خاص

الجمل لـ الجريدة•: أنا صاحب فكرة الصوت الواحد... وسعيد بتطبيقها

• الخبير الدستوري لا يرى حاجة لأي تعديل دستوري حالياً
• طالب المعارضة الكويتية بإدراك أنها لا تعيش في بريطانيا

نشر في 03-02-2014
آخر تحديث 03-02-2014 | 00:11
أكد الخبير الدستوري المصري المستشار يحيى الجمل انه صاحب اقتراح مرسوم اصدار تعديل قانون الانتخابات ليصبح وفق نظام الصوت الواحد في الكويت، معربا عن سعادته بالاخذ به.
وشدد الجمل في لقاء أجرته معه «الجريدة على هامش زيارة قصيرة قام بها للكويت، على أن أفضل بلد عربي ديمقراطيا هو الكويت، مشيرا الى ان الدستور الكويتي عندما عرض على سمو الامير الراحل انذاك الشيخ عبدالله السالم لم يعترض على أي مادة فيه، وأقره كما وضعه المجلس التأسيسي دون ادخال اي تعديل عليه.
وبينما اشار الجمل الى انه لا حاجة الى اجراء اي تعديلات على الدستور في الوقت الراهن، كشف انه منذ اقرار الدستور الكويتي في عام 1962 لم تجر عليه اي تعديلات، باستثناء تعديل واحد، كان بناء على اقتراح منه، ينص على عدم ارتباط ولاية العهد برئاسة الوزراء.
وأرجع الجمل حالة عدم الاستقرار التي عاشتها الكويت في السابق الى «التيارات الاسلامية الغبية»، مؤكدا ان الاخوان المسلمين في الكويت كانوا على وشك تخريبها منذ «كم سنة».
وعن الوضع في مصر، أكد الدكتور الجمل أن الفريق عبدالفتاح السيسي رغم عدم رغبته في الترشح فانه لا يستطيع مخالفة الضغوط الشعبية الكبيرة ال
• بداية نريد أن نسألك عن رأيك في الدستور الكويتي بشكل عام، وهل ترى ان هناك حاجة لادخال تعديلات عليه؟

- أود قبل أن أبدأ الاشارة الى ان صحيفة الجريدة من الصحف التي احترمها كثيرا، اما بالنسبة لسؤالك فان الدستور الكويتي يعد من اقدم الدساتير العربية الموجودة، بل تم وضعه قبل الدستور الفرنسي نفسه، وبينما ادخل على الدستور الفرنسي اكثر من تعديل، فإنه يبدو ان اخواننا في الكويت حريصون على عدم اجراء اي تعديلات على دستورهم. فمنذ اقرار الدستور الكويتي في عام 1962 لم تجر عليه اي تعديلات، باستثناء تعديل واحد، كان بناء على اقتراحي، ينص على عدم ارتباط ولاية العهد برئاسة الوزراء.

• ولكن هل هناك حاجة إلى تعديله الان؟

- كما هو معلوم فان الدستور بصفة عامة يحكم مسألتين: (الحقوق والحريات والواجبات) و(الصلة بسلطات الدولة مع بعضها)، والدستور الكويتي واضح في هذا الشأن، لذا ارى انه لا يحتاج الى ادخال اي تعديلات عليه في الوقت الراهن.

• تعلم انه في الاونة الاخيرة تم اصدار مرسوم الصوت الواحد، فما رأيك فيه؟

- إنني شخصيا صاحب اقتراح الصوت الواحد في الكويت، وسعيد بالاخذ به، والصوت الواحد هو قاعدة ديمقراطية.

• لكنه تسبب في مقاطعة البعض للانتخابات اعتراضا على صدوره؟ وبم تنصح المعارضة التي استمرت في مقاطعة الانتخابات؟

- من المستحيل اقرار شيء يرضي الناس جميعا، لذا انصح المعارضة في الكويت الذين يتصرفون احيانا كأنهم يعيشون في بلد اكثر تقدما من بريطانيا، بأن يدركوا انهم يعيشون في دولة تعد من الدول النامية، وفي بلد يعد جزءا من الجزيرة العربية، وعليهم مراعاة ظروف البلد وما يحيط به، وأنا مع الطموح لكن لست مع الغرور.

رئيس وزراء شعبي

• هناك من المعارضة الكويتية من يطالب برئاسة وزراء من الشعب، فما رأيك؟

- رئاسة الوزراء خاضعة للتطورات، ولا يوجد في الدستور ما يمنع تعيين رئيس وزراء شعبي، اذا حصل على ثقة البرلمان.

