يبدو أن الأوضاع في لبنان تتجه إلى تصعيد أمني خطير، إذ أعلن رئيس المكتب السياسي في الحزب "العربي الديمقراطي" (حزب للطائفة العلوية مؤيد لنظام الرئيس بشار الأسد ومتحالف مع حزب الله) رفعت علي عيد أمس، الحرب على "فرع المعلومات" التابع لقوى الأمن والمحسوب على "قوى 14 آذار"، مؤكداً، في مؤتمر صحافي عقده في منطقة جبل محسن في طرابلس التي تسكنها غالبية علوية، أن "مَن حلل دمنا، وهو فرع المعلومات وأعوانه، حلال علينا دمه"، وذلك على خلفية استدعاء والده علي عيد للتحقيق معه بتهمة تهريب مطلوبين للعدالة في قضية تفجيرَي طرابلس في أغسطس الماضي اللذين أسفرا عن مقتل 51 شخصاً.
ووجه عيد انتقادات للسعودية وأكد أن "فرع المعلومات عملاء"، مضيفاً: "فشرت عينه لفرع المعلومات أن ننزل لعنده، وعلي عيد لن ينزل إلى فرع المعلومات"، ودعا مدير عام قوى الأمن الداخلي بالوكالة العميد إبراهيم بصبوص إلى زيارته وتناول الغداء في جبل محسن.واستعرض عيد الكثير من التفاصيل بشأن التحقيقات في تفجيري طرابلس، مبيناً أن "مشروع تفجير الوضع في طرابلس بدأ عندما تم القبض على يوسف دياب المتهم بتفجيرات طرابلس، وقد سرب لنا دياب أنهم في فرع المعلومات طلبوا منه الزج باسم علي عيد أو رفعت عيد، وقالوا له إن رفعت عيد سيموت قتلاً، وفي نفس الوقت كان فرع المعلومات يطمئننا إلى أننا لسنا متهمين ولا يوجد أي شبهة حولنا". ودعا عيد قائد الجيش ومدير مخابرات الجيش (المحسوبة على حزب الله) إلى مزيد من التحقيق، زاعماً أن "السعودية خرقت الجيش ببعض الضباط عبر رئيس شعبة المعلومات عماد عثمان".وأكد أن "مظاهرة الحزب العربي إلى طرابلس لم تلغَ بل تم تعليقها"، داعياً أهالي طرابلس إلى المشاركة في مسيرة "كفى دماً"، وتمنى أن "يدخل الجيش اللبناني إلى جبل محسن، وهو ممنوع من ذلك"، مؤكداً أنه "من الممنوع علينا إدخال خبز وطحين وبنزين إلى جبل محسن، ونحن ندخلها عبر التهريب، وقد تم خطف مواطن من جبل محسن وضرب آخر في التبانة".سليمانفي غضون ذلك، أوضح الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس أن "زيارته للسعودية عنوانها لبنان، وأنه لن يتكلم بموضوع الحكومة في الخارج"، مشيرا إلى أنه "سيلتقي رئيس تيار المستقبل سعد الحريري خلال الزيارة"، مؤكداً بذلك معلومات نشرتها "الجريدة" قبل أيام. وعن الانتخابات الرئاسية، أكد سليمان أن "التمديد غير ديمقراطي"، وأنه "لا يرى مانعاً في تسلم عسكري سدة الرئاسة، والعسكري مشهود له أنه الأكثر اعتدالاً وانفتاحاً". صفي الدينفي غضون ذلك، أكد رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" هاشم صفي الدين أن "العصر في لبنان وفي كل المنطقة هو عصر المقاومة، وعصر انتصارات المقاومة، ومستقبل أمتنا ومنطقتنا هو مستقبل ومحور المقاومة".ورأى صفي الدين خلال "مجلس عاشورائي" أن "المقاومة في لبنان قدرٌ وحتمٌ للبنانيين ولا لبنان بلا مقاومة"، معتبراً أنه "حينما تريد أن تحذف المقاومة فهذا يعني أنك تريد أن تحذف استقلال وسيادة لبنان وتاريخه وعنفوانه وكبرياءه، وإننا لن نترك أحداً يمسح هذا التاريخ على الإطلاق". من الجدير ذكره أن "حزب الله" يشير إلى نفسه باسم "المقاومة"، وأحياناً تنسب هذه الصفة إلى المشروع الإيراني في المنطقة.
دوليات
عيد يعلن الحرب: دماء «المعلومات» وأعوانه حلال
10-11-2013