ارتبط شهر رمضان الكريم عند المصريين بظهور وجوه جديدة في أغلب المسلسلات الدرامية التي ينتجها التلفزيون المصري منذ عقود، لكنه ارتبط مؤخرا بتغير كبير على «أرضية سياسية»، حيث شهدت مصر رئيساً جديداً يتولى منصبه عادة قبل شهر رمضان بأيام قليلة، منذ أربعة أعوام، وتحديدا في 2010.
ورغم ان الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك استمر في الحكم نحو 30 عاما، قبل أن تطيح به ثورة 25 يناير 2011، فإنه ومنذ رحيله عن الحكم باتت مصر تغير رئيسا مع حلول شهر رمضان كل عام.بعد رحيل مبارك، وفي رمضان 2011، كان المجلس العسكري، بقيادة المشير حسين طنطاوي، هو تقريبا الرئيس الفعلي للبلاد، إلا أنه ترك المهمة، بعد انتخابات 2012 للرئيس المعزول محمد مرسي، الذي استمر نحو عام واحد، ليأتي بعده الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور، قبيل شهر رمضان 2013 بعدة أيام، ليحل رمضان 2014 تحت قيادة الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، الذي تم تنصيبه مطلع يونيو الجاري، وقبيل رمضان بنحو ثلاثة أسابيع.وأكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة حسن نافعة أن تعدد الرؤساء واختلاف الحكومات يحمل وجهين، أحدهما نافع والآخر ضار، معتبرا ان الجانب السيئ هو اختلاط السياسات وتباين الرؤى، بما يضر بالمواطن ويفقده الثقة في دور السلطة.وأضاف نافعة: «الجيد هو أن هذه الفترة المليئة بالأحداث يمكن أن تساعدنا على فهم العديد من الظواهر في مرحلة ما بعد الحاكم الأوحد، وتعمل على تطوير النظم السياسية والاستفادة من تجارب سابقيهم».وقال أستاذ الاجتماع السياسي سعيد صادق إن «التغييرات السريعة منذ ثورة 25 يناير 2011 أخرجت مصر من حالة الركود السياسي، التي لازمت البلاد طوال العقود الماضية»، متابعا: «وجود رؤساء سابقين حاليا يدل على دخول مصر مرحلة التحول الديمقراطي».واعتبر أستاذ العلوم السياسية أحمد عبدربه ان المتابع لقواعد اللعبة السياسية في مصر منذ «رمضان حسني مبارك» يجد تغييرات طفيفة في الحكومات المتعاقبة، ارتبطت عادة بحسابات للعوامل الإقليمية والقوى الدولية.
دوليات
«رمضان جانا» برئيس جديد للمرة الرابعة
30-06-2014