقة الزائدة في الفوز التي بدا عليها خطاب المشير السيسي، خلال فترة الدعاية الانتخابية، ما أدى إلى استفزاز الناخب الذي قرر المقاطعة، بينما أكد المتحدث الإعلامي لحملة صباحي الانتخابية تامر هنداوي، أن السيسي‬ لا يتمتع بشعبية جماهيرية، مشيراً إلى أنه صناعة إعلامية، مضيفاً لـ«الجريدة»: «الانتخابات فضحت الشعبية المزعومة للسيسي وأسقطت أسطورة الزعيم المُلهم».

«التجمع»

في المقابل، أكد رئيس المجلس الاستشاري لحزب «التجمع» اليساري رفعت السعيد، أن شعبية السيسي لم تتأثر بشيء، مشيراً إلى أنها في تزايد مستمر، مضيفاً لـ«الجريدة»: «تكاسل البعض عن التصويت يرجع إلى إعلان نتيجة تصويت الخارج التي أظهرت المعركة وكأنها محسومة، وهو خطأ وقعت فيه اللجنة العليا للانتخابات»، موضحاً أن نسبة التصويت ليست بالقليلة، مطالباً بالتوقف عن إحباط الشعب.

حملة السيسي

في السياق، شددت عضو المكتب الإعلامي لحملة السيسي يارا خلف، على أن شعبية السيسي لم تهتز، مؤكدة لـ«الجريدة» أن «استطلاعات الرأي كافة، أوضحت أن %60 من المصريين يؤيدون السيسي بُغية توفير الأمن والاستقرار»، مضيفة: «من يروجون لقلة عدد الناخبين في اللجان يسعون إلى تشويه صورة السيسي وإظهار قلة شعبيته».