6 باحثين تناولوا «المونودراما بين النص والتجسيد»

نشر في 25-01-2014 | 00:01
آخر تحديث 25-01-2014 | 00:01
أكدوا أهمية الفعل المسرحي ضمن ندوة في مهرجان «الفجيرة»
عقدت الندوة الرئيسية لمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما السادس في قاعة الندوات بفندق مريديان دبا الفجيرة –شاطئ العقة، تحت عنوان "المونودراما بين النص والتجسيد"، تحدث فيها 6 باحثين من جنسيات عربية وأجنبية، بإدارة نجيب الشامسي.

استهل الحديث الأستاذ في جامعة سوسة الناقد التونسي

د. عبدالحليم المسعودي في محور "المونودراما النسوية... نوارة ملح في مسرح يحترق"، بتساؤل لماذا تقبل المرأة العربية بشكل متزايد على ممارسة المسرح من خلال هذا الجنس الأدبي ألا وهو المونودراما؟ الإجابة ببساطة هي "الحب"، مشيراً إلى أن المونودراما تتمتع كجنس مسرحي كتابي وفرجوي بفتنة آسرة لا تقاوم لا نعرف بالذات مردها، لكنها فتنة كأداء تتحدى المتلقي، إذ تطالبه بمزيد من النباهة والتركيز.

أما المخرجة والممثلة الأردنية نجوى قندقجي فقد تناولت محور "ممثل المونودراما ولغة الجسد"، فأكدت أنه لا يمكن التحدث عن الجسد في المونودراما إلا من خلال الاندماج الذي يحققه الممثل مع ذوات أخرى من خلال التشخيص أو التجسيد أو التقمص، وبما أن المسرحية تعني التجسد الحي وتحويل القولي إلى فعل مرئي، فإن الممثل هنا يتصدر عناصر التكيف بل يصبح هو المنتج وحامل المسرح بوصفه جزءاً مهماً من بنية الخطاب الكلي، لكن الممثل ليس منفذاً آلياً في هذه المنظومة، بل هو قارئ له فهمه الخاص وتأويلاته.

بدوره، قال البروفسور الألماني والمخرج د. يوري ألتشايتس في محور "ميلاد وموت نص المونودراما"، إنه في الوقت الذي أصبح فيه المسرح فيه تركيبة من كل الفنون والعناصر المرئية، ركز في آخر دراساته على العلاقة بين الممثل والنص، من هو مؤلف النص؟ من الذي يبث الحياة في النص؟ مشيراً إلى أن الممثل في الوقت الحاضر يحتاج إلى توجه جديد ليعثر على مكانه في علاقته بالنص، وتتميز هذه الحركة المتبادلة والعكسية بين الممثل والنص بوجود عدد من نقاط الالتقاء والتفرق.

وأوضح أن النص يجب أن يكون قوياً، ولكن ليس النص الأدبي بل الذي يتم تمثيله على خشبة المسرح ليجعله ناجحاً.

من جهته، أكد الكاتب والمخرج السعودي فهد الحارثي في محور "المونودراما حديث السيرة والفعل" أن حضور صوت الممثل الواحد وتداعياته التي تندلق منه في مرحلة البوح بكل ما هو شخصي وعام وانفعالاته، وهذه الأمور مجتمعة هي مادة هذا الفن الذي إن كان يقدم الصوت الواحد والجسد الواحد فإنه يستطيع بقدرته على التلون أن يقدم لنا أصواتاً أخرى تسكن هذا الصوت وشخصيات أخرى، لذلك كان هذا الفن أكثر الفنون حاجة إلى الكاتب الحاوي والمخرج الحاوي والممثل الحاوي، وهنا يقوم المخرج بعمل كبير في النص ليحيله إلى عالم آخر.

أما رئيس الرابطة الدولية لنقاد المسرح يون تشول كيم من كوريا الجنوبية، فقد أشار في ورقته البحثية إلى أن المونودراما هو أكثر أنواع فنون المسرح تعقيداً وصعوبة، حيث يقف ممثل واحد في مواجهة الجمهور مدة ساعة أو أكثر، ولذلك لا يمكن إلا لمن يملكون مهارات تمثيل استثنائية اتقان هذا الفن المسرحي، وهذا يتطلب القيام بدور مزدوج يقوم فيه بالسرد والتجسيد.

من جهته، وصف الفنان والمخرج المصري شادي سرور المونودراما بأنها نتاج القول أو سرد القصص، وهو فن له علاقة بوجود الإنسان، وفعل من الأفعال التي يعبر فيها الإنسان عن كوامنه، ولابد من العناية بالنص الذي يشمل مجموعة من الخصائص من بينها: أن موضوعات المونودراما غالباً ما تكون مأساوية، ويكون الزمن فيها ملحمي البعد، ويكون للزمن الحاضر النصيب الأكبر.

وكان آخر المتحدثين المخرج الإماراتي عمر غباش، حيث أكد عبر ورقته أن إشكالية الصراع والفكرة والهدف في النص المسرحي للمونودراما مستوحاة من التجارب المسرحية، التي قدمت على مدى تاريخ الحركة المسرحية بالعالم، مشدداً على ضرورة التعرف على تاريخ مسرح المونودراما أو المسرح الفردي، لاسيما أن العمل المسرحي هو فعل جماعي حينما تطور في العصور المختلفة وبالذات عند اليونانيين القدماء، ولكن إذا عدنا إلى ما قبل هذا التطور نجد أن هناك شواهد كثيرة في الحضارة الإنسانية سواء في الشرق أو في الغرب.

back to top