ضيّقت قوات الرئيس السوري بشار الأسد الخناق على خط الإمدادات الرئيسي للمعارضة المسلحة في حلب، بعد أن استولت على مناطق استراتيجية حول المدينة هذا الأسبوع.

Ad

وذكرت مصادر مقربة من حزب الله اللبناني، أمس الأول، أن التقدم الذي تحرزه القوات الحكومية بعد قرابة عامين من الجمود يدعمه مقاتلون من الحزب الحليف الرئيسي للرئيس بشار الأسد.

واقتحم مقاتلون من المعارضة حلب، التي كانت ذات يوم المركز التجاري لسورية عام 2012، من الشمال واستولوا على أحياء في قلب المدينة. ومنذ ذلك الحين احتفظ الجيش بغرب المدينة وجنوبها، لكنه لم يتمكن من إخراج مقاتلي المعارضة من مواقعهم.

وأكدت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الجيش بسيطرته على مجمع صناعي في شمال شرق حلب يوم الأحد الماضي، فإنه بات يحاصر المسلحين من ثلاثة جوانب، وإنه ليس بوسعهم إعادة تزويد أحياء في المدينة بالإمدادات إلا من خلال ممر شمالي.

وشددت "سانا" على أن وحدات الجيش وجهت ضربات لـ "الإرهابيين" في عدة مناطق حول مدينة حلب، فيما أدى الاقتتال بين جماعات المعارضة هذا العام إلى اضعافها، وهو ما صب في مصلحة الأسد.

شارع واحد

وأكد ناشطون من حلب أن "المعارضة تسيطر على مساحة بعرض أربعة كيلومترات في الشمال، وإذا تمكن النظام من الاستيلاء على شارع واحد أخير، فسيكون بمقدوره حصار المدينة".

وقال دبلوماسي في المنطقة إن الحكومة السورية "تشعر وكأنها تكسب حلب، التي يعمل النظام بشكل استراتيجي منذ 2013 من أجل استعادتها وقطع خط الإمدادات".

وأضاف أن تقدم الجيش في حلب اتسم بالبطء المتعمد لإتاحة الوقت لتعزيز السيطرة على المناطق التي استعادها. وقال "لم يفقدوا أي مناطق استعادوها. إنها ليست معركة كرّ وفر".

توسُع «الدولة»

إلى ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على قرى عبدي كوي وكندال وكري صور في الريف الشرقي لمدينة عين العرب في ريف حلب، عقب انسحاب وحدات حماية الشعب الكردي منها بعد اشتباكات عنيفة.

وكان التنظيم سيطر قبل ستة أيام على قرى زور مغار والبياضة والزيارة في الريف الغربي لمدينة عين العرب في محافظة حلب.

وأشار المرصد إلى مقتل 20 شخصاً في معارك عين العرب، بينما سقط 15 مقاتلاً من وحدات الكرد في تفجير مقاتل تونسي من "الدولة الاسلامية" نفسه بعربة مفخخة بالقرب من معمل الأسمنت في شمال شرق بلدة عين عيسى في ريف الرقة.

تصويب الأخطاء

وفي أول تصريح له بعد توليه منصبه الجديد، أكد رئيس "ائتلاف قوى الثورة والمعارضة" هادي البحرة العزم على وضع خطة جديدة تتناسب مع المرحلة التي تعيشها سورية حالياً، وتصويب الأخطاء السابقة "وإعادة القطار إلى سكته الصحيحة".

ودعا البحرة، في مؤتمر صحافي مساء أمس الأول بعد ختام اجتماعات المعارضة، جميع القوى السياسية والعسكرية إلى الوقوف صفاً واحداً من أجل الدفاع عن حرية الشعب السوري وكرامته والوصول إلى أهداف الثورة في بناء دولة يتساوى فيها جميع أبنائها.

وفي سؤال حول أسباب إلغاء الأمانة العامة للائتلاف قرار حل هيئة أركان "الجيش الحر" وإقالة رئيسه العميد عبدالإله البشير، الصادر عن الحكومة المؤقتة، قال البحرة "إن القرار كان خاطئاً ويخرج عن صلاحيات الحكومة ورئيس الحكومة، وفيه فهم خاطئ للنظام الأساسي للحكومة، وتمَّ تصويب هذا الخطأ بقرار من الهيئة العامة".

المبعوث الأممي

في هذه الأثناء، كشف دبلوماسيون أمس الأول أن نائب وزير الخارجية الإيطالي السابق ستافان دو ميستورا سيخلف الأخضر الإبراهيمي المستقيل كمبعوث للأمم المتحدة إلى سورية.

وفيما تم تأكيد هذا التعيين للدول الأعضاء في مجلس الأمن، قال دبلوماسي في المجلس إن دي ميستورا سيمثل الأمم المتحدة، وسيكون له "مساعد عربي".

ودو ميستورا (67 عاماً) المولود في ستوكهولم يحمل الجنسيتين الإيطالية والسويدية. وتولى مناصب عدة في الأمم المتحدة، وخصوصا كممثل خاص للوكالة الدولية في أفغانستان. كما كان مساعد مدير برنامج الأغذية العالمي والممثل الخاص للأمم المتحدة في العراق. على صعيد ذي صلة، أكدت بريطانيا أمس الأول أنها ستدمر 50 طناً إضافياً من مخزون سورية من الأسلحة الكيماوية، ليصل إجمالي الكمية التي وافقت على تدميرها إلى 200 طن.

(دمشق، اسطنبول، لندن– رويترز،

أ. ف. ب، كونا)