البابا يدعو الكوريتين لتحقيق سلام دائم

نشر في 14-08-2014 | 14:24
آخر تحديث 14-08-2014 | 14:24
No Image Caption
وجه البابا فرنسيس لدى وصوله اليوم إلى سيول نداء إلى الكوريتين دعاهما فيه إلى تجاوز "الاتهامات المتبادلة" عبر الحوار والكف عن "نشر القوات"، وذلك بعد ساعات على اطلاق صواريخ كورية شمالية.

وأمام الرئيسة بارك غوين-هيي ومسؤولي البلاد، أشاد البابا الذي تجنب بحذر الدخول في متاهات نزاع اقليمي معقد، بـ "الجهود المبذولة من أجل المصالحة والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية"، وقد شجّع هذه الجهود معتبراً أنها "الطريق الوحيد نحو سلامٌ دائم".

وتجنب البابا الذي تحدث بالانجليزية للمرة الأولى في مناسبة رسمية تسمية النظام الشيوعي في كوريا الشمالية، محاذراً بصفته زعيماً دينياً صب الزيت على النار، وإن كانت تلميحات إلى مظالم واضطهادات ونشر قوات مسلحة، تعني بيونغ يانغ أولاً.

وقال أن "الدبلوماسية بصفتها فن الممكن تقوم على التمسك بالاعتقاد الحازم بأنه يمكن بلوغ السلام عبر الإصغاء الهادىء والحوار، بدلاً من تبادل توجيه الاتهامات والانتقادات العقيمة ونشر القوات".

وتعبر هذه الفكرة عن رؤيته العامة لطريقة حل النزاعات التي أعرب في الطائرة عن قلقه العميق في شأنها.

وذكرت الرئيسة بارك غوين-هيو التي استقبلته في البيت الأزرق، مقر إقامتها الرسمي، بأن "أكثر من 70 ألف عائلة ما زالت منقسمة" منذ تقسيم شبه الجزيرة أواخر الحرب (1950-1953).

وقالت "نريد توحيد" شبه الجزيرة، مشيرة إلى أن "على كوريا الشمالية التخلي عن برنامجها النووي"، وتؤكد بيونغ يانغ أن البرنامج مخصص لأهداف مدنية لكن سيول وواشنطن تشتبهان في أن النظام يريد حيازة صواريخ بالستية مزودة بعبوات نووية.

وأشار البابا إلى إسم "بلاد الصباح الهادىء" الذي يُطلق على كوريا، ليشيد بـ "إرث صاغته سنوات من العنف والاضطهادات والحرب".

وقال البابا بتأثر "على رغم المحن، دائماً ما كانت حرارة النهار وعتمة الليل، تسفران عن ولادة الصباح الهادىء، أي الأمل الراسخ في العدالة والسلام والوحدة"، ودعا إلى "تجاوز" المظالم "بالصفح والتسامح والتعاون".

وسيمضي البابا فرنسيس وهو أول بابا يزور آسيا منذ زيارة يوحنا بولس الثاني في 1999، خمسة أيام في كوريا الجنوبية للتشجيع على التبشير ببشارة الانجيل في القارة الآسيوية والدعوة إلى المصالحة بين الكوريتين.

ولدى نزوله من الطائرة في مطار اينشون في سيول، كانت كوريا الشمالية تطلق في البحر ثلاثة صواريخ قصيرة المدى، على أن تُطلق اثنين آخرين بعد الظهر.

وكانت بيونغ يانغ طالبت الخميس كوريا الجنوبية بالتخلي عن مناورات عسكرية سنوية مع الولايات المتحدة، من المقرر أن تبدأ الاثنين وقد تدفع بالبلدين إلى "شفير الحرب".

وقال متحدث بإسم وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أن "من غير الملائم إطلاق هذا النوع من الصواريخ يوم وصول البابا الذي جاء ليبارك جميع سكان شبه الجزيرة الكورية سواء كانوا يعيشون في الجنوب أو الشمال".

وسيترأس "قداساً من أجل السلام والمصالحة" في شبه الجزيرة الكورية في كاتدرائية ميونغ دونغ في سيول في 18 اغسطس في اليوم الخامس والأخير من زيارته إلى كوريا الجنوبية.

وتشهد الكاثوليكية المقموعة في الشمال ازدهاراً في كوريا الجنوبية التي تعد من "نمور" آسيا وتسجل نسبة نمو مرتفعة، وقد زارها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في 1989، وكانت كوريا الجنوبية دعت الكاثوليك في كوريا الشمالية لكن بيونغ يانغ رفضت السماح لهم بتلبية الدعوة، وتقول الأمم المتحدة أن المسيحيين الكوريين الشماليين يتعرضون للاضطهاد.

ووجه البابا الذي يرسل دائماً رسائل إلى سلطات الدول التي تحلق طائرته فوقها "تمنياته" إلى الرئيس الصيني شي جينبينغ "ومواطنيه بالسلام والرخاء".

وكانت بكين منعت طائرة يوحنا بولس الثاني من التحليق فوق أراضيها خلال الزيارة التي قام بها إلى كوريا الجنوبية قبل 25 عاماً.

ونقلت وكالة الأنباء الكاثوليكية ايجانيوز عن مصادر أن حوالي عشرة من رجال الدين الصينيين موجودين في كوريا الجنوبية بمناسبة يوم الشباب الكاثوليكي، أنذروا من قبل الحكومة الصينية بأنهم سيواجهون مشاكل عند عودتهم إذا حضروا زيارة البابا فرنسيس.

back to top