"غني يا سمسمية لرصاص البندقية، ولكل إيد قوية حاضنه زنودها المدافع".

Ad

في الوقت الذي كان أعضاء فرقة "السمسمية" الغنائية يرددون أغنية الفرقة الشهيرة، انهمك العمّال المشاركون في عمليات حفر مشروع قناة السويس الثانية، أمس الأول في مباشرة مهامهم في رفع الرمال وتسوية الأرض، في أماكن مختلفة بطول 35 كيلومتراً بنظام الحفر الجاف.

وبدا لافتاً اختيار أغاني السمسمية الوطنية المرتبطة بالقناة والمقاومة والمحفوظة في التراث الشعبي لمحافظات القناة الثلاث: "بورسعيد والإسماعيلية والسويس"، حيث تم تأليفها إبان العدوان الثلاثي على مصر في أعقاب قرار تأميم قناة السويس عام 1956.

في المعدية رقم 6 التي تنقل الأفراد ووسائل المواصلات من محافظة الإسماعيلية عبوراً إلى سيناء، اصطف عشرات المواطنين الذين زاروا المشروع بصحبة أطفالهم، بينما كان سائق المعدية محمود عبدالرحمن يستعد لإرساء الناقلة على الشاطئ والذي قال إن "معدل حركة المعدية ارتفع عقب البدء في حفر المشروع الجديد، بشكل ملحوظ".

منهمكاً في إدارة عجلة القيادة الخاصة بسيارته "اللوري" انطلق سيد فتح الله، الشاب العشريني الذي ينتمي إلى مدينة "القصاصين" التابعة لمحافظة الإسماعيلية، ينقل كمية من الرمال الناجمة عن الحفر إلى مسافة تبعد نحو كيلومترين بعيداً عن المجرى المخطط للقناة.

فتح الله، قال إنه يعمل بالسيارة التي تمتلكها عائلته لدى أحد المقاولين الكبار الذين تعاقد معهم الجيش لتنفيذ المشروع، مشيراً إلى أن العمل يبدأ في السادسة صباحاً، ويستمر 12 ساعة تتخللها ساعتان راحة، موضحاً أن الكثير من أصحاب سيارات النقل الكبيرة يشاركون في المشروع.

ووسط تصاعد الأتربة، عبر العميد حسن العفيفي، بالإدارة الهندسية للقوات المسلحة عن تفاؤله لبدء عمليات الحفر بطول 35 كيلومتراً، وإنجاز العمل خلال عام واحد، لافتاً إلى أن الأجهزة المعنية بالإشراف على عمليات الحفر قررت استمرار العمل على مدار اليوم.

ولفت العفيفي، إلى أن الموافقة على تصميم المشروع الحالي، سبقتها دراسة مقترحات أخرى، وكان من بين أسباب رفض بعضها عدم إمكانية التدخل لإنقاذ السفن حال تعطيلها، بينما يتلافى المشروع الحالي ذلك العيب.