الأطباء لوزير «الصحة»: بداية اعتصامات متكررة حتى وقف القرار المتعسف

Ad

احتشد نحو 200 طبيب وطبيبة في المستشفى الأميري احتجاجاً على قرار وزير الصحة الشيخ محمد العبدالله نقل رئيسة قسم التخدير والعناية المركزي د. كفاية عبدالله ملك إلى مستشفى الأمراض السارية بعد رفضها أمر الوزير إبقاء مريض لا تستدعي حالته الصحية في غرفة العناية المركزة رغم حاجة مريض آخر إلى الغرفة.

وفي حين اعتبر وزير الصحة أن الإجراء إداري للاستفادة من خبرات ملك، توعد النواب المعتصمون الوزير بالمساءلة، وطالبوه بالتراجع عن القرار وعدم إقحام السياسة في القرارات الوزارية.

في رسالة قوية وجهها امس نحو مئتي طبيب من مختلف المستشفيات الحكومية والخاصة، نظم الاطباء ظهر امس اعتصاما امام مستشفى الاميري رفضا لما اسموه القرار التعسفي الجائر بحق زميلتهم د. كفاية عبدالله ملك التي نقلها وزير الصحة بقرار وزاري صدر امس الاول من رئاسة قسم التخدير والعناية المركزة في مستشفى الاميري الى مستشفى الامراض السارية وهو ما رفضه جموع الاطباء الذين اكدوا ان هذا الاعتصام بداية لاعتصامات متكررة ما لم يوقف الوزير القرار.

محاور الاستجواب

وأعلن النائب حسين القويعان ان قرار نقل الدكتورة كفاية من المستشفى الاميري الى مستشفى الامراض السارية سيضاف الى محاور استجوابه، واصفا القرار بانه يأتي ضمن مظاهر الفساد الاداري، "وحضرت للتجمع كطبيب" وهو سعيد برؤية هذا التجمع وتجمع الاطباء للتعاون مع زميلة لاتخاذها قرارا فنيا فقط "والاسوأ نقلها من العناية المركزة بالاميري الى العناية المركزة بالامراض السارية التي لا يوجد فيها مريض واحد ومن الممكن ان يتكرر ما وقع مع الدكتورة كفاية مع اطباء اخرين، وهذا قرار تعسفي وبعيد عن الامور الفنية".

وقال النائب اسامة الطاحوس انه سيكون ثاني المتحدثين مع استجواب الوزير العبدالله وتفنيد محاور الاستجواب، مطالبا الوزير بالابتعاد عن الحكومة وتقديم استقالته قبل يوم الاحد المقبل، "واننا نبرأ الى الله امام الشعب الكويتي من ان نضع يدنا في يده".

من جانبه، قال النائب محمد الهدية ان "ما حصل جزء من سياسة الدولة الخاطئة التي تؤدي الى محاربة الكفاءات"، مشيرا الى ان "وقفتنا اليوم مع الاطباء الكويتيين الذين نرى انهم جنود يخدمون الوطن"، مضيفا ان "هناك مظلومين في عدة وزارات وما حدث ناقوس خطر لوقف هذا التعسف"، مشيرا الى انه "سيكون لنا موقف".

تسييس الطب

من جانبه، حذر النائب عبدالكريم الكندري من دخول المحسوبية والواسطة في حياة الأشخاص، مشيرا إلى أن "الحديث اليوم عن تسييس الطب الذي نرفضه ونقف اليوم كأشخاص نحافظ على حقنا في المادة 7 التي تحض على العدالة والمادة 15 على توفير الرعاية للجميع"، مشددا على أنه لايوجد مريض مهم في هذا البلد.

وقال: "رسالة يجب أن تصل الى الأخ الوزير العبدالله، كفاية اليوم وربما هناك ألف كفاية في الماضي، وهي قضية تكشف مدى تجاوز الوزراء وتلاعبهم حتى في الصحة العامة دون مراعاة لمشاعر الإنسانية".

