140 ألف مصلٍّ أحيوا ليلة السابع والعشرين في المسجد الكبير
شهد المسجد الكبير ليلة الجمعة حشداً كبيراً لإقامة صلاة القيام ليلة الـ 27، وأمّ فيها المصلين القارئان فهد الكندري ومشاري العفاسي.
140 ألف مصل قدموا إلى المسجد الكبير لأداء صلاة القيام في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك، إذ أم فيها المصلين القارئ فهد الكندري والقارئ مشاري العفاسي.وأكد وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور عادل الفلاح خلال لقاء أجراه معه استديو اللجنة الإعلامية (وليال عشر)، الذي تقيمه الوزارة بالتعاون مع تلفزيون الكويت، أن "وزارة الأوقاف جعلت من الوسطية أولوية من أهم أولوياتها، لأنها لب الإسلام وحقيقته، فهي أساس هذا الدين، لأن أصعب ما يتعرض له المجتمع الغلو والتعصب، ولهذا علينا نبذ الغلو والتطرف حفاظاً على مجتمعنا".
المجتمع الكويتيوأضاف الفلاح أن "التغلبات الاجتماعية التي نراها اليوم باتت متعددة ومتنوعة تحتاج إلى تضافر الجهود، حتى تستطيع المجتمعات مواجهة التحديات، فعلى الإنسان تحري كل ما هو نافع ومفيد"، موضحا أن "المجتمع الكويتي لديه رصيد تاريخي جميل عاشه في الوسطية بشكل فطري وتلقائي، وهذا ما نكرره دائماً لكي يعلم الجيل المعاصر أن الآباء والأجداد عاشوا الوسطية، فلم نقرأ أن هناك مشكلة بين السنة والشيعة أو بين حضر وبدو، وإن حصلت هزات وفق الظروف الإقليمية فقد أصاب بعض الخلل في هذا الجانب تأتي الوزارة بالتعاون مع وزارة الإعلام والتربية لإعادة هذه الشحنة لكي نتعايش ونتحاب كما أمرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم وكما قال العقلاء والحكماء".الشباب والوسطيةوتابع "من خلال بعض الدراسات نرصد أن مفاهيم الوسطية بدأت تتضح لدى فئة الشباب، وهذا من خلال غياب الحوادث المتطرفة داخل المجتمع، الأمر الذي يكشف الوعي الكامل لدى الشباب خاصة أن ذلك مستمد من عدالة المجتمع والانسجام في حب الوطن". وبين أن "قضية الشباب من أهم أولويات الوزارة، ولهذا بات من أولويات جميع قطاعات الوزارة، فهناك متابعة جادة لهذه الشريحة، لأن عملية الننفلات من أخطر الأشياء، سواء كانت من انحرافات أو سلوك خاطئ، والاهتمام نابع من معرفة احتياجاتهم واهتماماتهم، وذلك من خلال إيجاد البرامج المهمة لهم، خصوصا أننا في شراكتنا مع الآخر ونعمل بشكل متكامل سواء كان مع وزارة الشباب والتربية والإعلام، بهدف تحقيق النجاح الكامل في هذا الجانب المهم".الاهتمام بالشبابوأوضح أن "الوزارة تهتم بفئة الشباب وبكلا الجنسين، فهناك 15 ألف شاب في إدارة القرآن الكريم، وفي السراج المنير 10 آلاف شاب من الجنسين، وهناك برامج (فتبينوا) ستعمل على مواجهة الإشاعة وعدم تناقلها، لأن للكلمة مسؤولية مهمة تحتاج إلى وقفة جادة، لأن الإشاعات تسري بين المجتمع في ظل وجود وسائل الاتصال الحديثة، ولكي لا يصبح الجيل ينقل ما لا يراد نقله من معلومات غير صحيحة، خصوصا أنها في أغلبها تتعرض لرموز المجتمع، وعلينا مواجهة هذه الإشاعات حتى نحافظ على رموز المجتمع لكي لا يضيع الشباب، خصوصا أن لدينا رموزا وطنية لها تاريخ طويل من العمل والعطاء".خطة إستراتيجيةوأكد أن "الوزارة لديها استراتيجية وضعت قيمة الشراكة من أهم أولوياتها، وهي التي تعتمد على التكامل مع الآخرين لتكوين أداء جميل نابع من روح التعاون والتقارب مع الآخرين، لإيجاد شراكة سواء كانت مع القطاع الرسمي أو الخاص أو الجهود الفردية من المتطوعين، فوزارتا الإعلام والصحة لهما دور بارز في المهام الموكلة إليهما وفق اختصاصاتهما، ووزارة الداخلية تساهم معنا في تنظيم حركة المرور، وهذا خير دليل على تكامل الأدوار التي نراها في أحلى صورة في المسجد الكبير، وهذه نتيجة الشراكة التي وضعتها وزارة الأوقاف مع الجهات الأخرى".