في كل مصيبة مرت علينا كنا نقول "الله لا يغير علينا"، وفي كل محنة مرت بها الكويت كنا نقول "الله لا يغير علينا"، تعلمنا أن نقنع بما هو موجود ونحمد الله على هذه الحقوق البسيطة التي نملكها، ولكن حتى هذه الحقوق المسلّم بها باتت ستنتهي.

Ad

 في تصريح لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر مبارك الصباح بأن "دولة الرفاه" الحالية التي تعودها الكويتيون غير قابلة للاستمرار، مضيفا أن "التحدي الأكبر كما تراه الحكومة هو كيفية الوصول إلى إقناع المواطن الكويتي بأنه لضمان استمرار الكويت وطناً يحقق استدامة الرفاه لأبنائه فإن علينا جميعا أن نعي حقيقة أن المالية العامة للدولة ستواجه عجزاً حقيقياً في الميزانية بحلول عام 2021 إن استمرت معدلات الإنفاق وأسعار النفط ومعدلات الإنتاج على ما هي عليه الآن".

تصريح استفز جميع الكويتيين لأن الشعب من الأساس لم ير "الرفاه" أصلاً، فإن قارنا الكويت بالهند الدولة التي تعاني فقراً يمكن أن نشعر أننا "دولة رفاه"، ولكن مقارنتنا بدول الخليج تجعلنا دولة تحلم بـ"الرفاه" ولم تنعم به يوما.

لم نرَ "الرفاه" على المستوى التعليمي؛ لأنه يعاني خللاً حتى اليوم، ومدارسنا ومناهجنا تعاني تخبطاً واضحاً، والخدمات الصحية في أسوأ حالاتها، والمستشفيات تُجدد من متبرعين، والدولة لم تبنِ أي مستشفى جديد منذ ما يقارب الثلاثين عاماً.

لا يوجد مسرح حتى يومنا هذا في الكويت، وكل ما هو موجود مسارح متواضعة لا ترتقي حتى للعروض المحترفة، ولا يوجد حتى اليوم استاد رياضي يشرف الكويت، واستاد جابر الذي نسمع عنه منذ سنوات بات كالأسطورة نسمع عنه ولا نراه، والشوارع غير مؤهلة والازدحام في أوجه، نعاني أزمة مرور دائمة، والفساد متفشٍ في جميع أجهزة الدولة، وبدون "الواسطة" لا تمشي أي معاملة لك.

مشروع ميكنة العمل الحكومي تم تدشينه منذ سنوات ثم ألغي بعد ذلك، وما زال السبب مجهولاً، والمواطن يعاني بيروقراطية عقيمة في كل معاملة يقوم بها في جميع وزارات الدولة، ومعدل البطالة في أعلى مستوياته.

ويتم استنزاف الميزانية على مؤتمرات بتبذير الأموال وبذخها عليها، في حين لا يحصل الشعب على الخدمات التي تقدمها الدولة مجاناً بشكل سليم.

لم نر "الرفاه" من الأساس، فجيلنا ما زال يعاني لأجل الحصول على بيت، فقيمة امتلاكه تشبه تأجير صاروخ فضائي للمريخ، والأسعار تبدأ من 300 ألف دينار كويتي، وتصعد إلى مليون أو مليونين، فهل يعقل أن يعتبر هذا "رفاه"؟

"الله لا يغير علينا" هي الجملة التي أجدنا قولها، حتى بات "اللي علينا" سيزول، كنت أتمنى لو أن دولة الفساد والسرقات ستنتهي وليس "الرفاه"، الأولى والثانية ما زالت موجودة والأخيرة لم نعرفها من الأساس!

قفلة:

أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ومؤسسة فرانكي جيمس الخيرية  إطلاق جائزة قدرها مليون دولار أميركي لأفضل معلم في العالم، أرى في هذا التصريح كثيراً من "الرفاه" إن تمت مقارنتة بما يتم بالكويت، تخجلنا دبي بالتطور الفظيع الذي قامت به ونتمنى أن تتعلم الكويت من التجربة الإماراتية التي تشعرنا بالفخر كخليجيين.