المخرج سمير سيف: المهرجان القومي للسينما المصرية عرسٌ سينمائيٌ فني

نشر في 15-11-2013 | 00:02
آخر تحديث 15-11-2013 | 00:02
No Image Caption
أخذ على عاتقه إقامة «المهرجان القومي للسينما المصرية» هذا العام (18 نوفمبر- 26 منه) رغم توقفه لسنتين متتاليتين، متحدياً الصعاب ومؤمناً بدوره كمخرج سينمائي وبدور تلك المهرجانات في تطوير الفن السابع.
إنه المخرج السينمائي سمير سيف الذي يتحدث إلى «الجريدة» عن تفاصيل المهرجان.
هل  ثمة تغييرات في الترتيبات النهائية المعلنة للمهرجان؟

لا تغيير في الخارطة المعلنة سواء المسابقات أو أسماء المكرمين.

من أبرز المكرّمين؟

 الفنانة إلهام شاهين والمصور السينمائي طارق التلمساني والمخرج سعيد مرزوق والناقد السينمائي علي أبو شادي، وقد ذللت وزارة الثقافة العقبات والصعاب التي واجهتنا لتنعقد الدورة الحالية في موعدها المحدد.

هل لتكريم إلهام شاهين علاقة بما تعرضت له خلال حكم «الإخوان» لمصر؟

إلهام شاهين فنانة قديرة، لها أعمال جيدة وأدوار خالدة، وتستحق منا تحية إعزاز وتكريم عن أعمالها السينمائية، ولا ننسى شجاعتها في مواجهة المتطرفين سواء بأعمالها أو بآرائها السياسية التي باحت بها من دون خوف.

لماذا الاستقرار على هذا التوقيت بعدما تأجل حوالى سنتين؟

جاء التأجيل بسبب الجدل الذي شهدته أروقة وزارة الثقافة وعدم الاستقرار فترات طويلة، لاسيما اعتصام المثقفين الذي مهّد للإطاحة بنظام «الإخوان»، وهذه الحال كانت سائدة في البلد كله. أما اختيار هذا التوقيت فيعود إلى رغبتنا بملء الفراغ الفني الناتج من عدم إقامة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي كان ينعقد في نوفمبر، لكنه ألغي هذا العام.

ماذا عن لجان التحكيم في المهرجان؟

شكلنا لجنة تحكيم تضمّ تسعة اختصاصيين في الفن لاختيار أفضل الأفلام من بين الأعمال المتقدمة للمسابقة، ولجنة أخرى تضم سبعة اختصاصيين لاختيار الأفضل من الأفلام القصيرة والتسجيلية والرسوم المتحركة.

والأفلام المتنافسة؟

تبلغ قيمة جوائز المهرجان هذا العام 572 ألف جنيه، ويتنافس عليها 20 فيلماً روائياً طويلا، 22 فيلماً تسجيلياً (أكثر من 15 دقيقة)، 14 فيلماً تسجيلياً (أقل من 15 دقيقة)، 19 فيلماً من الرسوم المتحركة، باﻹضاﻓﺔ إلى أﻓﻼم روائية قصيرة ﻣن إنتاج 2010 و2011 بسبب تأجيل المهرجان في تلك السنتين، وكي لا تضيع فرصة هذه الأعمال في المنافسة.

 وفي العام المقبل سيتم اختيار أفلام عامي 2012، 2013 وعندما نصل إلى 2015 نكون قد وضعنا الأمور في نصابها الطبيعي، وأعطينا كل ذي حق حقه ولم نضيع فرصة المنافسة على أحد.

ماذا يمثل لك «المهرجان القومي للسينما»؟

هو كرنفال وطني فني لمصر، وقد حزنت في السنتين اللتين لم يُقم فيها المهرجان، وأشعر بالفخر حالياً لتولي مسؤوليته.

