عبدالعزيز الحشاش: معظم المخرجين الشباب يغارون من المؤلف
عبدالعزيز الحشاش كاتب وروائي أثرى الدراما التلفزيونية والإذاعية بأعماله المتميزة بعمق ثقافي واجتماعي، من بينها «سوّاها البخت» كوميديا إذاعية تعاون فيها مع أربعة من عمالقة الفن الكويتي والخليجي، ويحضر لمسلسلين ولإطلاق روايتين جديدتين، حول مشاريعه دار اللقاء التالي معه.
كيف حدث تعاونك مع الأربعة الكبار في مسلسل إذاعي؟
كلفتني إذاعة الكويت بكتابة مسلسل اجتماعي كوميدي يجمع النجوم الكبار: عبدالحسين عبدالرضا، سعاد عبدالله، سعد الفرج وحياة الفهد، فرحت بهذا التكليف، وسعدت بأن أكون محل الثقة، ما يدلّ على أنني أسير بالنهج الصحيح، وتنال نصوصي الإعجاب.كيف أدركت ردود الفعل الإيجابية هذه؟عبر الاتصالات التي أتلقاها من المتابعين في دول مجلس التعاون الخليجي، تحمل إشادات بأعمالي الإذاعية، مثل {لي طاح الجمل} و{راعي الديوانية} وهما من إخراج الفنان القدير فيصل المسفر، وعلمت حينها أن الدراما الإذاعية مسموعة ولها جمهورها في منطقة الخليج.لماذا أطلقت اسم {سوّاها البخت}؟للدلالة على أن الوقت حان كي أكتب عملاً درامياً يجمع تلك الأهرامات.هل فصّلت النص على إمكاناتهم؟لا تستطيع أن تكتب من دون أن يحضرك حسهم وحضورهم وإطلاقهم الإيفيهات عبر الشخصيات التي جسدوها في مسيرتهم الرائعة، وأثناء كتابة الدور، مثلاً، يحضرني ما يمكن أن يقوله عبدالحسين أو سعد أو سعاد أو حياة، ولكن بتوازن حتى لا ألغي شخصيتي كمؤلف، وفي الوقت نفسه، أحافظ على حسهم من إيفيهات وخطهم وجوّهم، فثمة قصة مكتوبة بعناية وشخصيات مرسومة بدقة وتركيبة تليق بحجم كل واحد من عمالقة الفن الكويتي.كيف تطورت كتاباتك؟بدأت الكتابة منذ 2007، وصرت متمرساً فيها، لأن مشاركاتي تنصهر في بوتقة واحدة، سواء كانت كتابة للمسرح أم التلفزيون أم الإذاعة. مارست الكتابة بشكل يومي وبتركيز وجهد مضاعف، فأثمرت مخيلة قادرة على العطاء، وبعد سبع سنوات من العمل، اكتسبت سلاسة في الكتابة ونضوجاً وجودة عالية وسرعة في تسليم نصوصي. ولا أنسى اهتمام وزير الإعلام بالعناصر الشبابية، وكذلك احتكاكي عن قرب بهامات مثل عبدالحسين وسعاد وحياة وسعد الفرج.كم يبلغ رصيدك من المسلسلات الدرامية حتى اليوم؟عشرة أعمال تلفزيونية هي: {عيون الحب، رسائل من صدف، أيام الفرج، خيوط ملونة، غريب الدار، الدخيلة، حلفت عمري، لي طاح الجمل، هذه ليلتي}، وأخيراً {يا من كنت حبيبي} من إخراج محمد القفاص، بطولة: جاسم النبهان، غازي حسين، هيا عبدالسلام، أمل العوضي، حسين المهدي، بشار الشطي وأحمد حسين. وفي الإذاعة سبعة أعمال: {لي طاح الجمل، المسامح كريم، القلب الحنون، راعي الديوانية، أتيليه السعادة، نافذة على الكويت، سوّاها البخت}، من إخراج فيصل المسفر.مع من تحبذ العمل من المخرجين؟في التلفزيون محمد دحام الشمري، منير الزعبي، محمد القفاص، سلطان خسروه. وفي الإذاعة فيصل المسفر ومحمد العلوي.لماذا؟لأن العمل معهم جميل ومريح.هل تكرر التعاون مع مخرج عدّل في نصك؟ إذا غيّر في النص من دون علمي، أعتقد أنه قلل من احترامي ومن جهد خمسة أشهر من العمل المضني في الكتابة، فإذا ارتضى لنفسه العبث في نص الكاتب فهل يتقبل أن أغيّر في مواد أشرطته؟