أول العمود:

Ad

المتنفذون... المفسدون... متى يتعرف الناس على بعضهم لمساً بيد القانون؟

***

في ظني أن مسألة التشاؤم والنقد المستمر للأوضاع العامة لها ما يبررها في الكويت، فعلى الرغم من مقولة "إحنا بنعمة" والتي لها روادها، فهناك مقولة "الوضع يخوف" التي لها مروجوها أيضاً وبنفس القوة ربما.

وكلا الحزبين على صواب، فنحن بخير اليوم لكن مؤشرات عديدة لا تعطي تطمينات لأسبوع قادم!

وقد تجد من بين المواطنين من يحملون الشعارين معاً، فهم في وفرة من العيش لكنهم لا يكتفون ببيت في وطنهم، فيلجأون إلى شراء منزل أو شقة في الخارج لأن "الوضع يخوف".

لاحظ معي أخي القارئ إدمان الكثير من المواطنين السفرَ في العطلات القصيرة، بعد أن كان السفر مرةً واحدة في الصيف قبل عقدين من الزمن، وهي ظاهرة تنم عن رغبة في تغيير تفاصيل المكان وعلاقاته الاجتماعية والتزاماته. ( دراسة "أرابيان بزنيس" لعام 2008 وضعت الكويتي الأول خليجياً في الصرف على السفر). وبحسب معلومات شركة "كي نت" فقد تم سحب 10 مليارات دينار فقط في عام 2013، منها 65% تمت بأمر شراء مباشر، والباقي سحب نقدي (شاملة الكويتيين وغيرهم).

تصدُّر الكويتيين لعدد الجرائم والجنايات على غيرهم من الجنسيات لعام 2013 (التحليل الإحصائي لوزارة الداخلية) رغم كونهم أقلية كتعداد سكاني ينم أيضاً عن عدم استقرار.

كما يمكن رصد ظاهرة التسلية الوهمية من خلال اقتناء الأجهزة الإلكترونية الذكية رغم مضارها المحسوسة اجتماعياً وسوء استخدامها إعلامياً من خلال التفاعل مع شبكات التواصل الاجتماعي.

إضافة إلى بروز الرغبة في شراء العقارات في الخارج ورواج المعارض المخصصة لهذا النشاط في الكويت بشكل محموم ومن دون أي توعية وإرشاد قانوني للراغب في الشراء. وهذه ظاهرة فريدة تقف وراءها حالة عدم اطمئنان تجاه الإدارة العامة للبلد.

هذه الظواهر بحاجة إلى تمحيص ودرس وعلاج متخصص.

ويبدو أن السعادة في وادٍ لا نعلم عنوانه بالضبط، ويبدو أيضاً أن تحديد مفهوم السعادة الحقيقية التي هي بناء الشخصية وتطويرها غائب عن ذهن الكثيرين منّا، ربما لأسباب تخصنا كأفراد، وأخرى يقف وراءها سوء الأوضاع العامة وترديها وهي تقود إلى سؤال: هل لدينا حكومة حقيقية؟ وهل لدينا وزراء فعليون؟