في تأكيد للخبر الذي نشرته «الجريدة» في عددها الصادر أمس الأول الأحد، والذي نقلت فيه عن مصادر تأكيدها أن رئيس «تيار المستقبل» رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري وضع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع خلال لقائهما في باريس في أجواء أن ترشيح رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون جدي ومطروح، عاد جعجع ليؤكد أمس وبلسانه أنّ «الحريري طرح عون مرشحاً توافقياً كأحد الاحتمالات»، لكنه رأى أنّه «لا يمكن لعون أن يكون توافقياً بعد ممارساته السياسية القائمة على ورقة تفاهم مع حزب الله»، معتبراً أن «عون لم يغيّر خطه ليصبح توافقياً».

Ad

رسالة سليمان

وبانتظار معرفة مصير جلسة بعد غد الخميس لانتخاب رئيس للبلاد تتوجه الانظار الى جلسة الاربعاء التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري لمناقشة رسالة الرئيس ميشال سليمان الى النواب التي تركز على ضرورة انتخاب الرئيس قبل انتهاء ولايته الرئاسية يوم الأحد المقبل الموافق 25 مايو الجاري.

ديب

في هذا السياق، قال عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب حكمت ديب لـ»الجريدة» إن «التوافق الحاصل مع تيار المستقبل لمسه الناس وظهر في محطات عدة من تشكيل الحكومة مروراً بالبيان الوزاري والثقة التي أخذتها الحكومة وصولاً إلى الخطة الأمنية التي نجحت في طرابلس».

ورأى ديب أنه «قد تكون المحطة الأساسية والخاتمة يوم الخميس في مجيء العماد ميشال عون الى الرئاسة، لكن هناك حسابات لكل طرف داخلية وخارجية يجب أن يذللها ويتعامل معها بطريقة لا تسبب شرخاً داخلياً». وشدد على «وجود إيجابية كبيرة بين عون والحريري»، قائلا: «لو لم يكن هناك من إيجابية ما كنا لنظهرها، لكن في الوقت نفسه هذا الموضوع يجب أن نتعامل معه بدقة استناداً إلى التجارب السابقة لا شيء محسوم في لبنان، فالبعض نام رئيساً واستفاق على غير ذلك».

سلام والراعي

إلى ذلك، اعتبر رئيس الحكومة تمام سلام في تصريح له بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في السراي الحكومي أمس أن «عدم انتخاب رئيس هو دستوريا شغور، وهناك إحاطة لهذا الشغور في المادة 62 التي تعطي وكالة صلاحيات الرئاسة لمجلس الوزراء، وبالتالي هناك بعد آخر قد نذهب إلى الفراغ إذا ما تمت محاولة لتسييس هذا الشغور. ونأمل ألا نصل إلى ذلك، وأن يتم ملء هذا الشغور».

من ناحيته، شدد الراعي على أن «نزول جميع النواب إلى المجلس لانتخاب رئيس واجب دستوري ويجب أن يُملي ذلك عليهم ضميرهم الوطني»، آملاً بـ«فجرٍ جديد للبنان وبرئيس يُرضي جميع اللبنانيين».

هيل وبري

في السياق، أكد السفير الأميركي لدى لبنان دايفيد هيل موقف الولايات المتحدة الداعي لانتخاب رئيس الجمهورية في المهلة المحددة ووفقاً للدستور.

وأشار هيل في تصريح بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس إلى أن «هدفنا هو مساعدة اللبنانيين لحماية العملية الانتخابية دون أي تأثير لتحديد النتائج مسبقاً»، وقال: «أنا مؤمن بأن الغالبية العظمى من اللبنانيين يريدون أن يكون بلدهم في سلام واستقرار، والقيام بالتزاماتهم الدولية».

وشدد على أن «المجتمع الدولي يريد المساعدة في هذا المجال، مع التحديات الكثيرة التي تواجه اللبنانيين»، معتبراً أن «النجاح لن يكون ممكناً من دون التزام القيادات اللبنانية بهذه الأهداف وتضافر الجهود في ما بينهم. وان يأخذ العمل الرئاسي والبرلماني والحكومي مساره لمواجهة هذه التحديات وتفادي دفع ثمن الفراغ».