أشرف عبد الباقي: هدف «تياترو مصر» إعادة الجمهور إلى المسرح

نشر في 26-01-2014 | 00:02
آخر تحديث 26-01-2014 | 00:02
في رصيده 92 مسرحية، أثبت خلالها الفنان أشرف عبد الباقي موهبة عميقة في التمثيل أشاد بها النقاد والجمهور على السواء، وخولته اعتياد طقوس العمل المسرحي، فلم يعد يشكو من الإجهاد أو الخوف من مواجهة الجمهور. وبعد غياب سنوات عن الخشبة يعود اليوم في مسرحية «تياترو مصر».
عن المسرحية وردود الفعل عليها، وبرنامجه «مصر البيت الكبير» الذي يعرض على إحدى الفضائيات كان اللقاء التالي معه.
ما سبب غيابك المسرحي منذ قدمت {لما بابا ينام}؟

المسرح نفسه لم يكن موجوداً في السنوات العشر الأخيرة؛ إذ لم نجد مسرحية معروضة على خشبته، وإن كانت ثمة محاولات لا يتعدى عرضها بضعة أيام ثم تختفي، وطوال هذه الفترة كنت أبحث عن عمل مسرحي جديد ومختلف لتقديمه.

ما هدفك من المسرحية؟

إعادة الجمهور إلى المسرح.

وما الذي شجعك على قبولها؟

حبي لهذا الفن ورغبتي في العودة إليه بشكل متميز عن تجاربي السابقة. فأنا عملت فيه طوال عمري وقدمت 92 مسرحية، تدرجت فيها من الهواية إلى الاحتراف.

 أخبرنا عن فكرة المسرحية.

تضم 40 قصة سنقدمها في 20 عرضاً خلال عام، على أن يضمّ كل عرض قصتين وتكون مدته أسبوعين، أي بمعدل أربع قصص شهريًا.

ما أبرز هذه القصص؟

{مصر محسودة، سلامة، حماصة، الزوجة الثانية}...

كيف تقيّم هذه التجربة؟

ليست مجرد مسرحية يتابعها المتفرج مرة واحدة، بل نجدّد قصصها كل فترة، وهذا التجديد بالذات هدف لدي أسعى إلى المواظبة عليه.

ألا يؤثر ارتباطك بهذا المشروع على أعمالك الفنية الأخرى؟

على الإطلاق. لا أحد يضع هذه الحسابات في تفكيره ما دام وافق على عمل معيّن، وبالطبع لن يكون عدم تمكني من ضبط المواعيد بينها وبين عمل آخر مبرراً لرفضه.

إلى أي مدى العمل فيها مرهق؟

إلى حدّ كبير، لكنه إرهاق ممتع، والإجهاد هنا ذهني وليس جسدياً، فأنا أفكر في تطوير العرض باستمرار واستقطاب نسبة أكبر من المتفرجين. ثم المسرح من الفنون التي لا يمكن للممثل التهاون في تقديمها لأن ردة الفعل على أدائه فورية، وتتمثل بالتصفيق والضحك وهما أبرز ردود الفعل في الأعمال الكوميدية.

في الأحوال كافة لا يتوازى الإرهاق الذي تسببه المسرحية مع المجهود الذي يبذله شرطي المرور، أو عمال البناء، أو الجنود الذين يقفون على الحدود لحماية البلد. هذا عملي، ومن يشعر بالإرهاق من العمل كسول.

ماذا عن الإسقاطات السياسية التي تتضمنها المسرحية؟

ليست المرة الأولى التي تعرض فيها هذه الإسقاطات، أو يسمح بتقليد رئيس ما؛ إذ سبق أن قلد نجوم، من بينهم محمد صبحي، الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك في ظل حكمه. دائماً نستمدّ من الأحداث المحيطة بنا مواد لمسرحيات، شرط ألا تكون فيها إهانة أو تجريح للأشخاص، بل كوميديا خالصة، وما دامت هذه الأحداث كثيرة فلا يمكننا تجاهلها.

