دعماً لنموها الاقتصادي... الصين تتجه لتخفيف القيود على الإنجاب

نشر في 16-11-2013 | 00:01
آخر تحديث 16-11-2013 | 00:01
No Image Caption
من بين العديد من الآمال الإصلاحية التي تم الترويج لها قبيل المؤتمر الثالث في الصين تلك الفكرة القائلة إن بكين سوف تتخلي عن سياستها البالية بشأن السماح بانجاب طفل واحد فقط. ولكن لا يوجد حتى الآن دليل كاف على أن هذا سيحدث بالفعل. وفي حقيقة الأمر، وقبل يوم واحد فقط من اختتام مؤتمر الحزب الصيني في 12 نوفمبر الجاري حذر مسؤول صيني اولئك الذين يتوقعون تحقيق تقدم سريع. وتخطط الصين « لتلطيف» سياسة الطفل الواحد التي تعود الى 30 سنة خلت، وذلك بحسب المتحدث باسم اللجنة الوطنية للصحة والتخطيط العائلي ماو تشنان الذي قال في 11 نوفمبر، وفقاً لصحيفة تشاينا ديلي، إن «أي خطوة تتخذ يجب أن تعمل على الحفاظ على معدلات مواليد متدنية مع ارضاء الرغبة الفردية للعائلات في انجاب المزيد من الأطفال».

ولو لم يتم تبني تلك السياسة، وبحسب تقديرات ماو تشنان، لربما كان عدد سكان الصين اليوم قد وصل الى ما يتراوح بين 1.7 مليار نسمة و1.8 مليار نسمة مع تدني نصيب الفرد من الموارد، بما في ذلك الأرض الصالحة للزراعة والحبوب والغابات ومياه الشرب والطاقة بما يقل عن 20 في المئة عن نصيبه في الوقت الراهن. وذلك وفقاً لوكالة أنباء شينخوا. ( ويبلغ عدد سكان الصين اليوم نحو 1.4 مليار نسمة).

ونقلت تشاينا ديلي عن ماو قوله إن «الصين سوف تستمر في سياسة تنظيم الأسرة على شكل سياسة وطنية أساسية، نظراً لأن عدد السكان الضخم يفرض أعباء ثقيلة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وعلى الموارد والبيئة في الأجل الطويل».

تأثيرات السياسة

ولكن المشكلة تكمن في وجود اجماع متزايد على أن السياسة نفسها ترتب أعباء قاسية على التنمية الاقتصادية في الصين، وبشكل أكثر تحديداً فقد فرضت على البلاد تبعات عدد من المشكلات غير المقصودة، بما في ذلك نسبة معمرين من السكان وتقلص قوة العمل، ونسبة توزيع جنسي متباينة، اضافة الى سكان مستائين في الغالب لا يريدون دفع غرامات قاسية عندما يرغبون في التمتع بعدد اضافي من الأطفال.

وحتى رغبة الصين في خلق وضع اقتصادي أكثر حداثة ونشاطاً قد تواجه تعقيدات نتيجة استمرار تطبيق هذه السياسة. ومن بين المشكلات أن قوة العمل الشابة التي تضخ بشكل نموذجي أفكاراً جديدة في الاقتصاد قد أصبحت ذات نسبة أقل من اجمالي عدد السكان في الصين، وفقاً لمتعهد الأعمال جيمس ليانغ رئيس شركة السياحة اون لاين  ستريب دوت كوم ومؤلف كتاب «هناك الكثير من الناس في الصين»!

وقال ليانغ في مقابلة مع بلومبرغ بزنس ويك في السنة الماضية «في كل دولة، نامية أو متقدمة، تشاهد ان زيادة قوة العمل المتقدمة في السن تفضي الى تدني المشاريع بصورة اجمالية» وطرح اليابان على شكل مثال كلاسيكي.

كيف يمكن تلطيف أو تعديل هذه السياسة؟ في الوقت الراهن، يسمح للأبوين من العائلات ذات الطفل الواحد بأكثر من طفل واحد. وتتمثل احدى الامكانيات التي نوقشت في السماح بإنجاب أكثر من طفل في عائلة اذا كان لأحد الأبوين طفل واحد فقط. ويبلغ معدل الأطفال الى العائلات الصينية اليوم 1.6 طفل، وهو أقل كثيراً من مستوى الـ2.1 الذي تتم دراسته على كمعدل بديل، أو ما هو ضروري لتفادي حدوث انكماش في عدد السكان.

ولكن ربما فات الأوان على ذلك. وكما هو الحال الى حد كبير في دول اخرى شهدت زيادة في الدخل والوعي تقول الأكثرية في الصين إنها تفضل أسرة أصغر حجماً. وهذا ما خلصت اليه دراسة حديثة في اقليم جيانغسو أيضاً حيث فضلت نسبة 70 في المئة من الأسر الريفية انجاب طفل واحد، وفقاً لفريق بحث بقيادة غو بوشانغ الديموغرافي من جامعة رينمن في بكين. ونقلت تشاينا ديلي عنه قوله «سياسة تنظيم الأسرة لم تعد العامل الرئيسي في تقرير خيارات إنجاب الناس».     

* (بلومبرغ)

back to top