عبرت تويوتا عن شكوك عميقة عندما كشفت عن سياراتها الفاخرة من طراز لكزس في الثمانينيات من القرن الماضي. وفي أواخر التسعينيات كانت صناعة السيارات تشكك في سيارة بريوس الهجينة العاملة بالغاز والكهرباء. المبادرتان حققتا نجاحاً هائلاً.

Ad

تتمثل مبادرة تويوتا هذه المرة في انتاج أول سيارة تجارية تعمل بخلية وقود هيدروجينية، وتقول الشركة اليابانية لصنع السيارات انها سوف تبدأ بعرضها للبيع في الأسواق في السنة المقبلة.

وقد عرضت تويوتا نموذجاً أولياً أطلقت عليه اسم "اف سي في" في معرض السيارات الدولي في أميركا الشمالية في مدينة ديترويت الأسبوع الماضي وفي معرض الكترونيات المستهلكين في لاس فيغاس في وقت سابق من شهر يناير. ويأمل كثيرون في أن تفكر الشركة في اسم أكثر جاذبية بحلول وقت طرح هذه السيارة الجديدة.

سوف تكون الكمية الأولى من هذا الانتاج صغيرة (أقل من 10000) وتبلغ تكلفة السيارة الواحدة ما بين 50 ألف دولار و100 ألف دولار ومن المقرر أن يبدأ بيعها في الغالب في ولاية كاليفورنيا حيث تقول تويوتا إن سلسلة صغيرة من محطات تعبئة الهيدروجين سوف تكون كافية لتلبية الطلب على الوقود.

خلية وقود الهيدروجين

ولكن تويوتا تقول أيضاً إن امكانية هذه التقنية ضخمة حقاً لأن الهيدروجين، الذي لا يتكون بصورة طبيعية، يمكن استخلاصه من وقود حفري مثل الميثان. وفي غضون ذلك فإن خلايا الوقود نظيفة وتولد طاقة الكهرباء وتقتصر انبعاثاتها على بخار الماء والحرارة. وبشكل أساسي تعتبر خلية وقود الهيدروجين مثل نوع آخر من البطاريات.

وكان مؤسس سيارات تسلا التي تعمل بالبطارية ايلون مسك أشار في مقابلة في شهر مايو الماضي الى التقنية الجديدة على أنها "خلايا حمقاء" وفكرة "غبية". ويذكرنا السيد مسك بالرئيس التنفيذي لشركة جنرال موتورز الذي تقاعد بوب لوتز والذي ظل يعتبر بصورة منتظمة فكرة السيارة الهجينة التي تعمل بالغاز والكهرباء "غبية" الى أن أصبح داعية.

ويذكر أن تويوتا عبرت عن شكوك عميقة عندما كشفت عن سياراتها الفاخرة من طراز لكزس في الثمانينيات من القرن الماضي. وفي أواخر تسعينيات القرن الماضي كانت صناعة السيارات تشكك في سيارة بريوس الهجينة العاملة بالغاز والكهرباء. المبادرتان حققتا نجاحاً هائلاً.

عقبات رئيسية

من الوجهة الكيميائية تتكون خلية الوقود من غشاء بوليمر الكتروليتي يمر من خلاله الهيدروجين والأوكسجين، ثم يتم نزع الالكترونات من الهيدروجين لتتحول الى تيار كهربائي وتتحد جزيئات الهيدروجين بعدئذ مع الأوكسجين لتشكل بخار الماء.

العلماء والمهندسون كانوا يعلمون منذ وقت طويل كيفية صنع خلايا وقود وأظهروا ذلك في برامج الفضاء والمركبات التجريبية. وتمثلت العقبات الرئيسية ازاء تسويقها بشكل تجاري في حجمها وتعقيداتها وتكلفتها العالية. وكانت شركات متعددة لصنع السيارات ومنها جنرال موتورز وفورد وديملر اضافة الى معظم شركات السيارات الاخرى تعمل من أجل تطوير خلايا وقود صغيرة ومتينة ومحتملة التكلفة، كما عمدت عدة شركات تصنيع الى التشارك في هذه العملية بغية خفض تكلفة البحث.

ويتعين حفظ الهيدروجين تحت الضغط وهو قابل للانفجار اذا تعرض لنار. وبغية اظهار قيامها بتطوير حوض تخزين معقول لسيارة "اف سي في" عمدت تويوتا الى اطلاق النار عليه من دون أن ينفجر.

البنية التحتية

العقبة الاخرى التي تواجه الاستخدام العملي لخلايا الوقود (التي تقول تويوتا إنها تمكنت من حلها) هي درجة الحرارة المتدنية التي تسبب تجمد بخار الماء وبذلك تمنع تدفق الهيدروجين.

ولكن التعقيدات الرئيسية تمثلت في البنية التحتية. هل ستكون سيارة تويوتا الجديدة على درجة كافية من اثارة اهتمام والسعر المحتمل دفعه بالنسبة الى المستهلكين بحيث تجذب الابتكار من حيث الانتاج والتوزيع؟ تعلم شركات الطاقة كيفية تحويل الميثان الى هيدروجين بكميات صناعية، وقد تضيف محطات الوقود مضخات هيدروجين اذا توافر ما يكفي من الطلب عليه.   

* (سي إن إن موني)