ألين لحود: الإعلام مسؤول عن تدهور الثقافة والفنّ والسياسة

نشر في 15-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 15-08-2014 | 00:01
لم تكتف بمواهبها في الغناء والتمثيل والإخراج والكتابة الدرامية، بل تخصصت فيها كلها لصقلها وتكوين ركيزة ثقافية أساسية، تنطلق منها في أي خطوة فنيّة تنوي القيام بها.

ألين لحود مشغولة راهناً بإحياء حفلات وتصوير مسلسلها الدرامي «شريعة الغاب» (إخراج منصور الرحباني، وتأليفه بالاشتراك مع مالك الرحباني وألين لحود، انتاج Arrows)، فضلا عن تحضير ألبومها الغنائي، وإعادة إحياء مسرحية {بنت الجبل}. عن مشاريعها كلها تحدثت إلى {الجريدة}.

ما نشاطاتك الفنية الغنائية لهذا الصيف؟

أحييت حفلات غنائية ضمن مهرجانات المناطق اللبنانية المختلفة، وقد طغى عليها الطابع الوطني والفلكلوري الحماسي، بسبب الأحداث الأمنية الأخيرة التي لم تؤثر سلباً في نسبة الحضور، لأن اللبنانيين يحبّون الحياة والفرح، وما إن يحل الاستقرار الأمني حتى يعودوا سريعاً إلى حياتهم الطبيعية.

أخبرينا عن مسلسل {شريعة الغاب}.

شارفنا على إنهاء التصوير وبدأنا عملية التوليف، هو مسلسل فريد وحققت فيه تجربتي الأولى في الكتابة الدرامية، كذلك مثّلت فيه وأشرفت على اختيار ممثليه. ستشّكل فكرته وعناصره الجديدة نقلة نوعيّة في الدراما المحلية، لأن تركيبته غير تقليدية وكأنه مسلسلان مجموعان في عمل واحد.

هل ستشكّل هذه التجربة انطلاقتك في الكتابة الدرامية؟

طبعاً، اكتب راهناً مسلسلا وفيلماً سينمائياً، رغم تقديمي أفلاماً قصيرة في أثناء تخصصي الجامعي الذي احتوى مادة {كتابة السيناريو}، لم أطرح نفسي ككاتبة درامية.

هل سنرى النفحة الرحبانية في المسلسل؟

سيرى المشاهد النفحة الرحبانية الجديدة التي تميل إلى الثقافة الغربية، انطلاقاً من اطلاعها على السينما الأميركية، تحديداً، ما سينعكس تميّزاً في حركة الكاميرا. لا شكّ في وراثة منصور ومالك الموهبة من عائلتهما، إنما يطوّر الإنسان نفسه وفق ميوله الثقافية الخاصة، فنحن جيل يميل إلى الغرب أكثر، وتتأثر أفكارنا بالأفلام الأميركية والمسلسلات الأوروبية، لذا سنقّدم صورة مجتمعنا بأسلوب تقني أجنبي.

علامَ تستند الفكرة الأساس في المسلسل؟

تنطلق من مبدأ {روبن هود} أي سرقة الأغنياء لإطعام الفقراء وكيفية تكوين العصابات في البلد، وتجسّد صورة مصغّرة عن الفوضى والفساد في لبنان، ومجتمعه المخملي في الظاهر، الذي يخفي في طياته أموراً أخرى.

 

كيف تصفين الثنائية مع باسم مغنية؟

التعاون معه جميل وسهل لأنه يصقل الشخصية بدقّة ويتناقش مع شريكه في التمثيل للاتفاق على كيفية تجسيد المشهد قبل انطلاق التصوير، فضلا عن أنه محترف، ويفصل بين العلاقة الشخصية التي تربطه بزملائه وبين ضروريات العمل.

يضمّ المسلسل وجوهاً درامية وكوميدية معروفة، وفق أي معيار تم اختيارهم؟

الممثلون، سواء كانوا في أدوار أساسية أم شاركوا كضيوف، هم معروفون، إنما لم يكن هذا معيار اختيارهم بل مدى قدرتهم على تقديم أداء جيّد. لا يعرف مالك ومنصور الممثلين اللبنانيين كافة، لذا اهتممت بهذا الموضوع، وتخيّلت الممثل المناسب لكل شخصية، فرُسمت الشخصيات على قياس الممثل الذي سيؤديها.

