رغم ان المنطقة المحيطة بمحطة سكة حديد «كينغز كروس» في لندن اعتبرت سابقا رمزا للثورة الصناعية في بريطانيا، من خلال مصانعها التي لا تعد ولا تحصى، وخطوط القطارات، فإنها اليوم تعد منطقة محورية وتستقطب الشركات الكبيرة والصغيرة.

Ad

وقالت لويس جيل، وهي عاملة في إحدى المقاهي شارحة المراحل الأولى من مشاريع التطوير الكبيرة في بريطانيا إنها «منطقة حيوية حقا»، مضيفة: «توجد فيها جامعة سنترال سانت مارتينز، وطلاب الفنون والأزياء، والشركات المهمة، ووسائل الإعلام، فضلا عن ازدهار صناعة التكنولوجيا».

وسيتضمن المشروع، لدى الانتهاء من بنائه، أكثر من ألفي وحدة سكنية جديدة ومباني مكتبية جديدة تمتد على مساحة 650 ألف متر مربع من الأراضي إلى الشمال من وسط لندن، ومن المتوقع أن تبلغ كلفة المشروع نحو 33 مليار دولار.

وقال روبرت إيفانز من شركة أرجنت ديفيلوبرز، المسؤولة عن تنفيذ المشروع: «أردنا حقا أن يتحول مشروع كينغز كروس إلى مشروع متعدد الاستخدامات، ويتضمن الكثير من المكاتب والمنازل، ومحلات التجزئة، فضلا عن قدرته على تمثيل وجهة سليمة مع الكثير من المواصفات المختلفة، وتحقيق أفضل ما لدينا من التراث».

واختارت شركة غوغل التكنولوجية هذا الموقع ليكون مقرها الرئيسي في بريطانيا، أما فندق غراند نورثيرن، الذي كان بمنزلة أيقونة لـ»كينغر كروس» منذ عام 1854، فقد خضع لأعمال التطوير والتجديد أيضا.

ويعتبر هذا المزيج المتكامل لتطوير العقارات التجارية والسكنية أمرا مثيرا للإعجاب في حجمه وطموحه، لكنه ليس المشروع الضخم الوحيد الذي يهدف إلى تحويل منطقة صناعية سابقا إلى مدينة حيوية.

أما محطة كهرباء باترسي في جنوب غربي لندن، والتي افتتحت في الثلاثينيات من القرن الماضي وأغلقت في عام 1983، وفي ذروتها ولدت خمس طاقة العاصمة البريطانية، فإنها ستخضع للتجديد أيضا، وبدأ العمل على المشروع، الذي سيتضمن 3 آلاف منزل، و120 ألف متر مربع من مساحة التجزئة، و160 ألف متر مربع من المكاتب، فضلا عن محطتين تحت الأرض ستربطان المنطقة بوسط لندن.

وقال الرئيس التنفيذي في «باترسي»: «هذا مشروع كبير يتطلب نحو 1.63 مليار دولار»، أما تأمين هذه الكمية الضخمة من الأموال في السوق فيعني ان مصادر التمويل تضم مستثمرين في جميع أنحاء العالم. وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة الماليزية دفعت جزءا من التمويل لتطوير «باترسي».

من جهته، أشار رئيس المناطق السكنية في شركة الاستشارات العقارية «نايت فرانك» ستيفن براون إلى أن اتجاهات الاستثمار تعكس طبيعة العديد من المشاريع الدولية الكبرى الحالية.

(سي إن إن)