ربيع أوكرانيا
![عبداللطيف مال الله اليوسف](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1597343945683541200/1597343994000/1280x960.jpg)
نعم الغرب لم يكن مؤمنا بالديمقراطية الأوكرانية بدليل مباركته لتحركات فئات من الشعب الأوكراني وهي تتمرد على الرئيس فيكتور بانوكوفيتش، الذي اعتلى سدة الرئاسة عبر انتخابات ديمقراطية، والذي مع ذلك هادن هذه المعارضة وحدد معها موعدا لإجراء انتخابات جديدة في البلاد إلا أن الغرب لم يردع هذه الجموع، وهو يراها تسعى إلى إسقاط الرئيس بأساليب الفوضى والانفلات حتى سقطت الشرعية فيها فكان ما جرى من أحداث أعقبتها أحداث أخرى.إن الغرب الذي ينكر على روسيا قبولها بنتائج استفتاء القرم وضمها إليها لاحقا (وهي الروسية الأصل) والتي لا يفصلها عن الوطن الروسي الأم إلا مضيق كيرش الذي لا تتجاوز سعته بضعة كيلو مترات نجده أي الغرب يغض الطرف عن قيام سفن الأسطول الحربي الملكي البريطاني بقطع مسافة أربعة عشر ألف ميل بحري من قواعده في بحر الشمال ليصل إلى نقطة قصية في جنوب المحيط الأطلسي، ويشتبك في قتال مع القوات الأرجنتينية فوق جزر فوكلاند المالوين (الأرجنتينية الأصل)، ويبسط سيطرته عليها مجددا ويعيدها إلى حظيرة التاج الملكي البريطاني في ثمانينيات القرن الماضي.كان على الدولة الأوكرانية أن تلجم الجامح من جيادها، وتوازن بين من هي قاطعة لوصله وبين من ستخالل، وماذا تريد من خلانها الجدد لأن ما لديها من المصادر والثروات ما يوفر لها مستوى معيشي أفضل من كثير من دول الجوار الأوروبي، كان على الأوكرانيين استيعاب الدرس العراقي كيف كان العراق؟ وكيف أصبح اليوم؟ بعد أن مسته رحمة الديمقراطية الأميركية، وكيف كانت أوضاع الكثير من الدول العربية قبل أن يزهرها الربيع بالتمزق والانفلات، كان عليهم أن يتساءلوا عما إذا كان الربيع قصرا على العرب أم أن للأوكرانيين أيضا ربيعا.