هل الفنانون اللبنانيون في المجالات المختلفة متمكنون ثقافياً لرفع مستوى الفن في البلد؟

كلا، وأشدد على ألا مستوى ثقافياً في لبنان لأن عدد الفنانين المثقفين محدود جداً.

إلامَ ترجعين ذلك؟

الى الفلتان الفني الذي شهدناه بعد انتهاء الحرب واقتحام الدخلاء الغناء والتمثيل والإعلام. للأسف قلّة تقرأ أو تقوم بأبحاث لتثقيف نفسها، في مقابل اهتمام مبالغ بالشكل الخارجي، من هنا نرى مدى الفراغ الثقافي والمعرفي في الإعلام.

هل يؤدي الإعلام دوراً في تسويق هؤلاء؟

دور الإعلام الأكبر توجيه الناس وبدلا من ذلك يؤدي بعضه دور المحرّض، لذا نحمّله مسؤولية التدهور الذي نشهده اليوم في المجالات الفنية والسياسية والاجتماعية، لأنه يقوم بعملية غسل دماغ لمتابعيه، عبر تسويق ما لا قيمة له بهدف المردود المادي، بغضّ النظر عما إذا كان مقتنعاً بما يسوّق أم لا.

ما تفاصيل ألبومك الغنائي الجديد؟

قريباً أطلق أول أغنية منفردة من الألبوم، وسأطرح أغنية كل شهرين تقريباً قبل جمعها في ألبوم، إضافة إلى تصوير بعضٍ منها. يتميّز الألبوم بتنوّعه اللغوي والموسيقي ويضمّ الكلاسيكي والبوب والشعبي. تشكّل كل أغنية قيمة موسيقية بحدّ ذاتها فضلا عن أنها تبرز قدراتي الصوتية.

مع من تتعاونين في الألبوم الجديد؟

أتعاون مع أسماء كثيرة منها: روميو لحود، غدي الرحباني، فريدريك الرميل، مروان خوري وزياد سحّاب.

هل تحرصين على التعاون مع أسماء لامعة في مجالها؟

بل أعتبره أمراً ضرورياً، أولا لأنه يدل على نوعية العمل، وأن الفنان يحظى بثقة تلك الأسماء التي تؤمن بقدراته الصوتية، وثانياً لأن الألبوم الغنائي يعبّر عن شخصية الفنان ونوعيّة عمله.

تشكّل مواقع التواصل الاجتماعي المكان الأبرز لإطلاق الأغاني، فهل ستسوّقين أعمالك من خلالها؟

سأسوّق أغانيّ عبر الإذاعات وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، لأن صفحات العالم الافتراضي مهمّة وتؤدي دوراً في عملية التسويق، فضلا عن أنني أتواصل مع المعجبين من خلال صفحاتي الرسمية.

ستقدمين دور والدتك الفنانة الراحلة سلوى القطريب في العرض الجديد من مسرحية {بنت الجبل} (تأليف وإخراج روميو لحود)، بما يشعرك ذلك؟

أشعر بمسؤولية كبيرة خصوصاً أن والدتي تمنّت، إذا أعيد تقديم هذه المسرحية، أن أؤدي دورها، فضلا عن أنها خطوة مهنية مهمّة لي لأنها التعاون المسرحي الأول مع عمي روميو لحود.

هل ستؤدين الدور بأسلوبك الخاص أم ستنطلقين من أداء والدتك؟

لكل فنان شخصيته وإحساسه الخاص الذي يعبّر عنه في أي عمل يقوم به، صحيح أنّ المسرحية ماثلة بقوّة في ذهني، وأبدعت والدتي فيها رغم صعوبة الدور واللهجة، إنما يدرك الممثل المحترف أنه يتعلم من سواه أموراً كثيرة إنما لا يجوز التقليد.

أي ردة فعل تتوقعين من الجمهور تجاه تجديد هذه المسرحية؟

يتشوّق الجمهور لمشاهدتها وقد عبّر عن ذلك عندما طرح روميو لحود فكرة إعادة إحيائها، وذلك دليل على تعلّق جيل معيّن بها، فضلا عن أن الجيل الجديد الذي يقدّمها في حفلات نهاية العام الدراسي لم يشاهدها سابقاً، لذا يتشوّق للتعرّف اليها بعدما سمع عنها.