وذكر أنه سيكون مؤيدا للاستجواب الذي قدمة النائب القويعان، مشيرا الى أنه سيتحدث عن قضية الدكتورة كفاية "وتجمعنا اليوم من أجل نصرتها".

بدورها، قالت صاحبة القضية الدكتورة كفاية إن "قرار نقلي جاء إثر قرار فني اتخذته تجاه أحد المرضى"، مشيرة إلى أنه بعد 13 عام عمل في قسم التخدير بالمستشفى الأميري تم اتخاذ قرار نقلي للأمراض السارية، مبينة أنه "ليس لدي مانع أن أقدم الخدمة في اي مرفق من مرافق وزارة الصحة لكن دون إجحاف بحقي"، شاكرة جموع الأطباء المشاركين.

الإخلاص والعطاء

وأضافت الدكتورة كفاية أن الأطباء الحاليين يشهدون لها بالكفاءة، وأنها أدت الرسالة، مشيرة إلى ضرورة إلى توافر الإخلاص والعطاء والتواصل مع المريض، مبينة أنها لم تتقاض أي أجر زيادة عن حقها، لافتة الى أنها قامت بتدريب عدد كبير من الكوادر الطبية حيث انها تلقت التعليم من عمالقة في هذا المجال، موضحة أنها تحرص على الوجود باكرا من باب المسؤولية وعدم التأخر عن المرضى.

من جانبه، قال نجل المريض محمد عاشور وهو شقيق النائب صالح عاشور ان والده نقل الى الجناح منذ 27 اكتوبر الماضي، "فلماذا تأجيج موضوع النقل امس والزج باسم العائلة في الموضوع وهو شأن صحي داخلي ليس لنا علاقة به؟".

وقال عاشور انه سيقف بجوار الطبيبة المنقولة في حال ثبت تعرضها للظلم، مبينا أن النائب صالح عاشور لم يتصل مطلقا بالطبيبة مهددا، ولم يتصل بالوزير او بوكيل الوزارة، مضيفا ان عائلته منذ امس تعرضت لأقصى أنواع التشهير وأنها السبب في نقل الطبيبة من الاميري الى السارية.

تصفية الكفاءات

بدوره، قال استشاري الامراض العصبية في مستشفى الاميري الدكتور رائد اللوغاني ان "وجودنا في الاعتصام وقفة من اجل رئيسة قسم التخدير والعناية المركزة في مستشفى الاميري د. كفاية عبدالملك التي تم نقلها تعسفيا من قبل قيادات وزارة الصحة"، مؤكدا ان ما حصل مجرد مسلسل لتصفية الكفاءات الطبية وهز الجسد الطبي، وهو بعيد عن المهنية والانصاف، وهو نقل الدكتورة لانها ادت عملها على اكمل وجه، وهو ايضا تغليب للمصلحة الشخصية على المصلحة العامة.

وذكر اللوغاني ان الدكتورة كفاية لا تبحث عن مناصب، والكل يعرف مستوى الخدمات الصحية بالعناية المركزة بمستشفى الاميري بعد ان تولت قيادته، ووقفتنا معها جاءت نتيجة تعلمنا منها معنى الاخلاص في العمل، لافتا الى أن نقلها يعتبر تعسفيا، ولن نسكت عنه كأطباء، ولن نخضع لاي اوامر سياسية، ويجب وضع حد لها، قائلا: "لا نربد تدخلات سياسية في الجسد الطبي"، مطالبا الصحة بإعادة النظر في قرار نقلها والغائه.

إهانة للأطباء

وقال استشاري الاطفال في مستشفى العدان الدكتور مرزوق العازمي ان القرار تعسفي وان الدكتورة كفاية من انشط الطبيبات في الوزارة.

ولفت الى أن ما تم اتخاذه مع دكتورة كفاية من قبل الوزارة اهانة للأطباء ولم يتم التدرج في القرار وهو امر مرفوض تماما، مشيرا الى ان تصريح الوزير غير دقيق بشأن انه قرار اداري عادي.

