هيغل يحذر من عواقب «الانكفاء الأميركي»
«الاهتمام بـالداخل فقط فخ قاتل مثل الغطرسة»
وسط تعالي الانتقادات داخل الولايات المتحدة وخارجها للسياسات الخارجية التي تعتمدها إدارة الرئيس باراك أوباما، وتصاعد الحديث بشكل واسع عن انكفاء أميركي عن الساحة الدولية، دق وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أمس ناقوس الخطر، محذراً من عواقب انسحاب الولايات المتحدة من المشهد العالمي.وقال هيغل في كلمة ألقاها أمام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "يجب على الولايات المتحدة الاعتماد على كل أدوات القوة وليس القدرة العسكرية فقط في سعيها لقيادة العالم في المستقبل، ورغم أنها استنزفت مادياً ومالياً بعد عشرات السنين من الحروب".وأشار وزير الدفاع الأميركي، في خطابه الذي نشره موقع "البنتاغون"، الى أنه "رغم أن أميركيين كثيرين وبينهم قادة منتخبون أصبحوا أكثر تشككاً في التدخل في الشؤون الدولية، فإن الولايات المتحدة ستخطئ إذا انسحبت من المشهد العالمي"، معتبراً أن "النظر الى الداخل (الاهتمام بالشؤون الأميركية الداخلية) فخ قاتل تماماً مثل الغطرسة ويجب علينا أن نتجنب الأمرين في سعينا لتحقيق سياسة خارجية ناجحة في القرن الحادي والعشرين". وشدد هيغل على أنه "لا توجد دولة أخرى تملك الإرادة والقوة والمقدرة وشبكة التحالفات لقيادة المجتمع الدولي، لكن حفاظنا على قيادتنا لن يعتمد على مدى حجم قوتنا فحسب ولكن على تقدير حدودها والتوزيع الحكيم لنفوذنا".واعتبر الوزير هيغل أن نجاح بلاده "لا يعتمد في النهاية على أداة واحدة للقوة بل عليها جميعاً، ولا يعتمد على كيفية الحفاظ على كل أدوات قوتنا جيدا وتمويلها فقط بل على كيفية تحقيق التوازن والتكامل بينها على نحو جيد".وقال هيغل إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يحاول نقل الولايات المتحدة خارج "حالة الحرب الدائمة" التي كانت تخضع فيها "الأولويات والسياسات والعلاقات حول العالم" لسطوة الرد على هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.وتأتي تصريحات هيغل بينما تواجه الولايات المتحدة غضباً شديداً من حلفائها بسبب التردد الكبير في اتخاذ القرارات الحاسمة خصوصاً في الشرق الأوسط، وبسبب التسريبات المتواصلة حول التجسس على الأوروبيين، فيما تعمل على إنهاء الحرب المستمرة منذ 12 عاما في أفغانستان وتجاهد للوفاء بالمطالب بخفض ما يقرب من تريليون دولار في ميزانيتها على مدار السنوات العشر المقبلة.(واشنطن ــــــــ رويترز)