في فصل جديد من فصول حرب البراءات التي يتواجه فيها عمالقة قطاع التكنولوجيا، أطلقت "مايكروسوفت" أول دعوى قضائية في حق "سامسونغ" بتهمة فسخ العقد بينهما.

Ad

وصرح ديفيد هوارد محامي "مايكروسوفت" في رسالة نشرت على المدونة الرسمية للمجموعة الأميركية أن "مايكروسوفت تقدمت بدعوى قضائية في حق سامسونغ" أمام محكمة في نيويورك "لضمان احترام عقدنا".

وكثيرة هي الشكاوى التي تقدمت بها المجموعات التكنولوجية خلال السنوات الأخيرة بتهم انتهاك براءات، والنزاع القضائي الأكثر استقطاباً للأضواء الإعلامية هو ذاك الذي تتواجه فيه أمام محاكم بلدان عدة الكورية الجنوبية "سامسونغ" مع الأميركية "آبل".

وهذه الدعوى هي الأولى التي تطلقها "مايكروسوفت" ضد "سامسونغ"، بحسب ما أكد مصدر مطلع على هذه القضية.

وأوضح المحامي ديفيد هوارد أن المجموعتين قد أبرمتا اتفاقاً خاصاً باستعمال البراءات التابعة لهما في العام 2011.

وقبلت المجموعة الكورية في تلك الفترة أن تدفع رسوماً لـ"مايكروسوفت" في مقابل استخدام براءات هذه الأخيرة الخاصة بالهواتف الخلوية في نظام تشغيل "أندرويد" من "غوغل" الذي تعتمده "سامسونغ" في هواتفها الذكية وأجهزتها اللوحية، شأنها في ذلك شأن عدة مصنيعن آخرين.

وجاء في الشكوى التي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها أن "مايكروسوفت" تتهم "سامسونغ" بعدم الالتزام بالمهل الزمنية المحددة (اليوم والساعة) لتسديد مدفوعات كان يفترض استحقاقها في الخريف الماضي، بعد أن أعلنت المجموعة الأميركية عن شرائها مصنع الهواتف الخلوية الفنلندي "نوكيا".

وقد قامت "سامسونغ" بتسديد المدفوعات في نهاية المطاف، لكنها ترفض دفع تعويضات عن تأخرها في الدفع وتهدد بانتهاك العقد مجدداً، فأحالت المجموعة الأميركية قضيتها إلى المحكمة لتأكيد صلاحية العقد حتى بعد شراء "نوكيا" ومطالبة "سامسونغ" بتعويضات.

ولم تذكر لا قيمة الرسوم المدفوعة ولا قيمة التعويضات المطلوبة في النسخة المنقحة التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس، باعتبارها من المسائل السرية.

وصرح ديفيد هوارد أن "سامسونغ" استندت "إلى شراء نوكيا لتبرير فسخ العقد"، مضيفاً بأن هذه الأخيرة "لم تطلب من القضاء البت في ما إذا كان شراء نوكيا يبطل صلاحية عقدها مع مايكروسوفت لأنها تعلم على الأرجح أن لا أساس لموقفها".

وأكد المحامي "لا نستخف بالدعاوى القضائية التي نطلقها، لا سيما مع شركة أقمنا معها تعاونا طويلا ومثمراً، ونحن نطلب بكل بساطة من القضاء أن يحل خلافاتنا"، موضحاً أن "مايكروسوفت تأمل" مواصلة هذا التعاون.

واكتفى أحد الناطقين باسم "سامسونغ" في الولايات المتحدة بالقول في اتصال مع وكالة فرانس برس إن المجموعة "ستنظر في تفاصيل الشكوى لتحديد الإجراءات اللازم اتخاذها".

ومنذ إبرام هذا العقد سنة 2011، ازدادت مبيعات "سامسونغ" ثلاث مرات في سوق الهواتف الذكية وهي باتت تحتل صدارة هذه السوق مع 25,5 % من الحصص فيها، متقدمة بالتالي على "آبل"، بحسب بيانات مجموعة "آي دي سي".