يضم  معرض {جسر نحو فلسطين} 62 عملاً فنياً مختلفاً يعكس بعضها جرعة تفاؤل بينما يصور البعض الآخر الحقيقة القاسية. وتكمن أهمية المعرض في كونه يقدم صورة بانورامية واسعة عن النتاج الفني الفلسطيني الراهن في شتى تجلياته واتجاهاته وموضوعاته وشخصياته. ويعتبر أول معرض مخصص للفن الفلسطيني المعاصر في لبنان منذ الثمانينيات. ويشكل هذا الحدث المهم محطة أساسية للفن في المنطقة حيث يكشف للجمهور ثقافة الشعب الفلسطيني الغنية وإبداعاتها.

Ad

 يشارك في المعرض كل من بشار الحروب، رأفت أسعد، سمرا بدران، تيسير بركات، عيسى ديبي، رولا حلواني، وفا حوراني، منذر جوابرة، بشير مخول، رانيا مطر، محمد الحواجري، محمد مسلّم، ستيف سابيلا ، ليلى شوا، ناصر سومي، ماري توما، وهشام زريق. هؤلاء الفنانون من الداخل الفلسطيني ومن الشتات من الذين يعيشون تحت قسوة الاحتلال والذين يمضون وقتهم في المنفى. والمعرض يكسر جدار {القطيعة} بينهم، يجمعهم تحت سقف واحد ليعبروا عن أنفسهم بالألوان والصور والرموز واستعادة الذاكرة عن بلد يعتبر مهد الحضارات والأديان.

 تتنوع الأعمال المعروضة بين الرسم الزيتي وبين الإكليريك والتركيب الفني والتصوير الفوتوغرافي والفن الرقمي والفيديو.

ويسعى المعرض الى تشكيل منبر متحرر للفنانين ليعبّروا من دون قيود من خلال الرسم والتصوير الفوتوغرافي والنحت والنسج والفيديو وأساليب حديثة، ويسلط الضوء على النضال والحقائق السياسية في فلسطين اليوم، ليروي قصصاً عن الحب والضياع والمعاناة والنصر والأمل. في الداخل يستقبل ناصر سومي الزوار بتجهيز خشبي يجمع بين القدس وبيروت.

أيقونة يافا

ولناصر سومي حضور واسع في هذا المعرض تمثل بأيقونة يافا، جدار أزرق نيلي وخلفه غرفة تجمع صناديق معلقة وعلى باب كل من تلك الصناديق عُلقت رسالة بخط يد صاحبها أولها من لاجئ روى فيها حكاية الهجرة القسرية {ثلاثة أيام أو أربعة على الأكثر أسبوع وتعودون…}.  وتحت عنوان {حصار الحصار} حوّل محمد مسلِّم زيتون فلسطين إلى لآلئ تزين عنق صبية. واختار تيسير بركات تجسيد الارتحال عبر قلم الرصاص، وله زيتية من الحجم الكبير جسدت الرحيل ليلاً وعلى متن حمار.  

وعرضت رانية مطر صوراً فوتوغرافية من مخيمات برج البراجنة في بيروت، وبرج الشمالي. وللكوفية والبندقية حضورهما في أعمال منذر جوابري إذ يقدم لوحات ذات تجسيديات تذكّر بالنزوح وأزمنة النكبات. في لوحته التذكارية لزواج كان يحتفل بالفرح، نجد أطراف البيوت الخالية في خلفية اللوحة المخضرّة عموماً. أما ليلى الشوا فقدمت تركيب بندقية مزهوة بألوانها المشغولة من الستراس رفرفت عليها الفراشات الجميلة. ومع أعمال ناصر السومي ثمة على دلالات الحسرة على رموز وأشياء من مكوّنات البيوت الفلسطينية، هذا فضلا عن كثير من الأعمال الأخرى.

{الجسر الى فلسطين} يربط الماضي بالمستقبل، وهو حوار ثقافي بين أجيال من الفنانين والمواقع الجغرافية، بين غزة والشرق والغرب ورام الله والقدس. هو حوار حول فلسطين مهد الحضارات، يوفر فرصة للتلاقي بين فنانين سواء أكانوا يعيشون تحت الاحتلال أو خارج فلسطين.