في الولايات المتحدة طالبت عدة منظمات أميركية معنية بالطلاب وقضايا التسلح بفرض المزيد من القيود على الأسلحة، وحماية الأطفال في المدارس من العنف المسلح الذي وصل إلى معدلات مرتفعة!

Ad

وقال أودونيل، وهو رئيس مؤسسة "أمن الأطفال" الخيرية في تصريح له: "في هذه الأيام الخطيرة والمثيرة للقلق يبدو أحيانا أن ثمة حربا على الأطفال"، وأضاف أن "حوادث من هذا القبيل تهز مشاعر أطفالنا الصغار وأمنهم، ويجب علينا أن نفعل الآن كل ما نستطيعه من أجل الحفاظ على أمنهم، وإعادة بناء إحساسهم بالأمان"!

كما أصدر بول هيلمك، رئيس حملة "برادي" لمنع العنف المسلح، بيانا انتقد فيه سهولة الحصول على السلاح، وتهديد أمن الأبرياء في الولايات المتحدة، حيث قال: "من السهل على أي شخص– سواء كان طفلا أو مراهقا أو بالغا مضطربا أو حتى مجرما أو إرهابيا– أن يحصل على أسلحة نارية في هذا البلد". و"حوادث من هذا النوع تحدث بشكل متكرر في أجزاء كثيرة من البلاد، ونحن جميعا نعلم جيداً أن هناك أسباباً تقف وراء هذا المستوى الذي وصلنا إليه من العنف المسلح"، وأضاف: "إننا نسير كل يوم في جنائز الأطفال، لهذا فإننا في حاجة إلى فعل شيء حيال هذا الأمر"!

وفي ختام بيانه قال: "أعتقد أن الأميركيين يتعين عليهم أن يوجهوا المزيد من الأسئلة لمسؤوليهم المنتخبين عن سبب وجود هذا القدر الكبير من العنف المسلح، اسألوا عن مصدر هذه البنادق، واسألوا عن سبب إضعاف القوانين التي تقيد إمكانية الحصول على الأسلحة بدلا من تقويتها، لقد تأخرنا كثيراً في أن نُجري حوارا وطنيا جاداً بشأن العنف المسلح، وهو حوار يمكن أن يؤدي إلى حل حقيقي"!

السطور السابقة أنقلها بشكل مختصر من موقع americainarabic.net، وهي مهداة للنائب حمدان العازمي الذي أتحفنا بتصريحه قبل أيام حين وجه إليه سؤال حول ظاهرة الرمي بالأعراس ومطالبة البعض لوزارة الداخلية بالقيام بحملة لجمع السلاح، حيث أجاب: "شنو المشكلة إذا عند الناس سلاح بالبيت! خلوا الناس تدافع عن نفسها!" ثم أضاف: أنا مع جمع السلاح ولكن ما الحكمة من ذلك... الداخلية واجبها حماية الناس"!

الحكمة يا سيدي هي صد الناس عن شرور أعمالها، فالنفس أمارة بالسوء، وأكثر الناس لا يتفكرون في عواقب أفعالهم الا بعد أن يقوموا بها، ولو أن كل "قليل عقل" وضع سلاحا أسفل مقعد سيارته بنية الدفاع عن نفسه، لرأيت جرائم القتل تحدث في الشوارع لأتفه الأسباب، على سبيل المثال، لأن أحدهم ضايقه بالطريق أو أنه "خزّه خزّةً" لا يستطيع التعايش معها لباقي حياته، فإما هو أو من قام "بخزّه" على هذه الأرض، فلم تعد تسعهما كليهما!

لا يوجد عاقل- ربما سوى نائبنا الفاضل- يرى أن حيازة الأسلحة أمر طبيعي وعادي، ولعل العنف المسلح الذي ورد في الخبر أعلاه يبين له إلى أين من الممكن أن تصل الأمور حين يتم التساهل في هذا الأمر، فحتى الأطفال في مدارسهم لم يسلموا من جرائم القتل التي يرتكبها بعض المعتوهين لمجرد أنهم وجدوا بين أيديهم سلاحا من الممكن أن يفتك بكل من يريدون الفتك به، وبمجرد ضغطة إصبع على الزناد الذي يقول له: "شبيك لبيك... الجثث ستتناثر حواليك"!

فهل تريد يا سيدي أن تتحول الكويت إلى تكساس أخرى لمجرد إرضاء بعض ناخبيك ممن يحوزون هذه الأسلحة على حساب باقي المواطنين؟! وكيف ستقوم الداخلية في ظنك بواجبها في حماية المواطنين من نظرائهم الذين لديهم أسلحة الكلاشينكوف وربما قذائف الـ"أر بي جي" المخبأة بسراديب منازلهم... "للضرورة"؟!

هؤلاء بحاجة لجيش عرمرم يواجههم، لا دورية من دوريات الشرطة لا حول لها ولا قوة سوى مسدس بانتظار ألف أمر عسكري حتى يستطيع أن يطلق طلقة واحدة منه دفاعا عن النفس!