بعد أن اعتمد لهجة حادة في الاسابيع الماضية متحدثاً عن "مؤامرة انقلابية فاشية" تتعرض لها البلاد، وبعد تجاهله المعارضة ودعوته الرئيس الأميركي باراك أوباما الى حوار مباشر، تراجع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أمس الاول داعياً الى حوار وطني مع "جميع التيارات الاجتماعية والسياسية والمؤسسية والدينية" وحكام الاقاليم، بمن فيهم اولئك المنتمون الى المعارضة.

Ad

وجاءت هذه الدعوة بعد اسابيع من الاحتجاجات الحاشدة ضد الحكومة الاشتراكية التي تعتبر امتدادا لنظام الرئيس الراحل المعادي للولايات المتحدة هوغو تشافيز والتي اسفرت عن مقتل 10 أشخاص على الأقل بينهم ملكة جمال محلية.

وتتهم المعارضة مجموعات مسلحة تابعة للنظام بإطلاق النار على المتظاهرين المحتجين على الفلتان الأمني والوضع الاقتصادي المتردي بسبب الساسات الاقتصادية الشعبية المعتمدة في فنزويلا، ونفى مادورو بشكل قاطع وجود ميليشيا في معسكره وتحدث عن تجنيد "مرتزقة" من "معارضة انقلابية"، كما وعد "بطرد انصاره المسلحين من التشافية" نسبة الى تيار تشافيز.

ومادورو مدعوم من النقابات العمالية والفقراء سواء في ضواحي المدن أو في الأرياف، في حين تعبر المعارضة عن هواجس الطبقة الوسطى وتطالب باعتماد سياسات اكر ليبرالية. كما يتهم النظام في كراكاس بأنه يضيق على الحريات السياسية وعبء الجماهير على شعارات ليس لها اي ترجمة في الواقع مثل مقارعة الامبريالية والاستعمار، كما تعتبر كراكاس في عهدي تشافيز ومادورو حليفة رئيسة لأنظمة متهمة بالشمولية مثل إيران ونظام الرئيس السوري بشار الأسد بالإضافة الى صلاتها الوثيقة مع كوبا وموسكو.

وأكد مادورو أمس الأول بعد تظاهرات متقابلة لأنصاره وأنصار المعارضة في كراكاس بأنه سيجتمع الاثنين مع ممثلي التيارات السياسية للتحضير لمؤتمر الحوار الوطني. واشار الى انه سيدعو الحاكم إنريكي كابريليس، زعيم المعارضة ومنافسه السابق في الانتخابات الرئاسية الى الاجتماع.

وتنقسم المعارضة بين تيارين معتدل ومتشدد؛ الأول يقوده كابريليس الذي التحق مع أنصاره بالاحتجاجات التي بدأها المتشددون، ويعتبر كابريليس أن "حكومة مادورو خطأ تاريخي لكن لا يمكننا تصحيح هذا الخطأ بارتكاب خطأ آخر"، ويضيف "علينا بناء قوة كبيرة قادرة على احتواء الذين يضعون المنديل الاحمر"، لون مؤيدي تشافيز متحدثا بلهجة عقلانية.

اما التيار المتشدد فيقوده ليوبولدو لوبيز الذي اعتقلت السلطات بتهمة اثارة العنف لكنها اسقطت عنه التهم، وابقته قيد الاعتقال، وهو ينحدر من سلالة المحرر الأميركي الجنوبي التاريخي سيمون بوليفار الذي يجله أنصار تشافيز ومادورو، ويدعو أنصار لوبيز ومعظمهم من الطلاب الى احتلال الشوارع لاسقاط الحكومة تحت شعار "لا ساليدا" (الرحيل).

وانتقلت الحركة الاحتجاجية، التي بدأت بعد محاولة اغتصاب طالبة في حرم جامعة سان كريستوبال، من المطالب المتعلقة بغياب الأمن الى الوضع العام في البلاد التي تشهد تضخماً قياسياً تتجاوز نسبته 56 في المئة، ونقصاً في السلع الى جانب دعوات لاطلاق سراح المتظاهرين الموقوفين أو إدانة الرقابة على وسائل الإعلام.

وأصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً رفضت فيه ما أسمته «التدخل الخارجي» في فنزويلا.

(كراكاس- رويترز)