رؤية "مواطن الخلل" لدينا لا تحتاج إلى نظر 6/6، فحتى الأعمى هنا لو وضعت أمامه أبجدية "مواطن الخلل" وسألته عن اتجاه حروفها لأجابك وبدون تردد: فوق، تحت، يسار، يسار وسط، يمين، يمين متطرف!! عشرات الكتاب ومئات المدونين وآلاف المغردين تغنوا خلال سنوات وسنوات بقصائد "مواطن الخلل"، وبكل المقامات من مقام الصبا إلى مقام الكرد مرورا بمقام البسطامي، مليون كويتي يعرفون "مواطن الخلل" كما يعرفون أبناءهم! يعرفون لون شعرها وعرض خصرها ومقاس حذائها و"وين تتريق" و"شنو تغدت أمس" و"وين تسهر كل يوم"، حتى "محب الرحمن" عامل البوفيه عندما سألته مرة عن ماهية "مواطن الخلل" هزّ رأسه بكبرياء وبلع ريقه بثقة وأجاب: "أنا فيه معلوم"!  ولذلك أجد الكتابة عن "مواطن الخلل" هنا هو مجرد حبر مهدور وسطور منتهية الصلاحية، تناولها قد يسبب "سهالات" منطقية ومزعجة، وعوضاً عن ذلك أرى أن التفكير خارج "الصندوق المبيت" قد يوجد حلولاً أكثر واقعية وأكثر جنونا، كرفع قرض التسليف مثلاً من 70 ألفاً إلى 700 ألف بزيادة تسمى "قرض التسويف".

Ad

ولمن "لم يسأل" عن الرابط بين زيادة الـ700 ألف وحلول "مواطن الخلل" لدينا أقول: إنها "يا دوب" تكفي مواد إنشائية "لتبليط البحر"، و"تبليط البحر" لمن لا يعرف أو "يعرف ومدكن" هو الجواب المعتمد والنهائي للحكومة والمجلس في حال تساؤلنا عن علاج حقيقي لـ"مواطن الخلل"، جواب "ستاندر" يفهمه مخ المواطن قبل أن يرتد إليه طرف مخيخه، وبدون أن يصرح به مباشرة لسان وزير أو أن ترمش به عين نائب أو تزقزق به عصافير بطن مصدر مسؤول! واقعاً كل طرق "أرومة" تساؤلاتنا حول حلول واقعية لا ورقية لـ"مواطن الخلل" في التعليم والصحة والإسكان والبنية التحتية والوحدة الوطنية تؤدي إلى إجابة واحدة، وهي "هذا الموجود وإذا مو عاجبك روح بلط البحر".

فيا أيها الوزراء والنواب المارون بين "الوعود" العابرة: احملوا "بياناتكم" وانصرفوا، واسحبوا "ساعات جلساتكم" من وقتنا وانصرفوا، وفي قول مرجوح آخر: "شايفين البحر شو كبير" وعدٌ منا أن "يجمد على شارب خط الاستواء" إن منحتمونا الـ700 ألف "كقرض تسويف" بأن ننجح في تبليطه "تشطيب سوبر ديولكس، شرط المفتاح الدولي"، قبل أن ينجح مايسترو "بيروقراطيتكم" الممسك بعصا "عذر ملوّح" ليقود بها أوركسترا "بحيرة الوجع" في إجلاسنا على البلاطة أو الحديدة أيهما أقرب.