ثلاث روائيات يستعرضن تجربتهن في السرد

نشر في 30-11-2013 | 00:02
آخر تحديث 30-11-2013 | 00:02
No Image Caption
ضمن النشاط المصاحب لمعرض الكتاب

ضمن النشاط المصاحب لمعرض الكويت للكتاب، قرأت كل من الروائيات بثينة العيسى وجنى الحسن وبشاير محمد مقاطع من أعمالها في السرد.
تنوعت الأساليب في أمسية «سرد من الرواية»، التي نظمها معرض الكويت للكتاب، في نسخته الـ38 بأرض المعارض بمشرف، فجاءت محملة بالصور الشعرية الممزوجة بالتكثيف في اللغة. وانتقت الروائيات بثينة العيسى وجنى فواز الحسن وبشاير محمد مشاهد سردية من أحدث إصداراتهن.

أدارت الجلسة الكاتبة فاطمة يوسف العلي مقدمة لمحة ذاتية عن المشاركات في الأمسية الأدبية، ثم أشارت الروائية الكويتية بثينة العيسى إلى أنها ستعيد ترتيب فصول روايتها «كبرت ونسيت أن أنسى» في قراءتها، معتقدة أن هذا الشكل الجديد يبدو أكثر ملاءمة في هذه الأمسية، ومن أجواء قراءتها: «مرآتي، يا مرآتي. من أشنع سيدة في البلاد كلها؟ أنتِ يا آكلة التفاح، أنتِ.. يا دودة الكتب السيئة. أنتِ... لم أستيقظ... لقد تم قذفي في اليقظة... المرآة من أمامي والرعب في مسامي... من أنا؟».

وعقب ذلك، قالت الروائية بثينة العيسى إن شغفها بالكتابة بدأ منذ الصغر، فدونت مذكراتها في الثامنة من عمرها في عام 1990،، فراقت لها فكرة التدوين ورأت فيها فقاعة تعصمها من العالم، ثم بدأت بتجربة أجناس أدبية أخرى متدرجة إلى عالم الرواية.

اكتشاف الذات

بدورها، قرأت الروائية اللبنانية جنى فواز الحسن مقطعا سرديا من روايتها «أنا، هي والأخريات»، متتبعة حكاية فتاة اسمها «سحر» تحاول اكتشاف ذاتها عبر أحداث مشوقة، ونقتطف مما قرأت النص التالي: «لطالما وقفت على مسافة من حياتي وتركتها تحدث. لعبت دور المتفرج فيها، انفصلت، بشكل أو بآخر، عن الواقع، كأنه لا يعنيني، وكأن هذه الأنا التي تعيش فعلا: تقابلها «أنا» أخرى تراقب الأحداث وتسجلها. كنت في  حالة انتظار دائمة لذاتي التي كانت تهرب مني إلى البعيد، ثم تعود وتبدأ بسرد أحداث خيالية».

ترفض الروائية اللبنانية جنى فواز الحسن انحياز المرأة إلى بنات جنسها في كتابتها الإبداعية، مشددة على أنها تترجم همها في الرواية، معتبرة أن النساء جزء من المنظومة الاجتماعية التي يجب ألا تخضع للتقسيم.

الصدق والخرافة

أما الروائية السعودية بشاير محمد فقرأت من رواية تحت الطبع تستعرض صراع الصدق والشعوذة ضمن مجتمعات يسيطر عليها الجهل والخرافة، ومن أجواء الرواية: «فيوم يأخذونها إلى المدافن لتستحم هناك... فحسب عرف أهل القرية أن من تستحم هناك ترزق بالولد، ومرة أخرى تمشي خلف النساء الأرامل اللواتي أتممن فترة الحداد عندما تخرج الواحدة منهن للمرة الأولى خارج المنزل بعد نهاية عدتها، فتحمل في يدها حسب تقاليد قريتهم سبع بيضات وسبع خبزات وكلما مشت بعض الخطوات رمت للنساء اللواتي خلفها خبزة واحدة وبيضة».

وأوضحت الروائية بشاير محمد أنها لا تحبذ التصنيف في الكتابة الإبداعية، لافتة إلى أن معشر البشر جلهم يشتركون في الهم الإنساني بغض النظر عن جنسهم، مبينة أن شهرزاد حينما بدأت البوح كان ذلك استجابة لشهوة الأنثى في الحكي وليس الثرثرة لأن السرد يعالج قضية ويوصل فكرة.

مكونات السرد

ثم فتح باب النقاش، وأثار الحضور مجموعة استفسارات تتعلق بمكونات السرد والمشهد الروائي الأنثوي عربياً، وبدوره، امتدح الأديب إسماعيل الفهد تجربة الروائية بشاير محمد، مشددا على أن مضمون قراءتها تميز بالتكثيف الممزوج بلغة شعرية تتغلغل إلى أعماق المرأة.

من جانبها، امتدحت الأديبة ليلى العثمان تجربة بثينة العيسى مؤكدة أنها تخطت حواجز كثيرة في عالم السرد، وبشأن تجربة الكاتبة بشاير محمد، أوضحت العثمان أنها تتابع المشهد الثقافي في السعودية وأن ثمة أصواتاً حققت قفزات كبيرة في الأدب، بينما هناك أسماء تكتب بحثاً عن الإثارة، وتساءلت عن سبب تحول الشعراء إلى الكتابة الروائية.

back to top