• لكن بشكل عام ما رأيك في التجربة الديمقراطية في الكويت؟

- تقديري ان افضل بلد عربي ديمقراطيا هو الكويت، ويكفي ان تعلم ان الدستور الكويتي عندما عرض على سمو الامير الراحل انذاك الشيخ عبدالله السالم لم يعترض على مادة واحدة فيه، وأقره كما وضعه المجلس التأسيسي دون ادخال اي تعديل عليه.

• البعض يسأل عن سبب عدم الاستقرار السياسي الذي تعيشه الكويت، فما رأيك؟

- للاسف الشديد التيارات الاسلامية "الغبية" هي السبب، لان الاخوان المسلمين كانوا على وشك تخريب الكويت منذ "كم سنة".

• بمناسبة الاخوان المسلمين، هل ترى ان الجماعة في مصر موجودة ايضا هنا في الكويت؟

- نعم انهم موجودون في الكويت وكل البلاد العربية والاسلامية، ولهم تنظيم عالمي، وهم سيئون في كل مكان يوجدون فيه، وأتحمل نتيجة كلامي. وإن كنت لم ألمس تحركات لهم في هذه الفترة هنا في الكويت خلال هذه الزيارة القصيرة، لكنني لمستها في الزيارة الاخيرة، لمستها بوضوح من خلال تعمدهم تعطيل المواصلات والحياة العامة، وكانوا سيئين في هذه الفترة للغاية.

• الحكومة المصرية اتخذت قرارا باعلان الاخوان المسلمين جماعة ارهابية، فكيف تقيم تعامل الدول العربية بصفة عامة مع هذا القرار والكويت بصفة خاصة؟

- نعم انها بالفعل جماعة ارهابية، واعتقد ان اعضاء الجامعة العربية من المفروض انهم ملتزمون بقراراتهم، وفي تقديري ان الجماعة هي جماعة ارهابية وتستحق هذا الوصف لانها في كل مكان توجد فيه تكون بالفعل ارهابية ولا تؤمن بفكرة المواطنة، لكن لا يمكن ان نجبر احدا على الاعتراف بشيء لا يؤيده، والكويت هي التي تقدر ظروفها بشأن قرار مصر حول جماعة الاخوان.

وانا بشكل عام كما هو معروف، ضد فكرة الاسلام السياسي، لانني افرق جيدا بين الدين والسياسة، فالدين يقوم على اليقين المطلق، اما السياسة فانها تبنى على المصالح المتغيرة، وواضح ان تجارب الاسلام السياسي جميعها تجارب فاشلة.

• الدكتور يحيى الجمل من حفظة القرآن الكريم، لكن هناك من يصفون انفسهم بشيوخ الدين يعتبرونه ضد الاسلام، فبم ترد؟

- نعم انا من حفظة كتاب الله، لكنني لا اخلط بين الدين والسياسة، بينما هم يضللون الناس باسم الدين، ومن الخطأ التعميم، لان منهم الطيبين، لكن اغلبيتهم من فئة ضيقي الافق.

الشأن المصري

• برأيك لماذا تغير موقف الفريق عبدالفتاح السيسي من الترشح لانتخابات الرئاسة؟

- المشير عبدالفتاح السيسي كان رافضا فكرة الترشح قبل ثلاثة اشهر، وبدا ذلك خلال اتصال مباشر تم بيني وبينه، لكن الضغوط الشعبية الكبيرة التي تمارس عليه بهدف الترشح، من الصعب ان تقاوم.

• لكن هل ترى ان السيسي يقع في نفس الغلطة التي وقعت فيها جماعة الاخوان عندما اعلنت عدم ترشحها لانتخابات الرئاسة ثم تراجعت عن تعهدها بعد ذلك؟

- الوضع مختلف تماما، فالمشير عبدالفتاح السيسي كان لا يريد الترشح، لكن الضغوط الشعبية الكبيرة التي تهدف الى خوضه الانتخابات زادت عن الحد، فلا يستطيع مخالفتها.

• برأيك ماذا تريد جماعة الاخوان المسلمين من مصر؟

- انهم يريدون ان يحكموا مصر، ليس لمصلحة مصر، وانما لمصلحة اميركا واسرائيل للاسف المر.

• انهم يؤمنون بان الرئيس المخلوع محمد مرسي حتما سيعود!

- هذا وهم وعبث فمرحلة مرسي انتهت ولن تعود.

• هل انت راض عن نسبة المشاركة في الاستفتاء على الدستور المصري؟

- بالتأكيد راض، فكل استفتاءات العالم في البلاد المتقدمة لا تزيد على نسبة الاربعين في المئة، وهذه هي النسبة التي شاركت في الاستفتاء على الدستور المصري، وجميعنا يعرف حجم العبث الذي كان يمارس في السابق لايصال النسب الى 99%، فكانت عمليات تزوير في تزوير تتم حتى تصل الى نسبة الـ99%. فالاستفتاء قضية عامة وليس كل الناس مهتمين بالقضايا العامة، بعكس الانتخابات التشريعية او الرئاسية.