هل يفتقر الوسط الفني إلى هذه النوعية من الأعمال؟

طبعاً، ثمة محاولات متواضعة لتقديم مسرح غنائي، لكن ما زال هذا النوع يقتصر فعلياً على مسرح روميو لحود والرحابنة.

يتطلب المسرح الغنائي مجهوداً جماعياً لا فردياً وهو مكلف جداً، فهل توافرت العناصر اللازمة لإنتاجه؟

يقدّم روميو لحود أعماله من إنتاجه الخاص من دون شركة إنتاج أو مموّل أو داعم، هكذا يرتاح هو لأنه يبقى سيّد القرار في التنفيذ من دون تدخلات. علماً أنه يجب أن تتوافر أساساً شركات إنتاج أو ممولون لدعم الفنّ في البلد.

هل عدّلتم محتوى المسرحية؟

فضّل روميو لحود تعديل بعض التفاصيل الصغيرة وتقديمها بإطار مختلف.

ما مصير المسلسل الذي حكي عن تناوله سيرة والدتك الفنانة الراحلة سلوى القطريب؟

لن نقدّم سيرة حياتها في مسلسل تلفزيوني كما كان مقرّراً وإنما في فيلم سينمائي. ثمة أشخاص مهتمون بالإنتاج والأمور قيد الدرس راهناً. تولينا والدي وأنا كتابة النص لذا سيكون حقيقياً وواقعياً وواضحاً كما كانت حياتها.

كيف توّفقين بين التمثيل والغناء والكتابة والمسرح والتلفزيون؟

أنظّم وقتي ليحظى كل منها بالاهتمام اللازم من دون أن يعرقل أي منها المجالات الأخرى. فضلا عن توافر مشاريع في إطار الإخراج لأنني متخصصة، أيضاً، في إدارة الممثلين في موقع التصوير.

يفتقر ممثلون كثر إلى مخرج يديرهم في موقع التصوير، لماذا؟

لأن قلة فقط من المخرجين تدير الممثل أثناء التصوير وتقدم له إرشادات لازمة. خلافاً لما يظّن البعض، يهمّ الممثل وجود من يديره في موقع التصوير، فمهما كان محترفاً يظلّ معرّضاً للوقوع في التكرار عند التعبير عن إحساس معيّن، لذا من الضروري توافر عين خارجية للمراقبة والإدارة.

هل ما حققته حتى الآن هو نتيجة مغامرة أم نتيجة خطوات متأنية ومدروسة؟

أنا مغامرة بطبعي، إنما لست عشوائية في خياراتي، وأدرس أي خطوة قبل القيام بها لتحقيق هدف قيّم ولفتح أبواب جديدة أمام مسيرتي المهنية. كل ما حققته خلال عشر سنوات صبّ في إطاره الصحيح، ولم يكن خارجاً عن الخطّ الذي رسمته لنفسي، وإن كانت خطواتي الفنية قليلة إنما مدروسة، ومن ضمن خطة استراتيجية لم أتكل فيها أبداً على الحظّ.

ما رأيك بمستوى الأعمال الرمضانية هذا العام؟

ثمة تحسّن عموماً، وعندما نتحدثّ عن دراما عربية مختلطة لا بد من الإشارة الى الإنتاج الضخم والتقنيات العالية، إنما لم يحل ذلك دون وقوع أخطاء في بعض المسلسلات، لاحظها من لديه اطلاع على التقنيات. أمّا بالنسبة إلى مضمون الأعمال، فلاحظنا اقتباس معظمها من أعمال أجنبية مع إدخال روح عربية شرقية إليها لتشبه مجتمعنا، ولا مانع في ذلك.

هل استوقفك أداء أي من الممثلين؟

توقّفت عند أداء باسل خيّاط في مسلسل {الإخوة} لأنه اختلف عن أدائه في الأعمال السابقة. ولا بد من التنويه بإبداع الممثلات اللبنانيات في الأعمال العربية، من بينهن نادين نجيم التي أعجبني أداؤها في مسلسل {لو}.

back to top