آسر ياسين: قبلت تحدّي «فرش وغطا» وفخور ببطولته

نشر في 25-11-2013 | 00:02
آخر تحديث 25-11-2013 | 00:02
بعد مشاركته في مهرجانات عربية ودولية ونيله جوائز لجان التحكيم فيها طرح فيلم {فرش وغطا} في دور العرض المصرية، وهو من بطولة آسر ياسين الذي يخوض تجربة الإنتاج السينمائي للمرة الأولى.
حول الصعوبات التي واجهها في أداء دوره، لا سيما التصوير في مواقع حقيقية كالمقابر وعزبة الزبالين، كان اللقاء التالي معه.
كيف تم ترشيحك لفيلم {فرش وغطا}؟

فكرة التعاون بيني وبين المؤلف والمخرج أحمد عبد الله قائمة منذ فيلم {ميكروفون}، إنما لم يتوافر عمل سينمائي محدد نقدمه سويّا، إلى أن انبثقت لديه فكرة {فرش وغطا} فطرحها عليّ ووافقت، وبدأنا على الفور اختيار فريق العمل الذي سيشاركنا هذه التجربة.

ما الذي شجعك على الموافقة عليه؟

تخيلت شعوري بعد سنوات أثناء مشاهدتي للفيلم، ومدى افتخاري بأداء بطولة عمل مهم مثله. برأيي، على الجمهور متابعته ليدرك معاناة المهمشين في مصر، ويستوعب ظروفهم الصعبة.

إذاً الشخصيات في الفيلم حقيقية.

 بالطبع، وتعبر عن واقعها بصدق. حتى إن بعض ساكني المقابر قابل عبد الله وسرد له ظروفه، فما كان من المخرج إلا أن ضمّها إلى الفيلم، وكممثل أسعدني هذا الأمر لأنه يضفي مصداقية على العمل.

ماذا عن دورك فيه؟

أجسد شخصية أحد الهاربين من السجون في بداية ثورة 25 يناير 2011، ووصوله إلى منزله في حي السيدة زينب وسط القاهرة، وبسبب ملاحقة الشرطة له يضطر إلى الهرب إلى المقابر ثم إلى عزبة الزبالين ليصاب في النهاية بطلق ناري خلال اشتباكات طائفية بين المسلمين والمسيحيين.

ما الذي جذبك إلى هذه الشخصية؟

المضمون المغري، فهو يلقي الضوء على الأفراد المهمشين في المجتمع الذين نصادفهم في الطرقات وينامون على الرصيف، هويتهم مجهولة كذلك عائلاتهم، ولا صلة لهم بأناس حتى إذا مرضوا أو ماتوا يتم إبلاغهم بما حدث لهم. كذلك يصور الفيلم معيشتهم الصعبة خلال ثورة يناير، ويحاول كشف ما إذا كانوا ضحايا للظروف أم جناة. ذلك كله من خلال الأحداث التي يواجهها البطل في ظل الانفلات الأمني.

ألم تجد صعوبة في قلة الجمل الحوارية أو انعدامها داخل الفيلم؟

على الإطلاق، اعتبرت ذلك بمثابة تحد لي ولقدراتي كممثل لنقل الأحداث من خلال إحساسي النفسي وأدائي وتعبيراتي الجسدية؛ فالفيلم حسي ووجودي أكثر من كونه يدعو إلى التفكير، لذا كان التركيز على لغة العيون والجسد بشكل أكبر، في محاولة منا، عبد الله وأنا، لجعل المشاهد يدخل قلب الحدث بغض النظر عن الحوار.

إلى أي مدى يتلاءم اسم الفيلم مع مضمونه؟

إلى درجة كبيرة إذ يعبر عن التنقل الذي يعيشه البطل وأمثاله في الواقع، وبحثه المستمر عن فرش وغطاء؛ فهو هرب من السجن ليعود إلى منزل أهله، وبعدما عثر على صورة تجمعه بحبيبته تذكرها، وفكر في الذهاب إليها رغبة منه في عودة الحب القديم، وحينما اكتشف أنها ارتبطت بغيره توجه إلى المقابر ثم إلى عزبة الزبالين بعدما ضل الطريق.

