الأوركسترا الإيطالية سحرت عشاق «الباروك» في الكويت

نشر في 01-12-2013 | 00:01
آخر تحديث 01-12-2013 | 00:01
قدمت مقطوعات لعدد من عمالقة الموسيقى
قدمت الأوركسترا الإيطالية عدداً من الفقرات الموسيقية التي اعتمدت على الآلات الوترية المعروفة، وقد اتضح التميز والتجانس والانسجام، من خلال أداء الفرقة.
 تعتبر موسيقى الباروك واحدة من أرقى الفنون التقليدية التي تغوص في أعماق النفس البشرية فتخاطبها بشفافية، وترحل بها إلى عوالم من المتعة والتألق والانسجام الفني، ومنذ نشأتها في بعض دول أوروبا قبل أكثر من مئة وخمسين عاما وهي تواصل رحلتها عبر عدد من الأسماء البارزة التي جعلت منها محطة مهمة لعشاق الإبداع الفني.

وكان عشاق الموسيقى العالمية الكلاسيكية التقليدية على موعد مساء أمس الأول في مسرح المتحف الوطني، حيث ازدحم بهم المسرح تماماً، واكتظت ممراته بالعشرات ممن لم يحالفه الحظ في الحصول على مقعد.

وحظي الحفل الذي أقامه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالتعاون مع سفارة ايطاليا في الكويت بحضور أمين عام المجلس الوطني للثقافة علي اليوحة والسفير الإيطالي وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في الكويت وشخصيات سياسية وثقافية واعلامية إلى جانب جمهور أتى ينشد الاستمتاع بأنغام الموسيقى مع الفرقة الايطالية بقيادة المايسترو «كلاوديو سموني»، وقد كان حضور الجالية الإيطالية لافتا خلال الحفل.

مفاجأة الحفل

 لم يكن غريباً أن يكون هذا القائد الكهل الذي أسس الفرقة في عام 1959 نجم الأمسية الأول ليس من خلال قيادته الرائعة للأوركسترا ولكن من خلال معايشته الحقيقية للموسيقى، فالأمر الجميل في الأمسية أن الأوركسترا الايطالية فاجأت الجمهور بعزف السلام الوطني الكويتي واتقانه الى درجة تثير الاعجاب في دلالة على عمق العلاقة القوية التي تربط بين الشعبين الايطالي والكويتي، وبعد عزف النشيد الوطني الايطالي توالت فقرات الحفل بانسيابية تامة، وكان أعضاء الأوركسترا يتبادلون الأدوار وكأنهم فريق متجانس متناغم عركته خبرة الأيام الطويلة والعمل معاً في العديد من الأمسيات والفعاليات والأنشطة داخل ايطاليا وخارجها.

رحلة فنية

وتضمنت الحفلة عددا من الفقرات الموسيقية التي اعتمدت على الآلات الوترية المعروفة التي تستخدم في مثل هذا النوع من الموسيقى، وتضمنت مجموعة من الأعمال الموسيقية لكبار هذا الفن الرائع خاصة أنتونيو فيفالدي، ومن أبرز ما قدمته الفرقة بقيادة العملاق كلاوديو سيموني قطعة موسيقية لإيرسترو آرمونيكو «انتونيو فيفالدي»، عزف على آلة التشيلو والأوركسترا «انتونيو فيفالدي»، من القطعة الموسيقية لاسونامبولا «لويجي بوتيسيني»، من القطعة الموسيقية لا دونا ديل لاغو «جواكينو روسيني»، من القطعة الموسيقية تشارمنغ ميموريز أوف تررافياتا أوف فيردي «أنتونيو باسكولي»، من القطعة الموسيقية جران شينيما باراديسو «إينيو موريكوني»، من القطعة الموسيقية كارنفال أوف فينيس «جان آربان» ومن القطعة الموسيقية تساردا «فيتوريو مونتي».

 وقد وضح خلال أداء الفرقة التميز والتجانس والانسجام سواء من خلال استخدام الآلات الموسيقية المختلفة او من خلال الأداء الفردي أو الثنائي أو الجماعي، وكانت رحلة مفعمة بالأحاسيس الجميلة خاطبت الروح بكل شفافية، وبرز خلال الحفل عدد من العازفين العمالقة خاصة في الأداء الفردي الذي كشف عن عمق ما يتمتع به أفراد هذه الفرقة التي حصدت الإعجاب في كل مكان حطت به أو مهرجان شاركت فيه.

تاريخ مشرف

 أسست أوركسترا «آي سوليستي فينتي» على يد المايسترو كلاوديو سيموني، وهي بقيادته مُنذ عام 1959، وسرعان ما حققت شهرة عالمية وحماساً غير مشروط من قبل الجمهور والنقاد، وقدمت حوالي نحو ستة آلاف حفلة في أكثر من ثمانين دولة، كما شاركت الفرقة بقيادة سيموني في العديد من المهرجانات العالمية وقدمت كذلك عروضاً راقصة بالإضافة إلى مجموعة واسعة من النشاطات الإعلانية والثقافية والتاريخية والموسيقية.

وفي عام 2010 شهدت الفرقة الذكرى الخمسين لتأسيسها وتم الاحتفال رسمياً في «بازيليكا» في سانت آنتوني في بادوفا بحضور رئيس الجمهورية الإيطالية «بيرلاسكوني»، وبحضور جميع الهيئات الرسمية في ايطاليا والفاتيكان، وحصلت أوركسترا «آي سولستي فينتي» وقائدها كلاوديو سيموني على أعلى الجوائز العالمية في الموسيقى مثل جائزة «الغرامي» في لوس أنجلس، وجائزة «أونا فيتا نيلا ميوزيكا» من مؤسسة جمعية آرثر روبنشتاين والتي تعادل في الموسيقى الإيطالية جائزة نوبل، وعدد من جوائز «جراند بري دي ديسك» من أكاديمية شارل كروس في باريس، وجوائز عديدة أخرى من أكاديمية دي ديسك ليريك، وعدد من الجوائز الأخرى.

روح مرحة

 لعله من المهم الإشارة إلى الروح الجميلة والمرحة التي يتمتع بها قائد الفرقة كلاويو سيموني الذي تجاوز الثمانين من عمره ولا يزال في أوج عطائه، وقد أضاف من روحه الملارحة الكثير على أجواء الحفلة وأسعد الجمهور بحركاته الودودة التي تعبر عن مدى حبه للجمهور واحترامه لهم. وكان الجمهور وفيا لهذه الفرقة فصفق لها بعد نهاية الحفل طويلا.

back to top