لم تنعكس "الحلحلة" الحكومية التي شهدها لبنان على الأوضاع الأمنية، إذ عاد الهّم الأمني إلى الواجهة أمس بعد أن فجّر انتحاري ينتمي إلى "جبهة النصرة في لبنان" سيارة مفخخة في المربع الأمني لـ"حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت، في مؤشر واضح إلى أن تداعيات انزلاق بعض الأطراف اللبنانية إلى الصراع السوري بات، في ما يبدو، غير قابل للاحتواء، وأعقد من أن يُحَلّ بمجرد تشكيل حكومة ائتلافية بين القوى السياسية اللبنانية التي تدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتلك التي تعارضه.

Ad

وأسفر الهجوم، الذي هز منطقة الشارع العريض في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت، عن مقتل 5 أشخاص، عبر استهدافه مبنى قريباً جداً من الموقع الذي شهد تفجيراً مماثلاً مطلع يناير الجاري.

ولم تخلُ الإدانات الشاجبة للهجوم الإرهابي من الرسائل السياسية التي تبادلتها الأطراف السياسية، في وقت تدور معركة "شد حبال" داخل الكواليس بشأن الحكومة العتيدة وبيانها الوزاري المرتقب.

وبرز تصريح لرئيس الجمهورية ميشال سليمان اعتبر فيه أن "إعلان بعبدا" حظي بتأييد من أطراف لبنانية كثيرة، إضافة إلى دعم دولي شامل، وإذا وجد طرف أن الإعلان لا يناسبه فسيكتشف قريباً أنه ضروري لحماية كل الأطراف ومنها المقاومة.

ودعا رئيس كتلة "المستقبل" النائب فؤاد السنيورة الجميع إلى "التزام سياسة النأي بالنفس عن ويلات المنطقة ومشكلاتها"، مضيفاً أنه "لم يفت الأوان للخروج من المنزلقات والشرور التي تم التورط فيها"، في إشارة إلى التورط العسكري لـ"حزب الله" في سورية.

في المقابل، استغل النائب عن كتلة "الوفاء للمقاومة" (حزب الله) علي عمار، التفجير، ليؤكد أن "حزب الله لن يتراجع أبداً عن ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة"، التي جدد زعيم تيار المستقبل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري مساء أمس الأول تمسكه بحذفها من البيان الوزاري للحكومة العتيدة.