ماذا عن مواقع التصوير؟

لم نبنِ ديكورات أو أستوديوهات لتصوير الفيلم بل ذهبنا إلى هذه الأماكن بالفعل مثل المقابر وعزبة الزبالين. في الحقيقة، استقبلنا سكان هذه العزبة بكل محبة، وساعدونا في تقديم هذا العمل وعبروا عن قضيتهم في الفترة التي أمضيناها معهم، ما ساهم في تقديم فيلم حقيقي وواقعي عن هؤلاء الأشخاص.

حدثنا عن الحياة في عزبة الزبالين.

ثمة تنظيم أقامه ساكنو هذه المنطقة، واحتياطات أمنية بالغة منعًا لحدوث كوارث واحتراماً للأماكن المقدسة التي تضفي على العزبة سكينة وسلاماً. يتناول الفيلم كيفية وصول الأهالي إلى هذه العزبة.

هل أرهقتك هذه الأجواء؟

رغم أنني توقعت عدم قدرتي على تحمل رائحة المنطقة، لكن بعد ذهابي إلى هناك وجدت الأمر عاديًا ولا يدعو إلى الاشمئزاز. كنّا نظل مستيقظين لعدة أيام، ومع ذلك لم أصب بإرهاق، فعندما يعمل الفرد في مجال يعشقه ويقدم فكرة يؤمن بها، لا يشعر بأي تعب أو إرهاق بسبب المجهود الذي يبذله في تقديمها، خصوصاً إذا كان العمل سيشاهده الجمهور.

ما سبب تعطيل تصوير الفيلم أكثر من مرة؟

الظروف السياسية والأمنية واستمرار التظاهرات والاحتجاجات في الشارع المصري، لكننا لم نتوقف طويلا وسرعان ما استأنفنا التصوير، وقد سعدت بقدرتنا على تقديم عمل سينمائي بالشكل الذي خرج عليه، رغم الأجواء الصعبة التي  واجهتنا، وإعجاب المشاهدين به.

كيف تقيّم التعاون الأول بينك وبين المخرج أحمد عبد الله؟

سعيد بهذا التعاون وأتمنى تكراره، فهو يتعامل مع أفلامه بحب وإحساس لتقديم رؤية صادقة عن القضية التي يتبناها، وبعدما شاهدت {فرش وغطا} لاحظت أن هذا الإحساس وصل إلى الجمهور وعوّضه قلة الجمل الحوارية التي شملها الفيلم، ما ساعده على الاندماج في الأحداث.

ما الذي دفعك إلى المشاركة في إنتاج {فرش وغطا}؟

حماستي الشديدة لمضمونه، وإذا كان قلة الحوار في الفيلم تحدياً فإن إنتاجه هو التحدي الأكبر بالنسبة إلي، ورغم ذلك قبلته، فبعدما اتفقنا مع المنتج محمد حفظي لإنتاج الفيلم، واجهت البلاد ظروف اقتصادية غاية في الصعوبة، لذا أنشأنا مع السيناريست عمر شامة شركة إنتاج {مشروع} لتقديم أفلام مستقلة تتمتع بأفكار متميزة، لا يعني ذلك أننا لن ندفع مقابلا ماديا للفنانين، إنما سيكون  محدوداً بعض الشيء.

كيف تقيّم تعاونك الثالث مع محمد حفظي؟

تجمعني به صداقة قوية بدأت حينما شاركت في فيلمي {زي النهارده} من إنتاجه و}أسوار القمر} الذي كتب قصته، فلاحظت أنه من المنتجين الذين يقدمون أعمالهم رغبة في إثراء صناعة السينما ولا أغراض تجارية لديه، والدليل استمراره في تقديم أفلام مستقلة يبتعد عنها كثر، في ظل الظروف الإنتاجية الصعبة وانخفاض إقبال الجمهور على دور العرض، أتمنى أن يتبنى منتجون وجهة نظره هذه.

back to top