«هبوا لهم يا أهل الوجيه الفليحة»
![يوسف عوض العازمي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1465597344280824900/1465597355000/1280x960.jpg)
فالتحليلات السياسية تسقط، وتنكشف وجوه الخيبة العربية، وتتبين أمامنا أقسى معاني الذل والعار، حين يكون أقصى أمانينا إيصال بطانية أو مدفأة أو ملابس شتوية لأولئك المنكوبين من أهل جلدتنا، يا له من زمن نفقد فيه العزة، وتتجلى أجواء البرد، والطقس القارس، والثلوج المتجمدة، فوق ضمائرنا، فالبرد الآن يسكن فينا، برد قلة الحيلة، برد عدم استطاعة فعل شيء.وأبيات الشاعر "أبا الدعيات"، تشرح ما في البال، سامحينا يا شام، فلم نعد نملك سوى الدعاء والمقال والشعر، إذ يقول فيها:البرد قارس والموارد شحيحةالجوع كافر وأهل الشام يشكونالعار راكبنا ومعه الفضيحةننعم بخيرٍ وأهلنا ما ينامونوين الحمية والعلوم الصحيحة وين القصيد اللي به الطيب يطرونوين الكرم والجود وين النصيحةوأهل العطايا وينهم ما يمدونالفرس لأعراض العرب مستبيحةوأحفاد خالد من سببهم يبادونهبوا لهم يا أهل الوجيه الفليحةومدوا لهم بالمال مما تحبونكل يمد إبهبة الريح ريحهفزعة ابواجبهم وله يستحقون.