طارق لطفي: اخترت أصعب دور في «عد تنازلي»

نشر في 13-05-2014 | 00:02
آخر تحديث 13-05-2014 | 00:02
قدم أعمالا مع كبار النجوم والمخرجين، وحفر اسمه كأحد أهم الفنانين في الدراما التلفزيونية، معروف بأدائه المتميز لمختلف الشخصيات التي جسدها، ومصداقيته لدى المشاهد، سواء في الأدوار الشريرة أو الطيبة.
يشارك الممثل طارق لطفي في سباق رمضان بمسلسلين: «أبو هيبة في جبل الحلال»، و{عد تنازلي». عن دوره في كل منهما، وكيفية جمعه بينهما وكواليسهما كان اللقاء التالي معه.
كيف جاء ترشيحك للمشاركة في {أبو هيبة في جبل الحلال}؟

اتصل بي صديقي المخرج عادل أديب وطلب أن اجتمع معه ومع المؤلف ناصر عبد الرحمن للتحدث حول مسلسل جديد، وعندما التقينا عرض عليّ دوراً أراه {مجنوناً} من نواحي الشكل والتصرفات والمضمون، وهذا بالذات ما حمّسني على الموافقة عليه. فالقصة والشخصيات مكتوبة بطريقة جديدة، وأعتقد أنه عمل مميز من النواحي الفنية.

أخبرنا عن دورك.

أؤدي دور غجري كان فقيراً معدماً وفجأة أصبح غنياً، فيبحث عمّا يؤذي الناس ويتاجر بالممنوعات، وهو الشخص الوحيد المتسق مع ذاته في المسلسل.

كيف تقيّم العمل مع محمود عبد العزيز؟

ألتقي به للمرة الأولى، سواء في عمل فني أو في الحياة عموماً، أحببته منذ اللحظة الأولى التي تعرفت فيها إليه عن قرب. سافرنا معاً إلى بولندا وفقاً لظروف التصوير، وهناك نشأت بيننا صداقة جميلة، فهو واضح وصريح ويتعامل مع الدنيا ببساطة، فضلاً عن أنه يهتم بالمحيطين به في موقع التصوير. أتمنى أن تكون لديَّ روحه وأكرر العمل معه.

 

والتعاون الأول مع صديقك المخرج عادل أديب؟

كلانا محترفان، ونعرف تماماً مهمتنا في موقع التصوير، ثم من شأن الصداقة أن تُقرب بين الممثل والمخرج. المسألة قائمة على مبدأ {هات وخذ} وليست تحديداً صارماً للأدوار بل احترام لها، لذا أستمع إلى كلمته وأناقش في حدود وجهة نظري.

هل تأثر العمل بوفاة والدة أديب؟

أديب مخرج واعٍ ويعرف أن لديه مسؤوليات يجب أن يلتزم بها، لكن سيتوقف التصوير لأيام بسبب هذا الظرف الإنساني. في الحقيقة، كانت أماً وزوجة رائعة، تعرفت إليها منذ سنوات حينما شاركت أديب في مشروع تخرجه، ورافقته إلى المستشفى يوم وفاتها وبقيت معه حتى الخامسة والنصف من صباح اليوم التالي.

إلى أين وصلت في تصوير دورك؟

انتهيت من تصوير 70% منه. ينتهي تصوير المسلسل بعد 30 يوماً تقريباً على أن نلحق بالعرض الرمضاني، من دون الحاجة إلى التصوير خلال الشهر الكريم.

ماذا عن {عد تنازلي}؟

بعد قراءتي حلقاته الثلاث الأولى وافقت على المشاركة فيه، لأنه يشكل إيقاعاً جديداً في الدراما، وبخبرتي وإحساسي أتوقع أن يكون أحد أقوى الأعمال المقرر عرضها في رمضان.

كيف جاءت مشاركتك فيه؟

في البداية عُرض عليّ أداء الدور الذي يؤديه راهناً عمرو يوسف، لكنني اخترت الأصعب. لا يعني ذلك أن دور عمرو سهل، بل هو صعب عليه تحديداً، فكيف يمكن لشاب وسيم مثله تجسيد شخصية إرهابي؟ غالباً يتم اختيار ممثلين أصحاب صفات خارجية معينة لهذا الدور، وبالتالي سيشكل تحدياً له.

ما دورك فيه إذاً؟

أجسد شخصية صعبة للغاية، تتمحور حول ضابط شرطة يعيش تاريخاً طويلاً من الهموم والأحزان والانكسارات. يأخذ إجازة طويلة بفعل أحداث مرتبطة بمهنته وبإصابات نفسية وجسدية تعرض لها، لكنه يعود إلى العمل بسبب إحدى القضايا المهمة والمؤلمة بالنسبة إليه.

