«هبوا لهم يا أهل الوجيه الفليحة»

نشر في 14-12-2013
آخر تحديث 14-12-2013 | 00:01
 يوسف عوض العازمي لا شك أن الشعر هو ديوان العرب، والشعر إن كان ذا محتوى جزل وإمكانات لفظية عالية فسيكون أفضل بلا شك وأبلغ من أي مقال، ورغم أنه يقال إن من البيان لسحراً، إنما يبقى الشعر وسيلة أفضل لإيصال فكرة أو طرح قضية معينة، فما بالك ومأساة أهلنا وأشقائنا اللاجئين السوريين في الداخل وعلى حدود الدول المجاورة لسورية المنكوبة بنظام دموي قاتل أمام مأساتهم هي هاجس كل ذي ضمير حي؟!

للأمانة كنت قد كتبت مقالاً وجهزته، لكنني سمعت قبل إرساله لـ"لجريدة" أبياتاً للأخ  الشاعر "نايف أبا الدعيات"، وإذا بها تتضمن نفس فكرة المقال الذي كتبته، فقد حصل توارد خواطر بين الأبيات ومقالي.

فالتحليلات السياسية تسقط، وتنكشف وجوه الخيبة العربية، وتتبين أمامنا أقسى معاني الذل والعار، حين يكون أقصى أمانينا إيصال بطانية أو مدفأة أو ملابس شتوية لأولئك المنكوبين من أهل جلدتنا، يا له من زمن نفقد فيه العزة، وتتجلى أجواء البرد، والطقس القارس، والثلوج المتجمدة، فوق ضمائرنا، فالبرد الآن يسكن فينا، برد قلة الحيلة، برد عدم استطاعة فعل شيء.

وأبيات الشاعر "أبا الدعيات"، تشرح ما في البال، سامحينا يا شام، فلم نعد نملك سوى الدعاء والمقال والشعر، إذ يقول فيها:

البرد قارس والموارد شحيحة

الجوع كافر وأهل الشام يشكون

العار راكبنا ومعه الفضيحة

ننعم بخيرٍ وأهلنا ما ينامون

وين الحمية والعلوم الصحيحة

وين القصيد اللي به الطيب يطرون

وين الكرم والجود وين النصيحة

وأهل العطايا وينهم ما يمدون

الفرس لأعراض العرب مستبيحة

وأحفاد خالد من سببهم يبادون

هبوا لهم يا أهل الوجيه الفليحة

ومدوا لهم بالمال مما تحبون

كل يمد إبهبة الريح ريحه

فزعة ابواجبهم وله يستحقون.

back to top