بعد فشل التوافق على رئيس حكومة جديد للعراق، دخلت البلاد في حالة استعصاء سياسي، حيث اجل البرلمان جلسته الثانية لانتخاب الرؤساء الثلاثة إلى ما بعد عيد الفطر، بينما بدا أن المعارك المندلعة في مناطق واسعة من البلاد ستتحول الى حرب استنزاف مع عدم قدرة أي من الطرفين على تحقيق تقدم.

Ad

دخل العراق في مرحلة جديدة على المستويين السياسي والدستوري، حيث باتت البلاد مهددة بالفراغ بسبب فشل القوى السياسية في الاتفاق على الرؤساء الثلاثة، خصوصا رئيس الحكومة، حيث يتمسك نوري المالكي بترشحه لولاية ثالثة، الأمر الذي يرفضه جزء كبير من الأحزاب الشيعية اضافة الى معظم الأحزاب السنية والأكراد.  

وقال زعيم ائتلاف "الوطنية" رئيس الحكومة الأسبق أياد علاوي أمس إن هناك توافقا بين الكتل داخل البرلمان على إفشال اكتمال النصاب لجلسة البرلمان الثانية المقررة اليوم.

واعلنت مصادر ان الجلسة أجلت إلى مابعد عيد الفطر لأنه لا ضرورة لانعقادها وسط فشل التوافق. وفي إطار تصاعد الضغوط الشيعية على المالكي، لم يستبعد ائتلاف "المواطن"، التابع لـ"المجلس الأعلى الإسلامي" العراقي بزعامة عمار الحكيم إمكانية تشكيل الحكومة المقبلة بمعزل عن ائتلاف "دولة القانون".

وقال النائب عن كتلة "الجهاد والبناء"، المنضوية في "ائتلاف المواطن"، حسن الساري إن "مكونات التحالف الوطني كلها متفقة على أنها هي التي تسمي المرشح لرئاسة الحكومة وليس ائتلاف دولة القانون، أو الائتلاف الوطني بمفرده".

وأشار الساري إلى أن "اختيار ذلك المرشح سيكون بالتوافق بين مكونات التحالف الوطني"، رافضا ان "تتولى كتلة منفردة الموضوع"، مبينا أن "المرشح لرئاسة الحكومة سيخضع أيضا لتوافق القوى الوطنية خارج التحالف الوطني".

ودعا الوزير السابق، ائتلاف "دولة القانون"، إلى "تقديم مرشح بديل عن زعيمه نوري المالكي، للإسراع بتشكيل الحكومة المقبلة".

ولم يستبعد القيادي في كتلة "المواطن" إمكانية "تشكيل الائتلاف الوطني الحكومة المقبلة بمعزل عن ائتلاف دولة القانون".

واستطرد الساري أن "لدى الائتلاف الوطني تفاهمات مع بعض مكونات ائتلاف دولة القانون لحسم قضية رئاسة الحكومة الجديدة في حال التمسك بترشيح المالكي للمنصب".

دعم إيران

في السياق، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين عبداللهيان أن بلاده تدعم ترشح رئيس الوزراء العراقي الحالي نوري المالكي لولاية ثالثة، لكنها لا تمانع وصول أي شخصية أخرى يختارها البرلمان العراقي.

وخلال مقابلة مع قناة العالم الإيرانية الناطقة بالعربية مساء أمس الأول، اعتبر عبداللهيان ان "اختيار رئيس وزراء للعراق يعد شأنا داخليا عراقيا"، مشيرا إلى أن "كتلة المالكي، التي تصدرت نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية في أبريل الماضي، لديها حقوق بحسب المنطق البرلماني لترشيح من يتولى رئاسة الوزراء".

ونفى تواجد أي مستشارين عسكريين إيرانيين في العراق، إلا أنه أقر بأن بلاده تقدم "الاستشارة" للسلطات العراقية في موضوع "مكافحة الإرهاب"، مشددا على أن بلاده "تعارض أي تقسيم للعراق"، وتعتبر انه "فتنة جديدة"، مضيفا ان بلاده لن تسمح باستقلال إقليم كردستان.

استنزاف

ووسط ما يبدو انه حرب استنزاف في معظم المناطق العراقية، حيث عجز الجيش العراقي عن تحقيق تقدم، كما عجز المسلحون عن توسيع نفوذهم ومناطق سيطرتهم، أكدت السلطات العراقية أن "اللواء الركن نجم علي قائد الفرقة السادسة في الجيش المسؤولة عن جزء من العاصمة بغداد قتل في ميدان المعركة، عندما كان يقاتل الإرهابيين" قرب مدينة الفلوجة الواقعة في محافظة الأنبار والقريبة من العاصمة.

حماية سامراء

إلى ذلك، انتشرت ألوية من "جيش المهدي"، التابع لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، في مدينة سامراء التي تضم مرقدي الإماميين العسكريين.

وأكد قيادي في "سرايا السلام"، التي شكلها الصدر اخيرا، أن نحو 1000 مقاتل انتشروا في سامراء، وهم "مجهزون بأسلحة خفيفة ومتوسطة ليس فقط لحماية المراقد الشيعية وإنما دور العبادة كافة".

غارات سورية

وعلى الحدود السورية العراقية أفاد شهود عيان عراقيون بأن مقاتلات سورية قصفت مساء أمس الأول منطقة القيروان على الحدود العراقية السورية، ما أدى إلى مقتل 11 شخصا وإصابة 20 مدنيا غربي مدينة الموصل.

(بغداد - أ ف ب، د ب أ، رويترز)