سورية: تبادل اتهامات بشأن خرق «هدنة حمص»

نشر في 09-02-2014 | 00:01
آخر تحديث 09-02-2014 | 00:01
No Image Caption
النظام يتوقع مزيداً من التأخير في تسليم «الكيماوي»... ويدعو إلى عدم «تسييس» الملف

تبادل النظام والمعارضة في سورية أمس الاتهامات بشأن الطرف الذي خرق الهدنة الإنسانية التي تم التوصل إليها في حمص، في حين سادت ردود فعل متضاربة بين المعارضين والموالين حول هذا الاتفاق.
تبادلت السلطات السورية وناشطون معارضون أمس الاتهام بخرق الهدنة التي أعلنت في الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في حمص القديمة، وذلك بعد اجلاء عشرات الاشخاص الذين كانوا محاصرين منذ اكثر من 600 يوم في ظروف مروعة.

وبحسب الاتفاق الذي أبرمه نظام الرئيس بشار الأسد مع الأمم المتحدة فقد كان مقررا إجلاء المدنيين الذين يرغبون في مغادرة أحياء حمص المحاصرة والسماح للأمم المتحدة بإدخال المساعدات للراغبين في البقاء هناك. وبحسب مصادر يتضمن الاتفاق وقفا لاطلاق النار ينتهي اليوم الأحد وافقت عليه المعارضة.

ردود فعل متضاربة

جاء ذلك، في حين تضاربت ردود الأفعال الشعبية على قرار الهدنة. وعبر العديد من الناشطين السوريين المعارضين عن خيبة أملهم وحزنهم لمشاهد خروج المسنين من حمص، معتبرين ان ما جرى مقدمة لتغيير ديمغرافي في حمص التي تعرضت اصلا لعمليات تهجير واسعة من قبل نظام الرئيس بشار الأسد بعد الدور المحوري الذي لعبته في بداية الثورة على النظام. في المقابل، تظاهر عدد من الموالين للنظام في احياء حمص التي يوجدون فيها، معبرين عن رفضهم لمساعدة القاطنين في أحياء المعارضة.

وتعد حمص، وهي ثالث كبرى المدن السورية، "عاصمة الثورة" ضد نظام الأسد، ويقول ناشطون إن نحو ثلاثة آلاف شخص مازالوا يوجدون في احيائها المحاصرة منذ يونيو 2012، علماً أن النظام تمكن من القضاء على البؤر الكبيرة للمعارضة في حمص التي تعرضت لأكبر نسبة من الدمار منذ بداية النزاع في 11 مارس 2011.

وقال محافظ حمص طلال البرازي أمس إن "المجموعات الأرهابية المسلحة قامت بخرق الهدنة في مدينة حمص القديمة عبر اطلاق قذائف هاون على مبنى قيادة الشرطة في منطقة الساعة القديمة". وأشار الى أنه "تم توجيه القادة الميدانيين بالتحلى بأعلى درجات ضبط النفس لانجاز عملية اخراج المدنيين المحتجزين من قبل المجموعات المسلحة في حمص القديمة".

واتهم ناشطون، من جهتهم، النظام السوري بتعطيل عملية إدخال المساعدات الغذائية وإخراج المدنيين المحاصرين من المدينة القديمة. وتحدث الناشط يزن الحمصي من حمص القديمة في بريد إلكتروني عن "استهداف المنطقة المحاصرة وبالتحديد المناطق القريبة من مكان دخول قوافل المساعدات (منطقة السوق والحميدية داخل الأحياء المحاصرة) بعدد من قذائف الهاون مصدرها الأحياء الموالية، في خرق للهدنة القائمة من الساعة السادسة صباحا (4،00 تغ) الى الساعة السادسة مساء (16،00 تغ)".

وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن "سماع دوي خمسة انفجارات عند الساعة الثامنة والنصف (6،30 تغ) من صباح اليوم (السبت) في أحياء حمص المحاصرة". واشار المرصد الى ان نشطاء في هذه الاحياء اتهموا "القوات النظامية بإطلاق قذائف هاون على المنطقة" التي من المفترض ان تدخلها اليوم المساعدات الانسانية.

ويأتي ذلك بعد خروج عشرات المدنيين من هذه الاحياء المحاصرة منذ اكثر من عام ونصف عام اثر اتفاق يقضي بإجلاء المدنيين وتوزيع المواد الغذائية والمعدات الطبية أُعلن الخميس الماضي بين الامم المتحدة والحكومة السورية ومسلحي المعارضة بعد اشهر من المفاوضات.

 وقال ناشطون معارضون ان الاتفاق يتضمن اتفاقا غير معلن لوقف اطلاق النار مدته اربعة ايام. وأشارت المنظمة الدولية الى ان الاتفاق "سيسمح بتقديم مساعدة حيوية لحوالي 2500 مدني" في حمص القديمة.

على صعيد آخر، طالب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا أمس بأن يمثل فاروق الشرع نائب الرئيس السوري النظام في الجولة الثانية من مؤتمر "جنيف 2" التي تنطلق غداً، قائلاً إن الوفد الممثل للحكومة حاليا "بلا مصداقية".

وقال في تصريحات عقب اجتماع الجربا مع وزير الخارجية المصري نبيل فهمي في القاهرة: "النظام السوري يكذب، إذ إنه عقب انتهاء مؤتمر جنيف 2 قال إنه لن يعود مرة أخرى، وأمس (الجمعة) أكد بعض أركانه أن النظام سيعود إلى جنيف، ونحن نطالب بشخصية لها صلاحيات كنائب رئيس الجمهورية".

وعبر الجربا عن ترحيب الائتلاف بـ"انضمام أطراف أخرى من المعارضة السورية إلى محادثات جنيف2، وإن لم يكن اليوم فغدا... فطالما يعارضون النظام فهم مرحب بهم".

يذكر ان فهمي التقى أمس ايضا وفدا من هيئة التنسيق لقوى التغيير الديمقراطي التي يعتبرها البعض جزءا مما يسمى "معارضة الداخل". وكانت "الهيئة" رفضت أن تتمثل في "جنيف 2" بوفد الائتلاف.

«البراميل»

في غضون ذلك، تجاهل النظام السوري جميع الإدانات الدولية لاستخدامه البراميل المتفجرة خلال غارات طيرانه على المدن السورية. وشن الطيران الحربي السوري أمس غارات بالبراميل المتفجرة على حلب وبخاصة حي مساكن هنانو مما أسفر عن مقتل 30 شخصاً على الأقل. كما شنت مروحيات النظام غارات بالبراميل على كفرزيتا ومورك وصوران في ريف حماة.

الأمن الداخلي الأميركي

في سياق منفصل، صرح وزير الأمن الداخلي الاميركي جيه جونسون أمس الأول أن "سورية باتت مسألة أمن داخلي للولايات المتحدة"، وذلك بعد عودته من زيارة لأوروبا تصدر النزاع السوري خلالها المحادثات.

«الكيماوي»

وطالب النظام السوري أمس بـ"عدم تسييس" ملف تدمير ترسانته الكيماوي، داعياً الى"أخذ الظروف الأمنية الصعبة والمعقدة التي تمر بها البلاد بعين الاعتبار"، ومديناً "الحملة الظالمة" التي تتهمه بالتلكؤ.

جاء ذلك، في رسالة لوزارة الخارجية وجهتها الى الأمم المتحدة ومجلس الأمن طالبت فيها أيضاً المجتمع الدولي بـ"تحمل مسؤولياته في تقديم المساعدة التي تمكن سورية من تجاوز التحديات الجدية التي نتوقع أن تسهم في التأخير في عملية نقل هذه المواد".

(دمشق، القاهرة ـــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي، كونا)

back to top