الرئيس الشعبي!
يا سمو الرئيس، المواطنون تعبوا من الأداء الحكومي السيئ، ويريدون أن يفرحوا ولو بإنجاز بسيط على يدكم، يا سمو الرئيس، الكويتيون يحبون أسرة الحكم ويجلون أشخاصها منذ زمن بعيد، لكن رصيد المحبة هذا، وأصدقك القول، بدأ يتناقص يوما بعد يوم بسبب الإحباط واليأس من أداء حكوماتكم المتعاقبة.
![حمد نايف العنزي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461947116815412800/1461947124000/1280x960.jpg)
والحق أن أحداً من المتحولين في مواقفهم لا يلام، وقد حذرنا من قبل أن حكومة الشيخ جابر المبارك، عند بداية توليه للرئاسة، ستكون الفرصة الأخيرة لأسرة الحكم لتثبت أن المعارضة على خطأ في مطالباتها بالرئاسة الشعبية، فإذا بحكوماته المتتالية عبر أدائها السلحفائي الذي يكلف الخزينة العامة مليارات الدنانير دون ذرة من بركة، تثبت أن ما كانوا يطالبون به مستحق وضروري. والناس في الحقيقة صبرها بدأ ينفد، وهي لا تطالب سمو الرئيس وفريقه بالكثير، فكل ما يريدونه طرق خالية من الزحام والاختناقات المرورية طوال الوقت، وأسرة في المستشفيات تحتويهم حين يمرضون، ومقاعد دراسية لأبنائهم في الجامعات، ومنشآت رياضية تشغل أبناءهم بالصالح والنافع بدل "الفرفرة" بالطرق والمجمعات التجارية، ومصادر بديلة للدخل غير النفط تطمئنهم إلى مستقبلهم الزاهر، وقبل هذا وذاك مساكن تؤويهم وترحمهم من لهيب الإيجارات التي تستنزف معظم رواتبهم، فهل هذا كثيرعلى حكومة "طفحت" خزينتها بالفوائض المالية طوال السنوات العشر الماضية؟!يا سمو الرئيس، المواطنون تعبوا من الأداء الحكومي السيئ، ويريدون أن يفرحوا ولو بإنجاز بسيط على يدكم، يا سمو الرئيس، الكويتيون يحبون أسرة الحكم ويجلون أشخاصها منذ زمن بعيد، لكن رصيد المحبة هذا، وأصدقك القول، بدأ يتناقص يوما بعد يوم بسبب الإحباط واليأس من أداء حكوماتكم المتعاقبة.وأخشى أن يأتي يوم، ربما يكون قريبا، تصبح فيه القناعة الشعبية عارمة وتامة بوجود رئيس للوزراء من خارج أسرة الحكم، وهي خطوة لا يعلم إلا الله مدى انعكاسها السلبي على وطننا واستقراره، فمن أجلكم، ومن أجلنا، ومن أجل الكويت، اعملوا شيئا يسر خاطرنا ويسعد نفوسنا، ويجعل الصغير والكبير يرغب في استمراركم في إدارة شؤون البلد... إلى الأبد!