يشارك لاعبا كرة القدم المصريان عماد متعب ومحمد أبو تريكة في فيلم {اطلعولي بره}، والذي سيأخذ قالباً كوميديّاً ويتطرّق إلى بعض قصص كرة القدم، وسيشارك في بطولته كل من ماجد الكدواني وكريم محمود عبد العزيز، وهو من تأليف هشام ماجد وأحمد فهمي.

Ad

ولنجوم الكرة المصريين تاريخ طويل من المشاركات الفنية، لعل أبرزهم في هذا المجال الراحل صالح سليم الذي أدى بطولة أكثر من فيلم، وحارس مرمى {الأهلي} والمنتخب المصري إكرامي في فترة الثمانينيات، إضافة إلى جمال عبد الحميد الذي قام ببطولة مسرحية في فترة التسعينيات عقب اعتزاله، ناهيك بلاعب الأهلي شريف عبدالمنعم وتامر بجاتو وهشام حنفي وعلي ماهر، ومجموعة اللاعبين الذين شاركوا في بطولة فيلم {الزمهلوية} منذ حوالى سبع سنوات وظهر فيه عصام الحضري وعمرو زكي ومحمد شوقي وحسام غالي وشيكابالا. ورغم هذه التجارب كافة، فإن غالبية مشاركات نجوم الكرة المصرية في السينما باءت بالفشل. ولكن ماذا عن التجربة الجديدة، كيف ينظر إليها السينمائيون؟

قدَّم الكابتن عادل هيكل (حارس مرمى {الأهلي} ومنتخب مصر الأسبق في فترة الخمسينيات) فيلمي {إشاعة حب} مع هند رستم ويوسف وهبي وعمر الشريف و}مذكرات تلميذة} مع نادية لطفي وحسن يوسف، يؤكد في هذا المجال أن من الصعب على لاعب الكرة أو الرياضي أن يكون نجماً سينمائياً، مشيراً إلى أنه من الممكن أن يؤدي دور لاعب كرة في أحد الأعمال أو أن يكون ممثلاً عابراً، ضارباً المثل بالكابتن صالح سليم الذي نجح في فيلمه الأول {الشموع السوداء} مع نجاة الصغيرة وفشل في الثاني {الباب المفتوح}. كذلك يوضح أن نجوم الكرة يعتمدون في المقام الأول على نجوميتهم الكروية لا موهبتهم التمثيلية، عندما يعملون في الفن أو الإعلام.

يتابع هيكل: {يحتاج التمثيل إلى موهبة مختلفة ومقومات أخرى، فاللاعب لا يمكنه أن يمتهن مهنة أخرى، خصوصاً إذا كانت تحتاج إلى موهبة}. ويوضح أن فيلمه الأول نجح بسبب وجود عمالقة الفن في ذلك الوقت، سواء يوسف وهبي أو سعاد حسني أو هند رستم، وليس بسبب موهبته الشخصية، خاتماً كلامه بأنه شاهد إحدى حلقات برنامج محمد بركات ولم يقتنع به كمقدم برامج.

عرض وطلب

يؤكد المنتج محمد السبكي بدوره أن مشاركة لاعبي الكرة في الأعمال السينمائية تأتي تحت بند العرض والطلب، فالجمهور سيحرص على مشاهدة نجمه المفضل في مكانه الجديد، مشيراً إلى أن ثمة لاعبين يملكون الموهبة التمثيلية وخصوصاً الكوميدية، من بينهم على سبيل المثال اللاعب المعتزل محمد بركات، لا سيما أنه كان يقدِّم أحد برامج المقالب وكانت تتضح عليه الموهبة التمثيلية.

يقول السبكي إن التجربة وحدها هي التي ستثبت موهبة محمد بركات التمثيلية من عدمها، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الجميع يشهد لهذا اللاعب بقدرته الفائقة على التقليد، إذ يقلِّد زملاءه وبعض الفنانين الكبار. ويدافع السبكي عن وجهة نظره بأن دور المنتجين والقيمين على الإنتاج الفني في مصر البحث عن المواهب الجديدة أياً كان عملها، لا سيما أن السوق المصري كبير ويحتاج إلى مزيد من المواهب.

بوجهة نظر مختلفة تتحدث الناقدة الفنية خيرية البشلاوي قائلة: {لن أحكم على مشروع الفيلم راهناً، خصوصاً أننا لم نعلم شيئاً عنه، مع الوضع في الاعتبار أن السبكي يملك مهارة خاصة في عمل {طبخة} و{توليفة} فنية، ورغم أنها سيئة فب بعض النواحي فإنها تكون جاذبة للجمهور، علماً أن يشارك بوضع لمساته على الأعمال التي ينتجها ولا يترك فريق العمل يعمل وحده}.

توضح البشلاوي أنه رغم التجارب الفاشلة التي شاهدناها لنجوم كرة القدم في السينما والدراما على مدار السنوات الماضية، فإن السبكي ربما يقدم عملاً مختلفاً يبيِّن فيه أن من الممكن خلط الفن بالرياضة ويحقق به مكاسب مادية وفنية كثيرة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن السينما عمل جماعي وقد يتواجد في الفيلم أبطال مساعدون يساهمون في نجاح العمل، ضاربة المثل بمحمد رمضان الذي صنع منه السبكي نجماً، بالإضافة إلى رحاب الجمل وحورية وفرغلي وصافيناز التي حفظ الجمهور اسمها رغم أنه لم يكن يعلم عنها شيئاً قبل عملها مع السبكي.

وتختتم البشلاوي كلامها مشيرة إلى أن الاستعانة بنجوم الرياضة، تحديداً كرة القدم، ليس أمراً جديداً على الوسط الفني المصري أو العالمي، خصوصاً أن لهؤلاء الأشخاص معجبين مثلهم مثل نجوم السينما ويلجأ إليهم المنتجون لتحقيق مكاسب مادية، لا سيما أننا مجتمع يعشق كرة القدم ويتشوق لسماع أخبارها ومشاهدة نجومها.

استغلال

الناقد الفني محمد صلاح الدين يقول: {فكرة مشاركة لاعبي الكرة في السينما المصرية يأتي من قبيل مسايرة المنتجين لعشاق كرة القدم، فالجميع يريد أن يأخذ نصيبه من كعكة تذاكر جماهير كرة القدم الذين يقدر عددهم بالملايين، وهذا الأمر لا يقتصر على منتجي السينما بل يسعى إلى ذلك أصحاب القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية، فالجميع يعرف أن مجرد ظهور اللاعب على أي وسيط فني أو إعلامي تتبعه فوراً متابعة الجمهور للوسيلة التي ظهر فيها}.

ويتابع: {بعض نجوم الكرة الذين شاركوا في بطولات تلفزيونية وسينمائية سابقة لم يحققوا النجاح المطلوب منهم، خصوصاً أنهم لا يملكون الموهبة الكافية لأداء مثل هذه الأعمال. لكن استفاد منتجوهم من شباك التذاكر الذي عبر عن جماهيريتهم في الشارع المصري، خصوصاً أن الجمهور شغوف برؤية نجمه الكروي المفضل داخل الشاشة السينمائية}.

ويوضح صلاح الدين أن الراحل العظيم صالح سليم هو اللاعب الوحيد الذي أثبت موهبة فنية تمثيلية رهيبة في فيلمه {الشموع السوداء} مع المطربة نجاة الصغيرة وفشل في فيلمه الثاني {الباب المفتوح} أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، ما جعله يستسلم للأمر ويعود مجدداً إلى الرياضة ويبتعد عن الوسط الفني بالكامل.