لماذا يقوم بذلك من دون استئذان؟أقولها بكل جرأة وصراحة، المخرجون الشباب يغارون في غالبيتهم من المؤلفين، لأنهم إذا غيّروا في النص وحقق العمل النجاح يقولون أنهم وراء هذا النجاح، فنجدهم يلغون بعض الشخصيات ويحذفون أجزاء من الحوار والمواقع المقترحة للتصوير.ما رأيك بالشللية؟أحبذ التنوع على صعيدي الممثلين والمخرجين، أما بالنسبة إلى الشللية فلا يوجد عدو دائم أو صديق دائم، والشللية، مهما استمرت في الوسط الفني، ستنتهي.هل تعتمد على قصص واقعية؟أكثر أعمالي من بطن الواقع، لكن القصة الرئيسة من خيالي الصرف، لأنني أطعّم العمل بقصص واقعية، وأشعر بمتعة عندما تأتي الفكرة من وحي الخيال ومن ثم أبني عليها.هل تتابع الأعمال الأجنبية؟أنا مهووس بالمسلسلات والأفلام الأميركية، خصوصاً الحركة والغموض، فقد عدت للتو من الولايات المتحدة الأميركية، حيث زرت هوليوود، واستوديوهات {وارنر بروذرز} و{يونيفرسال} و{ديزني} والأستوديو الخاص بمسلسل {الأصدقاء} وموقع تصوير برنامج {إلين}، إضافة إلى متحف هاري بوتر في لندن بالمملكة المتحدة، وتقع مواقع تصوير الفيلم بأجزائه كافة في استوديوهات {وارنر برذرز} في هيرتفوردشاير في إنكلترا، لقد أبهرت كاتبة العمل البريطانية جي كي رولينغ العالم بهذا الكتاب وأجزائه.ما آخر فيلم شاهدته؟«مالفيسنت» للنجمة أنجلينا جولي، فيلم مليء بالإبداع على الصعد كافة، الإخراج، التمثيل (السهل الممتنع)، القيمة، الرسالة، أبدعت «ديزني» بهذا العمل الذي يمزج بين الحلم والخيال. والجميل أن ديزني أعطت فرصة لمخرج التقنيات والمؤثرات والخدع السينمائية روبرت سترومبرغ ليتولى إخراج هذا العمل الضخم وبموازنة ضخمة، وكان الاختيار موفقاً.هل الفن نعمة؟السينما والفنون كلها والأدب والثقافة نعمة، فالحياة جادة من دونها، وقد مللنا من السياسة.لماذا اتجهت إلى المدونات؟ساعدتني فكرة التدوين في التعبير عن آرائي وكتابة وجهة نظري حول ما شاهدت من مسلسلات وأفلام وحول السفر، استفدت فعلاً من التركيز في التفاصيل. أقدم فيها مواضيع و{بوستات» جديدة، عنوان مدونتي justazizblog.comما جديدك في مجال كتب الأطفال؟أصدرت في السابق ثلاثة كتب بعنوان {دلولة}، ويعبر كل كتاب عن قيمة معينة: الأمانة والصداقة وطاعة الوالدين، تحمست لهذا المشروع التربوي. طموحاتي وأحلامي كثيرة، وتتجه النية إلى أن يتسع الموضوع ويكون كتاباً مسموعاً (مع الأغنيات) يقدم لرياض الأطفال والمدارس، إضافة إلى الأدوات المدرسية مثل الحقائب والدفاتر والأقلام التي تحمل صورة {دلولة}، كذلك بالإمكان أن يتحوّل هذا الابتكار الكويتي، إلى مسلسل تلفزيوني أو فيلم كرتوني.ما مشاريعك المقبلة؟أكتب مسلسلاً لرمضان 2015، ومسلسلاً شبابياً بعنوان {أيامنا وليالينا} من إنتاج المجموعة الفنية (باسم عبد الأمير). كذلك أجهز لروايتين، واحدة قدمتها على {إنستغرام} بعنوان {أيام حبك}، ستدخل المطبعة إما قبل رمضان أو بعده، وثانية لم أستقر على عنوان لها حتى الآن، سأطرحها في معرض الكتاب المقبل وستكون باللهجة المحلية.