ألم تكن ثمة حساسية من الجمهور في تقبلها؟

بالطبع، ذلك أن فترة الحراك السياسي التي كنّا نعيشها جعلت البعض يحمّلها معاني أخرى.

لماذا اخترت المسرح وليس الدراما أو السينما؟

لا أريد الرجوع إلى الخلف والحديث عمّا إذا كنت قدمت هذا أو ذاك، وما الأفضل مسرحية أو تقديم قصص عبر {ست كوم} أو فيلم، لأن المشروع المتاح هو المسرح، وما دامت المسرحية مستمرة وتحقق نجاحاً يومياً.

كيف تصنف {تياترو مصر}؟

عمل كوميدي هدفه الضحك. من الجيد أن أجعل الجمهور يضحك ضحكاً نظيفاً، وأخرجه من التوتّر المسيطر عليه نتيجة الأوضاع المتأزمة ومتابعة نشرات الأخبار.

ما تعني بالضحك النظيف؟

أن نبتعد عن أسهل وسيلة للإضحاك في لغة المسرح وهي مثلث الجنس والدين والسياسة، مراعاة للجمهور الحاضر، وحتى لا تخجل الأسرة من الاستماع إلى إفيه معين، وهذا الأسلوب التزم به في أعمالي كافة، وهو أصعب أنواع الضحك.

أرفض الاقتراب من هذا المثلث حتى لو كان من منطلق التهريج والضحك، فلا يجد المتابع أي تلميح بكلمة أو لفظ، مراعاة للأطفال الذين يشاهدون التلفاز، ومن لا يفكر في الأطفال كجمهور فهو مجنون، وحتى عندما يشاهد الأهل فيلماً للكبار يجلس الأطفال إلى جوارهم. ذلك كله نابع من ضميري، وخوفي من الله وليس الرقابة، ومن تحملي مسؤولية ما أقدمه.

وهل عرض أكثر من قصة على إحدى الفضائيات في صالح الإقبال على {تياترو مصر} أم ضده؟

منذ بداية هذا العرض، شهد حجز التذاكر حركة إيجابية للغاية، بل وتحسنت عن نسبة الحضور الأولى؛ إذ لفت انتباه الجمهور إلى المسرحية.

هنا لا بد لي من الإشارة إلى أن سعر التذكرة يبدأ من 50 جنيهاً، في حين تكون مثيلتها في السينما 70 جنيهاً، وحتى إن لم يتمكن المواطن من الذهاب إلى مكان العرض يمكنه متابعة القصص على شاشة التلفزيون.

كيف ترى الحل للأزمة التي تعصف بالمسرح؟

 الأزمة الحقيقية تواجه مصر بأسرها وليس المسرح وحده، علينا أن نعمل ونفتح طريقاً لأنفسنا وننتهي من نبرة اللوم التي نوجهها إلى أجهزة الدولة التي لن تقوم إلا بعمل المواطنين، هكذا تتحرك الحالة الاقتصادية، ويرتفع مستوى المعيشة، بالتالي يتأثر المسرح إيجاباً، فإن لم يسدّ المواطن احتياجاته الأساسية لن يفكر في متابعتي في المسرح. من هنا يمكن القول إن الإقبال على المسرح يؤشر إلى حال البلد.

وماذا عن برنامج {مصر البيت الكبير}؟

يعد التجربة الـ 19 ضمن سلسلة برامجي، وبمجرد أن حدثني القيمون على قناة {الحياة} عن رغبتهم في أن أقدمه وافقت على الفور، وهو بث مباشر، أحاول فيه نشر التفاؤل في نفوس المشاهدين بعيدًا عن السلبيات التي تتحدث عنها برامج عدة.

وما جديدك؟

مسلسل {أنا وبابا وماما} تشاركني بطولته نشوى مصطفى، تأليف فداء الشندويلي وإخراج سامح عبد العزيز، وأفكر في الموافقة عليه بعد تثبيت العروض المسرحية.

back to top