أعلنت القوات السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد أمس سيطرتها على بلدة قارة الواقعة في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال العاصمة السورية، حسبما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا). ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله إن «جيشنا الباسل يحكم السيطرة الكاملة على بلدة قارة بريف دمشق بعد القضاء على آخر التجمعات الإرهابية فيها (...) وتدمير أدوات إجرامها».

Ad

وتعرضت مدينة قارة التي يتحصن فيها عدد كبير من مقاتلي المعارضة منذ صباح الاحد الماضي لقصف بالطيران الحربي، وسط محاولات من قوات النظام لاقتحامها، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. ومنذ الجمعة، شهدت المعارك بين القوات النظامية مدعومة من حزب الله ومقاتلي المعارضة وبينهم جهاديون، تصعيدا في منطقة القلمون، لا سيما على طريق حمص - دمشق القريبة من قارة.

إلى ذلك، قتل أربعة أشخاص وجرح آخرون اثر سقوط قذائف صاروخية على مبنى محافظة حلب ثاني المدن السورية، حسبما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا). ونقلت الوكالة عن مصدر في قيادة شرطة حلب قولها إن «اربعة مواطنين استشهدوا واصيب عشرة آخرون جراء اعتداء ارهابي بقذيفتين صاروخيتين على القصر البلدي في مدينة حلب». وتنفذ قوات النظام هجمات متتالية منذ ثلاثة اسابيع على معاقل للمجموعات المسلحة المعارضة تمكنت خلالها من استعادة بعض المناطق والمواقع الاستراتيجية لا سيما شرق مدينة حلب.

وفي دمشق، افاد مصدر في قيادة الشرطة لـ«سانا» بأن «قذيفة هاون سقطت بالقرب من مشفى الهلال الاحمر في شارع بغداد ما أسفر عن اصابة ستة مواطنين بجروح نقلوا على اثرها الى المشفى لتلقي العلاج». واشار الى ان «أضرارا مادية لحقت بست سيارات»، كما سقطت قذيفة اخرى في منطقة العباسيين «أسفرت عن اصابة ثلاثة مواطنين بجروح وإلحاق اضرار مادية بعدد من المحال التجارية والسيارات». وتتصاعد منذ ايام عمليات اطلاق قذائف الهاون على العاصمة، التي تتهم السلطات «ارهابيين» بتنفيذها، معتبرة ذلك «مؤشرا الى الافلاس الذي يعاني منه الارهابيون بعد الانتصارات التي حققها الجيش ميدانيا».

 

موسكو 

 

الى ذلك، كثفت موسكو اتصالاتها السياسية والدبلوماسية تحضيراً لانعقاد مؤتمر «جنيف 2»، وبدا ان روسيا هي الراعية الوحيدة لهذا المؤتمر وسط انكفاء أميركي غير مسبوق في منطقة الشرق الأوسط. وفي حين أجرى وفد نظامي برئاسة نائب وزير الخارجية فيصل المقداد مشاورات مع المسؤولين الروس، وبالتزامن مع زيارة نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الى موسكو، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس انه اتفق مع نظيره الأميركي جون كيري باللقاء قريبا لبحث الأزمة السورية، مشيراً الى أن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيبحث مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الوزراء التركي رجب الطيب أردوغان كيفية تسوية الأزمة السورية». ورحب وزير الخارجية الروسي بموافقة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية على تلبية الدعوة لزيارة موسكو، ووصف هذه الخطوة بأنها ايجابية.

 

طهران وفورد 

 

وفي موسكو، قال عبدالليهان أمس إن بلاده ترى أنه يمكن عقد «جنيف 2» قريباً، زاعماً أن فصائل المعارضة السورية لم تلتزم بعد بالمؤتمر بشكل كامل. وقال المسؤول الإيراني إنه أجرى محادثات «مهمة ومفيدة للغاية» مع نظيره الروسي ميخائيل بوغدانوف والوفد السوري بقيادة المقداد.

وبعد موقف ملتبس من قبل وزير الخارجية الأميركي جون كيري بشأن مشاركة طهران في المؤتمر، أكد السفير الأميركي لدى سورية روبرت فورد المسؤول عن الملف السوري في الخارجية الأميركية أن بلاده ترفض بشكل قاطع مشاركة إيران في مؤتمر جنيف 2، معتبراً أن طهران وحزب الله يشاركان في القتال على الأرض. 

(دمشق، موسكو - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)