تتعرض وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) المعتادة على العمل بعيدا عن الاضواء، لانتقادات نواب في الكونغرس لمحاولتها نسف تقرير حول الاساليب العنيفة للاستجواب في عهد بوش، وهو فصل في تاريخها تريد السي آي ايه اغلاقه.

Ad

وباستياء انتقدت رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ دايان فاينستاين هذا الاسبوع الوكالة التي قد تكون انتهكت الدستور من خلال الدخول الى اجهزة كمبيوتر يستخدمها محققون برلمانيون مكلفون القاء الضؤ على هذه التقنيات التي لجأت اليها السي آي ايه بين 2002 و2006 في عهد جورج بوش الابن وخصوصا اسلوب الايهام بالغرق.

واسوأ من ذلك ايضا، اتهمت السي آي ايه بمحو وثائق ذات صلة من خلال الدخول الى هذه الاجهزة من دون اذن.

ورد مدير الوكالة جون برينان ان "الوكالة لم تتجسس باي حال من الاحوال على لجنة الاستخبارات".

وتعود القضية لسنوات عندما كان المحققون في مجلس الشيوخ يعملون بواسطة وثائق زودتها السي آي ايه.

ونقلت 6,2 مليون صفحة، وهذا عمل بطيء للجنة التي كان في امكانها تسجيل بعض الوثائق المهمة على شبكة معلوماتية خاصة لا تستطيع السي آي ايه الوصول اليها بموجب اتفاق خطي.

لكن في 2010 اختفت من الملفات 920  صفحة من الوثائق على دفعتين. وبعد نفيها الامر، اعترفت وكالة الاستخبارات بان عددا من موظفيها مسؤولون عن ذلك وتعهدوا بعدم تكرار فعلتهم.

وفي يناير الماضي، ابلغ برينان اللجنة ان وكالة الاستخبارات "فتشت" مجددا اجهزة الكمبيوتر خلافا للوعود التي قطعتها الادارة.

ووافقت اللجنة في جلسة مغلقة في ديسمبر 2012 على تقرير محرج اطلق عليها اسم "التقرير حول التعذيب".

وخلص الى ان هذه التقنيات كانت "خطأ فادحا" وحتى انها لم تسمح بحد ذاتها باقتفاء اثر اسامة بن لادن.

وقد تنزع السرية جزئيا عن هذا التقرير الشهر الحالي بعد موافقة البيت الابيض بحسب فاينستاين.

لكن التبادل الكلامي بين فاينستاين والوكالة يعكس بالنسبة الى البعض توتر السي آي ايه.

وقال السناتور رون ويدن العضو في لجنة الاستخبارات "اني مقتنع اكثر فاكثر ان السي آي ايه تخشى بكل بساطة من نشر التقرير حول اساليب الاستجواب، لكني اعتقد ان على الاميركيين ان يطلعوا على هذه المعلومات".

واعرب الرئيس باراك اوباما عن تأييده لنشر التقرير.

لكن بول بيلار العميل السابق في السي آي ايه يشك في ان ترجح الوثيقة التي تاتي في 6300 صفحة، الكفة في وقت سيحكم على فعالية التعذيب تحسبا لوقوع اعتداءات.

وصرح لفرانس برس "اعتقد ان لدينا تفاصيل كافية لاجراء نقاشات سليمة".

ويؤكد برينان ان وكالة الاستخبارات سترحب بنشر التقرير لان هذه الخطوة ستسمح للسي آي ايه بتجاوز الماضي.

وقال "نريد ان نتعلم من دروس الماضي، ما قمنا به اضافة الى مراجعات داخلية، لكنني مسرور لاغلاق هذا الفصل في تاريخ السي آي ايه".

اما اشد المنتقدين، فيعتبرون ان الطريقة الوحيدة لمنع تكرار ما حصل وهذه التجاوزات هي رفع السرية عن هذه الاساليب وفتح نقاش عام.

وقال تيم فينر لصحيفة بوليتيكو آشز ان "السي آي ايه تقول انها تريد طي هذه الصفحة التي لم تنشر بعد. لكن لا يمكن طي صفحة قبل قراءتها".