ما الجديد في هذه الشخصية؟

الجانب الإنساني. يغلب الحزم عادة على شخصية الضابط في المسلسلات والأفلام، مع غض النظر عن إظهار أحاسيسه. أما دوري فيجمع بين الشدة والمعاناة، لذا يرهقني في تفاصيله، ويتعبني داخلياً وخارجياً في آن.

كيف تقيّمها؟

كتبها المؤلف تامر إبراهيم بطريقة متميزة، لذا تعلقت بها، وقد انتهيت من تصوير 50% من مشاهدي. أؤكد أن متابعة مشهدين منها فقط كفيلة بأن يتوقف المشاهد أمام العمل،

كيف ترى البطولة الجماعية في {عد تنازلي}؟

البطولة الجماعية موجودة في الأعمال الفنية كافة، والمشاركون في المسلسل كلهم أبطال. مثلاً {الكومبارس}، لو جاء أداء أحدهم باهتاً في مشهد ما سيؤثر على مصداقية العمل كله. كذلك يكتسب كل من مؤلف الموسيقى التصويرية، مدير التصوير ومهندس الديكور أهمية بالغة في المسلسل. الفن لعبة جماعية أبطالها والمشاركون فيها هم فريق العمل بأسره، أمام الكاميرا أو خلفها.

المسلسل من إنتاج الممثل أحمد حلمي، كيف تقيّم تجربة الممثل المنتج؟

أعتقد أنها إحدى أنجح التجارب، لأن الممثل ينتج من وجهة نظر فنية، ولا يبخل بأي أموال ما دامت تصبّ في صالح العمل، كذلك لا يهتم بتحقيق مكسب في الدرجة الأولى. والدليل تجارب الفنانين السابقة في مجال الإنتاج، مثل صلاح ذو الفقار الذي أنتج {شيء من الخوف} لمحمود مرسي وشادية، وكلاهما قدما فيه دوراً مهماً، وكلف الفيلم موازنة ضخمة.

ما الذي جعلك تقبل العمل في مسلسلين؟

أواظب منذ حوالى أربع سنوات على تقديم عمل واحد في السنة، لذا رفضت المشاركة في ستة أعمال. لكن قبولي بالمشاركة في مسلسلين هذا العام جاء بسبب اختلاف الدورين من نواحٍ عدة، أبرزها درجة الصوت وردود الفعل، ففي {أبو هيبة في جبل الحلال} تعتمد الشخصية حركات الجسد الخارجية، بينما الضابط في {عد تنازلي} أكثر سكوناً، ونتعرف إلى مواقفه من الإحساس الموجود في تعابير عينيه المرهقتين دائماً.

هل تطلب ذلك مجهوداً إضافياً منك؟

بالطبع، لكن ساعدني على إنجاز الدورين من دون تداخلهما لأنني لا أصورهما في التوقيت نفسه. قد يحدث أن ارتبط بإحدى الشخصيتين لأيام ثم أتوقف، وأعود إلى الشخصية الأخرى. وفي كل مرة أدرس تفاصيل الشخصيتين قبل التصوير.

أي العملين تتوقع أن يُحدث صدىً واسعاً؟

كلاهما. سيحظى {أبو هيبة في جبل الحلال} بنسبة متابعة مرتفعة من جمهور محمود عبد العزيز، وأراهن أن يخطف {عد تنازلي} المشاهد من الحلقة الأولى بسبب القصة والإخراج والموسيقى، إلى جانب المباراة التمثيلية الرائعة بين الأبطال. ولعل تنافس القنوات الأكثر مشاهدة على شرائهما دليل على ذلك، إذ تابعت أجزاء سريعة منهما وتوقعت نجاحهما.

ماذا عن {عجائب القصص في القرآن}؟

أشارك فيه للعام الثاني بصوتي، وهو مسلسل كرتوني مكون من 30 حلقة. تدور القصة هذا العام حول ثلاثة أشخاص أغلق عليهم الكهف، وبعد فترة تتحرك بهم الصخرة بإرادة الله بعدما زادت حسناتهم. العمل يربي في النفوس فكرة أنه كلما زادت حسناتك يسر الله أمورك، ونجاك من المصائب.

ما الذي دفعك إلى قبوله؟

رغبتي في تعليم أطفالنا الفكر السليم من خلال القصص الدينية، وفي خدمة ديني والأجيال المقبلة، لا سيما أن الدين في مدارسنا يقدّم بلغة صعبة على الأطفال.

ماذا عن السينما؟

ابتعدت عنها منذ سنوات، لأن الأعمال المطروحة لا تناسبني، لا ينفي ذلك كونها عظيمة وفقاً لمعايير كثيرة، حتى إنني أتلقى سنوياً ما لا يقل عن ثلاثة عروض.

back to top