المؤلف والمخرج نادر سيف الدين: «الملحد» يدعو إلى الإسلام
يطرح المؤلف والمخرج نادر سيف الدين تجربته السينمائية {الملحد} بعد سلسلة من التأجيلات استمرت أسابيع عدة لأسباب متباينة من بينها قضية الفيلم الجريئة.
في لقائه مع {الجريدة} يتحدث نادر عن الفيلم وأسباب تأجيله، بالإضافة إلى الظروف التي مر بها خلال التصوير.
في لقائه مع {الجريدة} يتحدث نادر عن الفيلم وأسباب تأجيله، بالإضافة إلى الظروف التي مر بها خلال التصوير.
لماذا تأجل عرض فيلم {الملحد} أكثر من مرة؟
جاء تأجيل الفيلم لأسباب ليس لفريق العمل دخل بها، فرغم إجازة الرقابة {الملحد} للعرض خلال شهر نوفمبر الماضي فإن التصريح النهائي لم نحصل عليه سوى أخيراً، بالإضافة إلى ظروف متعلقة بالشركة {العربية} التي توزِّع الفيلم والتي طلبت تأجيل عرضه بسبب وجود أفلام متعددة في السوق وعدم توافر صالات يمكن عرض الفيلم فيها، لذا أجل العرض أسبوعين.لكن الرقابة تحفظت على الفيلم أخيراً؟حدثت مشكلة لم نكن نتوقعها، فبعد موافقة الرقابة على الفيلم كسيناريو ومشاهدتها النسخة النهائية أبدت اعتراضها على كلمة فقط في أحد المشاهد وكنا قد انتهينا من طباعة النسخ، فاضطررنا إلى حذف المشهد بالكامل من الأحداث نظراً إلى أنه ليس من المنطقي أن يتم كتم الصوت خلال مشاهدته. هكذا أجريت تعديلاً على النسخ كافة، علماً بأن الرقابة لم تعترض على الكلمة عندما شاهدت النسخة الأولية بعد انتهاء التصوير.هل واجهت مشكلة في موافقة الرقابة على الفيلم؟إطلاقاً، فربما يكون الاسم قد سبب للبعض نوعاً من القلق، لكن بعد قراءة السيناريو أعجبت الرقابة به وتحمست له، وبقيت على موقفها هذا بعد الانتهاء من التصوير، إذا لا يتضمن الفيلم ما يثير المشاكل ويطرح قضية الإلحاد التي انتشرت في المجتمع المصري بشكل عاقل.لكن الرقابة أجازت الفيلم للعرض تحت لافتة {للكبار فقط}.وضعت هذه العبارة نظراً إلى الحوار الموجود في الفيلم والذي يصعب على الأطفال فهمه، إضافة إلى تعقيداته وتوغله بدرجة كبيرة في الدين والإلحاد، وهو أمر كان معروف بالنسبة إلي قبل أن أتقدم بالسيناريو إلى الرقابة. لن يفهم الفيلم سوى الكبار، وتصنيفه للمرحلة العمرية فوق الـ18 عاماً وضع طبيعي لمضمونه. وإن لم تكن الرقابة طلبت عرضه للكبار فقط لطلبت منهم ذلك لتأكدي أن الصغار لن يفهموا الحوار.كيف وجدت الهجوم الذي تعرض له الفيلم؟لم يكن الهجوم مبرراً على الإطلاق، خصوصاً أن من هاجموا الفيلم لم يشاهدوه وفوجئت بتخوف بعض دور العرض من طرحه بسبب اسمه، فهو أمر غير متعارف عليه سينمائياً، بالإضافة إلى أن الجمهور عندما يشاهد الفيلم سيتأكد أنه لا يحوي أي إساءة إلى الأديان أو تحريضاً للشباب على الإلحاد كما تم الترويج.لماذا استغرقت وقتاً طويلاً في التصوير؟ كان وقت التصوير مرتبطاً بالظروف الإنتاجية وهي السبب في التأخير، إلى جانب بعض الظروف السياسية التي مرت بها مصر وتوقف التصوير خلالها. لكن السيناريو والحوار انتهيت من كتابتهما قبل فترة طويلة.كيف تعاملت خلال كتابة السيناريو والمعالجة الدرامية للأحداث؟كان لديَّ رقيب داخلي في التعامل مع أحداث الفيلم، خصوصاً أن القضية التي يتطرق إليها شائكة للغاية، لذا بحثت في الموضوع بعمق واستغرق ذلك وقتاً طويلاً مني، وعدلت كثيراً في مرحلة الكتابة، خصوصاً بعدما ساعدني اثنان من مشايخ الأزهر في الرد بالحجج والبراهين الدينية على ادعاءات الإلحاد، الأمر الذي كان له الدور الكبير في زيادة الجانب التربوي في الفيلم.هل حرصت على نفي الاتهامات التي قد تطاولك بعد عرض الفيلم؟يدعو الفيلم إلى الإسلام لا الإلحاد وهذه هي الفكرة الأساسية التي كنت أناقشها مع نفسي خلال الكتابة، وكنت أشعر بالخوف من أنها ربما تصل بطريقة معاكسة إلى الجمهور بعد مشاهدة الفيلم، لذا كان الأمر بالنسبة إلي حساساً للغاية، لا سيما أنني لن أقبل بأن يروج فيلمي للإلحاد. ولكن تفسيرات علماء الأزهر لكثير من الردود ساعدتني على تجاوز هذه النقطة وزيادة جرأة الحوار عما كنت أنوي القيام به لاعتمادي على وجود رد من أصول الدين لكل مبرر للإلحاد يُقال على الشاشة.حدثنا عن قصة {الملحد}؟تدور الأحداث من خلال شخصية رجل دين معروف على المستوى الإعلامي عبر لقاءاته التلفزيونية، وهو يقسو على نجله بدرجة كبيرة تجعله يتجه إلى الإلحاد والابتعاد عن اتجاه والده من خلال أصدقائه. ويُعرف الموضوع صحافياً بعد متابعة أحد الصحافيين أخبار نجل الشيخ الشهير ونشرها، ما يضعه في موقف حرج.لماذا لم ترشح فنانين مشهورين للعمل؟اعتمدت على التوازن بين المواهب الجديدة والوجوه المعروفة، صبري عبد المنعم وياسمين جمال معروفان للجمهور، بالإضافة إلى مجموعة من الشباب منهم أحمد مجدي ومحمد عبد العزيز وجميع فريق العمل بذل مجهوداً كبيراً خلال التصوير، ما ساعد على خروج الفيلم بشكل جيد.هل سيُطرح الفيلم بعدد كبير من النسخ؟سيطرح بـ15 نسخة فقط في دور العرض، نظراً إلى طبيعته المختلفة عن الأعمال السائدة في السوق، وأتمنى أن يحقق رد فعل جيداً كي نتمكن من عرضه بعدد أكبر من النسخ.