دستور الإخوان

• الشعب يريد معرفة الفارق بين دستور الاخوان والدستور الذي وافق عليه مؤخرا؟

- دستور الاخوان الذي اعد في عهد مرسي كان غير دستوري وبالغ السوء، بينما الدستور الذي اقره الشعب المصري هو دستور توافقي، وهناك لجنة مكونة من عشرة اعضاء على اعلى مستوى وضعت المشروع الاولي، ثم عرض عقب ذلك على لجنة الخمسين، وعمرو موسى ادار المناقشات حوله بخبرة سياسية بارعة.

• متى سيتحق الاستقرار في مصر؟

- قريبا باذن الله سيتحقق الاستقرار في مصرنا الحبيبة، فهي من الدول ذات الحضارات الكبيرة والقديمة، ودولة مركزية منذ اكثر من خمسة الاف سنة، وشيء طبيعي ان يتبع الثورات نوع من القلاقل والمتاعب، فهناك ثورتان لا ثورة واحدة حدثتا في مصر، ولا احد يعتقد انه من الممكن تحقيق الاستقرار بعدها بأيام، فيحتاج ذلك الى مزيد من الوقت.

• البعض ربما يسأل هل هناك بديل للفريق عبدالفتاح السيسي؟

- مصر مليئة بعشرات الالاف الذين يصلحون لرئاسة الجمهورية، لكن الواضح ان السيسي هو الوحيد الذي يحظى برضا الشعب فعلا في هذا المنصب، وارجو ان تستقر مصر بوصوله الى الحكم.

• ما رأيك في مواقف دول الخليج العربي مع ما يحدث في مصر؟

- بعد 30 يونيو، موقف المملكة العربية السعودية كان رائعا للغاية، وشد حيل مصر، كذلك موقف كل من الكويت والامارات، وهذا موقف كل دول الخليج، باستثناء دولة واحدة، ولعل زيارة وزير الخارجية السعودي الشيخ سعود الفيصل لفرنسا لتوضيح الموقف كان لها اثر كبير. اما الدول الغربية فلا تعنيها مصلحة مصر، وللاسف الشديد فان للمال والاعلام الإسرائيلي نفوذا كبيرا في المنطقة، وكان يعكس نفسه.

• هل ترى ان تعديل خريطة الطريق وتقديم انتخابات الرئاسة على انتخابات البرلمان في مصر افضل مما كانت عليه؟ وما رأيك في التخوفات بان يكون هذا التقديم مؤشر نحو نية ان تتدخل الرئاسة في انتخابات البرلمان؟

- هذا ليس بتعديل، وهو قرار افضل سيجعل بسطة الامور اوضح، اما التخوف فانه يتوقف على الشعب، واظن ان الشعب بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو لن يسمح بحدوث مثل ذلك.

عدلي منصور تلميذي... وهو من أبلغني بذلك

سألت «الجريدة» الدكتور يحيى الجمل «بماذا تنصح السيسي؟ هل الترشح ام البقاء في منصب وزير الدفاع؟» فأجاب:

انا لا انصح وانما ابدي رأيا، ورأيي كان قبل بضعة اشهر مع ان يظل السيسي وزيرا للدفاع، وابلغته بان مشاكل مصر رهيبة، ولن تحل في وقت قليل، بينما الناس يتوقعون ان كل هذه المشاكل الموجودة منذ عشرات السنوات ستحل غدا، وهنا اود الاشارة الى ان اخر مرة جمعتني بالمشير السيسي وكان حاضرا رئيس الجمهورية عدلي منصور، كانت في عيد الجلاء، حيث دعيت الى العشاء في المائدة الرئيسية وقت الاحتفال، بجانب عدد محدود من الوزراء، وكنت سعيدا للغاية بهذا العشاء، خاصة عندما ابلغني رئيس الجمهورية خلاله بانني كنت مدرسه في كلية الحقوق، وقت ان كان طالبا بها، وتبين لي ذلك بالفعل، بعد ما قاله لي.

مرحلة مرسي لن تعود ومن يعتقد بغير ذلك فهو واهم وعابث

الآلاف يصلحون لرئاسة الجمهورية لكن المشير السيسي الوحيد الذي حظي برضا الشعب المصري الآن

لا يوجد في الدستور الكويتي ما يمنع تعيين رئيس وزراء شعبي

الدستور عندما عرض على سمو الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم لم يعترض على أي مادة فيه وأقره كما قُدِّم له

الإخوان المسلمون موجودون في الكويت وكانوا على وشك تخريبها

تقديري أن أفضل بلد عربي ديمقراطياً هو الكويت

back to top