رضا الناس وأشار إلى أن "التنسيق في وزارة الأوقاف شمل كل المناطق، فأقام مراكز رمضانية في العديد من المحافظات، بهدف تخفيف الضغط عن المسجد الكبير والمشقة على الناس، ففكرة المراكز الرمضانية التي بدأت قبل أعوام تزداد في كل عام، ولن تتوقف وفقاً لاتساع المساحة الجغرافية للمناطق"، مؤكداً أن "الوزارة لا تتوانى في رصد مدى رضا الناس عن الخدمات التي تقدمها في المساجد، حتى ترصد احتياجات الناس ومتطلباتهم وتعمل على توفيرها لهم، بهدف تحقيق الشراكة المجتمعية، لكي لا تصبح المساجد في منعزل عن متطلبات الناس واحتياجاتهم".موسم الحجولفت الفلاح إلى أن "موسم الحج من أولويات الوزارة الذي يحظى باهتمام بالغ، فهناك تعاهد على ألا ينقص مستوى الأداء في الحج، وهناك دراسات ميدانية لموسم الحج تجري على الحجاج بعد عودتهم واستبيان رأيهم في الخدمات التي تقدمها الوزارة في هذا الجانب".الخاطرة الإيمانيةوفي الخاطرة الإيمانية قال الداعية الإسلامي الشيخ أحمد القطان، إن "هذه الليالي المباركة تحتاج منا إلى تصفية القلوب، وألا نجعل فيها أي غل أو حقد أو حسد ضد أحد، فالله عزوجل يعفو ويتجاوز عن العبد المخطئ فما بالنا نحن البشر ألا نعفو".وأضاف أن "الناس تعيش أزمة توكل على الله، وهذا يدعونا إلى التأمل بما جاء في السيرة النبوية الكريمة التي تعلمنا الكثير من الحكم والعبر، لأن لنا عبرة وعظة في مواقفه وأقواله وسيرة حياته، فهو الذي جسد لنا مدرسة العفو النبوي التي نحتاج إلى الاستفادة من دروسها وعبرها".وذكر أن "النبي صلى الله عليه وسلم كان مدرسة في العفو، وهذا ما يدعونا إلى التفكير في أزمة التوكل، فالأمة اليوم تحتاج إلى التوكل واليقين، وعلينا أن ننظر في العظمة، فهذا هو الله الذي يحيي العظام وهي رميم".وتابع "اللهم آمن روعاتنا، وصن أعراضنا، واحقن دماءنا، وانصر المجاهدين، وفك أسر المأسورين، وارحم المرابطين والمهاجرين، وحرر الأقصى الشريف، وانصر أهل غزة وسدد رميهم وفك أسرهم وتقبل شهداءهم".البرنامج النسائي "لحظات من نور"وسط حشد كبير ملأ قاعة عبدالله النوري في المسجد الكبير بالخيمة الشرقية، ضمن فعاليات البرنامج الإيماني النسائي "لحظات من نور"، ألقت تسنيم المطر محاضرة بعنوان "المنازل الأولى" تحدثت فيها عن الجنة ونعيمها، وحمدت الله كثيراً على نعمه الكثيرة التي توافرت لنا في حياتنا، كما شرحت معنى المنازل، وأين هي وكيف تكون وكيف أن القلوب أجمعت على شوقها للمنازل الأولى في الجنة، وكيفية ترتيب منازلها لمن خشع لله سبحانه وخلص له، وثبت الإيمان في قلبه ورسخ مبادئ الإسلام السمحة من تعاون وحث على مساعدة الفقير ورعاية الأيتام، وبذل الجهد في مساعدة كل محتاج في شعوب العالم الإسلامي، ومد جسور التعاون مع هذه الشعوب. وأضافت أن "مبادئ الإسلام السمحة لو اتبعها المؤمن وعمل بها التحق بركب الصالحين، ودخل الجنة وتبوأ المراتب العليا فيها"، وتطرقت المطر في محاضرتها إلى العديد من المواقف النبوية الشريفة التي تحث على العمل الجاد واتباع مبادئ وتعاليم الإسلام السمحة، لبلوغ ما نصبو إليه جميعاً "الجنة" بنعيمها نغتني عن الدنيا وكل ما فيها من إغراءات زائلة لا تدوم. واختتمت المطر محاضرتها بالدعاء للجميع بأن يتقبل الله سبحانه وتعالى أعمالهم ويجعلها الله في ميزان حسناتهم.