وقع تفجير انتحاري أمس وسط العاصمة السورية دمشق، في وقت تضاربت الأنباء بشأن مصير 12 راهبة بعد سيطرة مقاتلي المعارضة، وبينهم عناصر من «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم القاعدة على بلدة معلولا المسيحية التاريخية في ريف دمشق.

Ad

قتل 5 أشخاص على الأقل أمس في تفجير انتحاري استهدف وسط دمشق. وأفاد التلفزيون الرسمي السوري بسقوط «أربعة شهداء و17 جريحا في التفجير الإرهابي في منطقة الجبة بالجسر الأبيض» وسط دمشق، مشيراً إلى أن «إرهابياً انتحارياً فجّر نفسه بحزام ناسف».

 من جهته، أفاد مصور وكالة «فرانس برس» بأن الانتحاري فجر نفسه على مدخل «وحدة تعويض الشهداء» التابعة لوزارة الدفاع، والتي تتولى تقديم تعويضات إلى عائلات جنود القوات النظامية الذين يقضون أثناء الخدمة. أما المرصد السوري لحقوق الإنسان فقد لفت إلى أن عدد القتلى خمسة، بينهم ثلاثة مدنيين وعنصران من القوات النظامية، وأوضح أن الانتحاري فجّر نفسه على مدخل المبنى «بعدما منعه عنصران من القوات النظامية من الدخول».

 

معلولا 

 

وعلى مسافة 55 كلم إلى الشمال من دمشق، دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في محيط بلدة معلولا المسيحية الأثرية، والتي سيطر عليها مقاتلون معارضون بينهم جهاديون من «جبهة النصرة» أمس الأول، بحسب المرصد السوري.

وتضاربت الأنباء بشأن مصير 12 راهبة من دير ما تقلا في معلولا. وفي اتصال هاتفي مع «فرانس برس»، قالت رئيسة دير صيدنايا سيفرونيا نبهان إنها تحادثت إلى رئيسة دير مار تقلا الام بيلاجيا سياف مساء أمس الأول، وأكدت أن «الراهبات الـ12 والعاملات الـ3 معهن يقمن في جو مريح في منزل ببلدة يبرود، ولا أحد يعكر صفوهن».

من جهته، قال السفير البابوي في دمشق ماريو زيناري، إن «مجموعة مسلحة أرغمت الراهبات على ترك الدير بالقوة، واللحاق بهذه المجموعة على الطريق إلى يبرود»، البلدة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وتقع على مسافة 20 كلم إلى الشمال من معلولا، مضيفاً: «أعتقد أن الراهبات موجودات في يبرود». وكان السفير البابوي أفاد إذاعة الفاتيكان أمس الأول بأن الراهبات لبنانيات وسوريات، وأن أسباب اقتيادهن مجهولة. ولم يتضح ما إذا كانت العملية خطفا للراهبات أم إخلاء للدير. وشهدت معلولا المعروفة بآثارها المسيحية القديمة ومغاورها المحفورة في الصخر، جولة معارك في سبتمبر، نزح خلالها معظم السكان اثر دخول مقاتلي المعارضة الذين ما لبثوا أن خرجوا مجدداً وعادت إليها قوات النظام.

وتشكل يبرود الهدف المقبل لقوات النظام السوري مدعومة بحزب الله اللبناني ومقاتلين عراقيين شيعة، للسيطرة على منطقة القلمون الاستراتيجية الحدودية مع لبنان، والتي تقع من ضمنها معلولا ويبرود والنبك.

 

«حزب الله» 

 

إلى ذلك، كشفت مصادر لموقع «النشرة» اللبناني أنّ «حزب الله» يفاوض المعارضة السورية لاسترداد عدد من عناصره وقعوا بالأسر لدى «الجيش السوري الحر». وفيما لفتت المصادر إلى أنّ عدد هؤلاء الأسرى يقارب الأحد عشر، رفضت الإفصاح عن المزيد حول طبيعة المفاوضات ومسارها حتى الآن.

اما موقع "جنوبية" الذي يتابع أخبار جنوب لبنان فقد نقل عن مصادر متابعة أن عدداً من جثث مقاتلي حزب الله موجود لدى جهات عسكرية معارضة وتجرى محاولات من قبل الحزب لاستعادتها.

 

هيغ

 

في غضون ذلك، أيّد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس تصريحات مفوضة الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي حول حقوق الإنسان في سورية، وتحميلها الرئيس بشار الأسد المسؤولية عن سجل نظامه في هذا المجال، والذي وصفه بالمروع. وقال هيغ إنه «يؤيد تماماً تصريحات بيلاي واشارتها إلى وجود أدلة على أن كبار المسؤولين في النظام السوري، بمن فيهم الرئيس الأسد نفسه، يتحملون المسؤولية الأساسية عن الوضع المروّع لحقوق الإنسان في سورية»، وأضاف أن المملكة المتحدة «ستستمر في الضغط لاتخاذ إجراء حول انتهاكات حقوق الإنسان في سورية، ومحاسبة المسؤولين عنها أمام العدالة، وتقديم الدعم الكامل للجنة التحقيق حول سورية التابعة للأمم المتحدة».

(دمشق، بيروت ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)