وافقت إسرائيل ليل الجمعة- السبت على هدنة إنسانية من جانب واحد في قطاع غزة مدة 12 ساعة دخلت حيز التنفيذ صباح أمس، وبينما تمكن الفلسطينيون من انتشال المزيد من الجثث من الأحياء والمنازل المدمرة، استضافت فرنسا اجتماعا لوزراء خارجية عدة دول، لبلورة شروط وقف دائم لإطلاق النار في القطاع.

Ad

توقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صباح أمس مدة 12 ساعة، بعد موافقة تل أبيب على هدنة إنسانية من جانب واحد، لكن عدد القتلى لم يتوقف عن الارتفاع بعد تمكن طواقم طبية من انتشال المزيد من الجثث من وسط الحطام والركام، الذي عم المناطق المنكوبة داخل القطاع.

وارتفع عدد القتلى منذ بد الهجوم الإسرائيلي الذي دخل أمس يومه التاسع عشر إلى 955 فلسطينيا معظمهم من المدنيين، بعد انتشال 85 جثة أمس من بينهم 17 من حي الشجاعية شرق غزة، و35 قتلوا في غارات قبل بدء الهدنة، كما ارتفع عدد الجرحى إلى 5300.

ودخل الاتفاق حيز التنفيذ عند الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي بعدما أعلنت "حماس" فجر أمس موافقتها عليه، ثم إعلان الجيش الإسرائيلي أنه سيلتزم بهذه الهدنة.

وأكد الجيش الإسرائيلي الذي قتل من أفراده 37 عسكرياً منذ بدء الهجوم البري قبل أسبوع، أن قبول الهدنة لا يعني السماح للغزيين من سكان المناطق، التي كان أمر بإخلائها تمهيداً لمهاجمتها، بأن يعودوا إليها.

إلى ذلك، أشارت يونيسيف إلى مقتل 212 طفلا في العملية الإسرائيلية، بينما أشارت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إلى لجوء 160 ألف فلسطيني إلى مقارها.

ومن الجانب الإسرائيلي قتل 37 جنديا في المعارك في غزة ومحيطها إلى جانب مدنيين اثنين بالصواريخ الفلسطينية. وقتل عامل تايلندي في قذيفة هاون منذ بدء عملية "الجرف الصامد" الإسرائيلية في الثامن من يوليو الجاري.

قتيل تاسع

 من جهة ثانية، استمرت المواجهات العنيفة في الضفة الغربية بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، وقتل شاب فلسطيني تاسع من جراء إصابته بعيار ناري في الظهر أطلقته قوات إسرائيلية خلال مواجهات اندلعت في جنين شمال الضفة، كما أصيب 10 بإصابات متفاوتة.

وهذا هو تاسع فلسطيني يقتل برصاص الجيش الإسرائيلي منذ فجر الجمعة الماضية خلال مواجهات غير مسبوقة منذ سنوات في كل من رام الله والخليل ونابلس وجنين، احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

تشاؤم

من جهة أخرى، يأتي وقف إطلاق النار في أجواء من التشاؤم، إذ ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة كانت رفضت قبل ذلك "بالإجماع" المشروع الذي عرضه وزير الخارجية الأميركي جون كيري لوقف دائم لإطلاق النار.

ونقلت الإذاعتان الإسرائيليتان العامة والعسكرية عن مسؤولين قولهم إن بنود الهدنة التي قدمها كيري تميل إلى مصلحة "حماس".

اجتماع باريس

في غضون ذلك، استمرت جهود الأسرة الدولية من أجل التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، حيث عقد اجتماع في العاصمة الفرنسية باريس بحضور وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا وايطاليا وقطر وتركيا والاتحاد الأوروبي إلى جانب وزير الخارجية الأميركي، لبحث بلورة شروط وقف شامل ودائم لإطلاق النار.

وكان كيري اعتبر مساء أمس أنه مازالت ثمة خلافات بشأن صياغة هدنة غزة ودعا إلى هدنة إنسانية مدة سبعة أيام خلال عطلة عيد الفطر التي تبدأ الأسبوع المقبل، لكنه أشار إلى أن "الإطار الأساسي" لوقف دائم لإطلاق النار حدد وتحدث عن نقاط مرتبطة "بمصطلحات" يجب تسويتها.

وقال كيري في مؤتمر صحافي في القاهرة "إننا نعمل نحو فترة قصيرة من السلام مدتها سبعة أيام. سبعة أيام من وقف إطلاق النار الإنساني بمناسبة عيد الفطر، من أجل أن يجتمع الناس معا لمحاولة العمل للتوصل إلى وقف إطلاق نار مستمر أكثر رسوخا على المدى البعيد".

وأيد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية المصري سامح شكري اللذان كانا يقفان بجوار كيري الدعوة لوقفة في القتال خلال عطلة العيد.

على صعيد آخر، رفعت تركيا حظراً على الرحلات الجوية إلى مطار بن غوريون الإسرائيلي حتى إشعار آخر، بعدما تم الاتفاق على الهدنة الإنسانية بين الاسرائيليين والفلسطينيين.