ودعا العازمي إلى وقف التدخل في القرارات الفنية للاطباء، مشيدا بالوقفة المشرفة للاطباء دعما لزميلتهم، وقال "اننا حرصنا ان يكون التجمع نهاية الدوام الرسمي حتى لا يؤثر على المرضى وسير العمل".

وطالب الوزير باحترام عقول الاطباء، مشيرا الى ان الوزير قام بتعنيف الطبيبة كفاية ونقلها الى مستشفى الامراض السارية، مطالبا بالغاء القرار ومحاسبة المتسبب فيه.

واكد رئيس نقابة الاطباء الدكتور حسين الخباز ان التجمع اليوم هو رسالة واضحة لرفض مثل هذه القرارات بحق الاطباء في المستشفيات، مشددا على ضرورة مواصلة التجمع في حال وجود أي تعسف ضد أي طبيب مستقبلا، مبينا انه تحدث مع الوزير ووكيل الوزارة ولم يجد أي تجاوب منهما.

من جانبه قال الدكتور أنور حياتي ان قرار النقل تعسفي بحق الزميلة الدكتورة كفاية، مبينا أن وقفة الأطباء اليوم جيدة ورد على قرار وزارة الصحة كما أنه يوم لانتصار الأطباء، مبينا أن ما حدث "خطأ جسيم وهناك سلسلة من الأخطاء السابقة".

النصف يسأل العبدالله عن نقل رئيسة «العناية» بالأميري

وجه النائب راكان النصف سؤالا الى وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الصحة الشيخ محمد العبدالله بشأن قضية رئيسة قسم العناية المركزية بالمستشفى الأميري.

وقال النصف: "تناقلت وسائل الإعلام خبرا يفيد بقيام وزير الصحة بإصدار قرار بنقل رئيسة قسم العناية المركزية بالمستشفى الأميري الى مستشفى الأمراض السارية لذا يرجى إفادتي بمدى صحة هذا الخبر من عدمه، وفي حال كان الخبر صحيحا، فما هي الأسباب التي دفعت السيد الوزير الى إصدار قرار النقل؟".

 «الطبية»: نطالب بعدم إقحام السياسة في القرارات الوزارية

استنكرت الجمعية الطبية الكويتية على لسان رئيسها الدكتور علي المكيمي قرار وزير الصحة الشيخ محمد العبدالله بنقل أحد الكفاءات المهمة من رئاسة قسم العناية المركزة في مستشفى الاميري الى الأمراض السارية، وهي الدكتورة كفاية عبدالملك، مستغربا هذا القرار المفاجئ والظالم بحق الدكتورة كفاية.

 وقال المكيمي "نستغرب نحن كمجلس ادارة مثل هذا القرار الظالم الذي لا يستند الى اساس صحيح، حيث انه لا يمكن ان نعاقب كفاءة مهمة بمثل الدكتورة كفاية، وذلك بنقلها لمجرد انها قررت اخراج احد المرضى من العناية المركزة بعد أن استقرت حالته الصحية، وهو والد أحد نواب مجلس الامة، وذلك ليدخل مريض آخر بحاجة إلى العناية المركزة"، متسائلا "هل يعاقب الطبيب على التزامه بقواعد وأخلاقيات المهنة الطبية أم ان المحسوبية لها دور في هذا الموضوع؟".

 وطالب وزير الصحة بعدم إدخال السياسة في القرارات التي يتخذها وعدم تسييس وزارة الصحة بهذا الشكل والرضوخ لضغوط النواب، موضحا أن "مثل هذا القرار لا يمس الدكتورة وحدها بل يمس الجسد الطبي كله".

 وأكد المكيمي في نهاية حديثه أن أعضاء مجلس الإدارة طالبوا وزير الصحة بلقاء عاجل للوقوف على اسباب اتخاذ القرار وإعادة الدكتورة كفاية إلى مكانها تقديرا لدورها وتشجيعا للجميع على احترام قواعد وسلوكيات وأخلاقيات المهنة الطبية.