لماذا قبلت تولي هذا المنصب؟

 مع أنني لم أسع في حياتي إلى تولي مناصب رسمية، لكن عندما عُرض عليَّ تولي المهمة لم أتردد لحظة، لشعوري بأن هذا المهرجان هو عرس فني سينمائي مصري، لذا على الجميع المشاركة في هذه الفاعليات التي تدفع إلى تنمية صناعة السينما المصرية وتطويرها، وهي جزء أصيل من عملية التنمية الثقافية الشاملة.

ما الدور المنوط بمثل هذه المهرجانات السينمائية؟

تبتكر حواراً هادفاً بين صانعي السينما والجمهور المصري المحب للفنون بطبيعته، فعقب عرض الأفلام تعقد ندوات يشارك فيها صانعو الأعمال، ما يثري المناخ الفني لدى الجمهور العادي.

هل ثمة ترتيبات جديدة ستشهدها الدورة السابعة عشرة؟

 للمرة الأولى منذ إنشاء المسابقة ستخصص جائزة للصوت، ولن تقتصر اﻟﻌروض السينمائية على القاهرة، بل تشمل مدينة الإسكندرية حيث ستعرض الأعمال المشاركة ﻓﻲ قصر الإبداع،  ليستطيع المواطن العادي مشاهدة الأفلام المشاركة في الفاعليات ويعرف أن ثمة حدثاً سينمائياً وطنياً يقام.

لا سينما تاريخية قوية لدينا تعكس تاريخ البلد وبطولات الجيش المصري، لماذا؟

الأعمال المنتجة في هذا الصدد ليست بالشكل المرجو، وعددها قليل جداً مقارنة بأهمية الحدث، فنحن نفتقد العمل الشامل الذي نشعر من خلاله أننا وثقنا ضربتنا القوية لإسرائيل، وكلما مرت السنوات كلما كانت كلفة هذا العمل أعلى وأكبر.

ما سبب ارتفاع الكلفة؟

تغيرت الملابس التي يرتديها الجنود والضباط وتطورت الأسلحة، ما يتطلب من جهة الإنتاج إعادة تصنيع كل هذه العناصر القديمة التي مر عليها الزمن، وهذا الأمر يكلف مجهوداً وأموالاً لا طاقة للمنتجين عليها، لذا على الدولة أن تتدخل لدعم هذا العمل.

هل صحيح أن هذه الأعمال لا جمهور لها لذا يرفض المنتجون خوض غمارها؟

للأفلام التاريخية وضع خاص في العالم كله، لا سيما الحربية منها، لذا يحبها الجمهور ويتابعها بشغف، والدليل أن ثمة أفلاماً عالمية تاريخية حققت أرقام مبيعات قياسية في شباك التذاكر وحصدت جوائز كبرى.

ما الشرط لنجاح هذه الأعمال؟

الإنتاج الضخم والسخي، وهذا صعب على ما أعتقد في الوقت الحالي.

هل سيكون للأفلام الروائية القصيرة دور أكبر ومشاهدون أكثر في الفترة المقبلة؟

تستحق الأفلام الروائية القصيرة أن تأخذ فرصتها على أكمل وجه، فصانعوها شباب وهم أمل الفن السابع المصري، لكنهم يعانون تجاهلاً شديداً، للأسف.

برأيك كيف يمكن مساعدتهم؟

 نحتاج مبادرات من الدولة والمنتجين وأصحاب القنوات الفضائية لترويج مثل هذه الأعمال، فعلى سبيل المثال لو عرضت القنوات الفضائية هذه الأفلام في بعض أوقاتها خير لها من أن تعيد الفيلم أو المسلسل مرتين وثلاث.

هل تراجع دور السينما المصرية على المستوى السياسي؟

الفن السابع المصري أحد أهم عناصر ريادة مصر، وكان الفنانون المصريون سفراء فوق العادة في الدول العربية والأجنبية، والدليل اللهجة المصرية التي يفهمها العرب بسبب أفلام الأبيض والأسود،  وحب الشعوب العربية للفنانين المصريين، ما يؤكد لنا أهميّة الفن المصري الذي يعتبر القوة الناعمة التي لو استخدمناها بشكل جيد، ستتغيّر حالنا وهو ما نحتاج إليه راهناً.

 

back to top