ماذا حصل خلف كواليس المفاوضات النووية؟

نشر في 25-11-2013 | 00:01
آخر تحديث 25-11-2013 | 00:01
لافروف فاجأ الجميع ودفع نظراءه إلى اللحاق به ليلاً إلى جنيف
عند الساعة الثانية فجر أمس وفي الطابق العلوي في فندق «إنتركونتينتال» بالعاصمة السويسرية جنيف، كان المفاوضون لا يزالون على بعد أمتار من قاعة استقبال يواصلون مباحثاتهم حول الملف النووي الإيراني، عندما سرت فجأة شائعات تؤكد الوصول إلى اتفاق.

وبعد خمسة أيام من المفاوضات الماراثونية الصعبة ووسط توالي معلومات يجري نفيها بسرعة ثم موجات من التفاؤل والتشاؤم، أعلن أمس الوصول إلى اتفاق تاريخي بين القوى الكبرى وإيران حول البرنامج النووي الإيراني.

كل شيء كان ينبئ بأنها ستكون مفاوضات صعبة يوم الأربعاء. وقد بدأت بالفعل تحت ضغط التصريحات العلنية القوية جداً، وخصوصاً من جانب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي الذي حدد خطوطا حمراء ووجه انتقادات حادة ضد إسرائيل.

 

الدول الكبرى

 

حينها رد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بأنه يتعين على إيران ألا تقوم باستفزازات. ومن جانبه قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنه لا يريد اتفاقا يسمح لإيران بكسب المزيد من الوقت.

لكن بعيدا عن هذه التصريحات ظهرت مواقف عامة وجرت المباحثات في جلسات مغلقة، حيث أكد مفاوض أوروربي أن تبادل المجاملات بين العواصم لا يدخل في المناقشات.

وسواء كانت المعلومات صحيحة أو خاطئة، فكل شيء كان يشير إلى أن مفاوضي إيران والقوى الكبرى يعملون بجدية ودون كلل.

ووصف دبلوماسي غربي اعتاد التعامل مع هذا الملف منذ سنوات «أنها صعبة ولا تنازلات فيها، لكننا دخلنا في عملية تطبيع التفاوض».

 

إيران تشكر كاثي

 

وفي الجانب الإيراني كما بالنسبة لمجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا)، أثنى المفاوضون على السيدة آشتون أو كاثي كما يسميها البعض.

وأشارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون المكلفة التفاوض باسم القوى الكبرى مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إلى وجود إجماع حول الاتفاق.

وأخيرا وجد الإيرانيون، الذين أصيبوا بخيبة خلال الجولة السابقة من المفاوضات وموقف فرنسا،  الثقة المفقودة مع آشتون. وحيا الغربيون مثابرتها ومهارتها بالتنقل بين الإيرانيين وأعضاء مجموعة 5+1 الموحدين في الظاهر، لكنهم غالبا ما كانوا متنافرين حول التفاصيل والشكل.

 

مفاجأة لافروف

 

ووصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى جنيف من دون سابق إنذار يوم الجمعة في حين لم يكن هناك ما يدل على أن وزراء الدول الكبرى سيأتون.

هل كان مدعواً للحضور؟ «السيدة آشتون كانت دائما سعيدة لرؤية السيد لافروف»، يقولها المتحدث باسم الدبلوماسية الأوروبية مايكل مان بلباقة.

هل حضر من اجل إيران أو سورية التي ستكون موضوع اجتماع يوم الاثنين بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة؟

وقالت المتحدثة ماريا زاخاروفا بحزم وصراحة: «جاء بالدرجة الأولى من أجل إيران. لكن ليس لدينا أي جدول أعمال ملموس».

وعما اذا تشاور مع مجموعة 5+1، قال مصدر دبلوماسي في المجموعة إن «لافروف يفعل ما يشاء»، مشيرا إلى انه «ليس هو الذي يتفاوض».

لكن مع ذلك، يبدو أن الوصول المفاجئ للوزير الروسي سرع في وصول الوزراء الآخرين. ومساء الجمعة وبعد 36 ساعة من التردد، أعلن جون كيري وصوله في اليوم التالي إلى جنيف. بعد ساعة ونصف الساعة حذا الوزيران الفرنسي والبريطاني لوران فابيوس ووليام هيغ حذوه. وأثناء الليل أعلن وصول الوزير الألماني غيدو فيسترفيلي ثم الوزير الصيني وانغ يى.

وقال دبلوماسي فرنسي في الليلة الأولى للمفاوضات «إذا جاء الوزراء فإن ذلك من أجل التوقيع»، لكن الأمر استغرق 16 ساعة من المناقشات والاجتماعات الثنائية التي اختتمت بالتوصل إلى اتفاق.

وكان الختام  في فجر الأحد وفي مقر الأمم المتحدة في جنيف، حيث تبادل وزراء خارجية مجموعة الخمسة زائد واحد التهاني مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بحرارة.

وفي الساعة 04.30 صباحا، دخل وزير الخارجية الإيراني قاعة الصحافة وسط تصفيق الصحافيين الإيرانيين.

(جنيف - أ ف ب)

back to top