السيسي وصباحي يتفقان على «الإخوان» ويختلفان على «السلام»

نشر في 08-05-2014 | 00:09
آخر تحديث 08-05-2014 | 00:09
No Image Caption
المشير: الجيش المصري جاهز للدفاع عن أمن الخليج... والسعودية محطتي الخارجية الأولى
ارتفعت حرارة الانتخابات الرئاسية المصرية أمس، قبل أسبوع من بدء اقتراع المصريين في الخارج، الخميس المقبل، وبينما أعلن المشير عبدالفتاح السيسي أن الجيش المصري جاهز للدفاع عن الأمن القومي الخليجي، هدد القطب الناصري حمدين صباحي بتعديل اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، في حال فوزه بالرئاسة.

أكد المرشح الأوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية المشير عبدالفتاح السيسي أن الأمن القومي العربي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وقال خلال لقائه رؤساء تحرير الصحف المصرية أمس إن "الجيش على أهبة الاستعداد للتدخل لصالح الأمن القومي في الخليج العربي وفي جميع أنحاء الوطن العربي، بعد موافقة الشعب المصري"، مشيدا بدعم دول الخليج لمصر، مشددا على أنه لا ينوي وضع أي قيود على حرية الصحافة والتعبير.

يأتي ذلك، بعد ساعات من تصريحات متلفزة للمشير، قدم فيها الشكر لدول عربية ساعدت مصر في أزمتها، وخص منها السعودية والإمارات والكويت، إلا أنه اعتبر أن قطر تسببت في ألم لقطاع عريض من الشعب المصري.

وأفاد بأن أول زيارة له خارج مصر إذا أصبح رئيسا ستكون للسعودية، قائلا: "أنا كمواطن مصري أتقدم بكل الاحترام والتقدير والشكر لجلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين، كبير العرب وحكيم العرب، وأقول للأشقاء السعوديين حفظ الله بلادكم".

وفي الشأن الدولي أكد السيسي أهمية إقامة علاقات متوازنة، وضرورة اللجوء للحوار من أجل حل أزمة سد النهضة الأثيوبي، وبرر موقف الولايات المتحدة من الأحداث التي شهدتها مصر، والاتهامات التي وجهت إليها باعتبار انها تدعم جماعة الإخوان، قائلا إن "الإدارة الأميركية كانت لديها رؤية للمشهد المصري، والقانون الأميركي يلزمها بالتعامل مع الواقع، وهي يهمها استقرار المنطقة، ومرفق مثل قناة السويس له تأثير كبير إذا تعطل وسيؤدي لمشاكل لهم".

وفي ما يتعلق بالملف الروسي وملف زيارته لموسكو، التي نظر لها العديد على أنها ميل على حساب الولايات المتحدة، اردف: "لا يصح أن ننظر لروسيا كبديل أو على حساب أحد"، لافتا إلى أن هناك ارتباطا فنيا بين الجيش المصري ومعداته الروسية مع موسكو.

وعلى صعيد موقفه من القضية الفلسطينية وإسرائيل، اعتبر ان على إسرائيل أن تقدم تنازلات للفلسطينيين، في ظل أجواء سانحة لإبرام اتفاق سلام، مؤكدا احترام اتفاقية "كامب ديفيد" المبرمة بين القاهرة وتل أبيب في 1978، مطالبا المصريين بعدم "الخلط بين مواقف حماس السلبية تجاه ثورة 30 يونيو وموقف مصر التاريخي من القضية الفلسطينية".

وأوضح السيسي أنه سيعتمد على سياسة "محاور موازية" للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، مستفيدا من دعم المصريين العاملين بالخارج، والمساعدات الاقتصادية من الأشقاء العرب، والاستثمارات الأجنبية، مشددا على ضرورة تكاتف جميع أبناء الشعب في خطوات ترشيد الاستهلاك التي ينوي اتخاذها حال أصبح رئيسا.

وتابع: "برنامجي يتضمن 22 مدينة صناعية، و26 مدينة، ومركزا سياحيا، و8 مطارات"، مسلطا الضوء على أن "المساعدات لمصر ليست 12 مليار دولار بل تجاوزت 20 مليارا".

سباق "الإقصاء"

وكانت تصريحات المرشحين الرئاسيين المشير السيسي والقطب الناصري حمدين صباحي، خلال حملتيهما للترشح لانتخابات الرئاسة المقررة بعد أسبوعين، كشفت عن سباق رئاسي محموم على إقصاء جماعة "الإخوان المسلمين".

وبينما قطع المشير السيسي، خلال حواره التلفزيوني مع الإعلاميين إبراهيم عيسى ولميس الحديدي، بأنه حال نجاحه لن يسمح بوجود جماعة "الإخوان"، قال صباحي، في تصريحات لفضائية مصرية خاصة، أمس الأول، إنه لن يكون هناك مجال لجماعة الإخوان المسلمين كتنظيم على الساحة السياسية في بلاده حال فوزه بالاقتراع، متهما الجماعة بتحدي إرادة المصريين عقب تظاهرات 30 يونيو.

صباحي

في المقابل، سرَّعت حملة صباحي من خطى جولاتها الميدانية في المحافظات، حيث أقامت مؤتمرا جماهيريا حاشدا في مدينة بنها، التابعة لمحافظة القليوبية، وقال في تصريحات أمس: "إنه حال فوزه بالرئاسة، سيطالب بتعديل اتفاقية كامب ديفيد، مع الجانب الإسرائيلي، لتسمح بإعادة انتشار الجيش المصري، لحماية الحدود والقضاء على الإرهاب".

وبينما هتف الأهالي للمرشح الناصري قائلين: "يا حمدين يا فلاح بكره تكسب باكتساح"، قال المتحدث الإعلامي لحملة حمدين عمرو بدر لـ"الجريدة" انه لا إقصاء لمواطن مصري، ولا عقاب جماعيا لأحد، في حال فاز حمدين بالرئاسة.

وأضاف بدر: "الإخوان كحزب وجماعة وجودهم غير قانوني بحكم المحكمة، وسنحاسب قيادات الجماعة التي أجرمت في حق الشعب المصري واستخدمت العنف، كما سنحاسب قيادات الحزب الوطني على الإفساد المالي والسياسي بقانون العدالة الانتقالية الناجزة".

كيان احتجاجي

ميدانيا، تركت حركة «6 أبريل- الجبهة الديمقراطية»، في مؤتمر صحافي أمس الأول، الحرية لأعضائها في اختيار مرشح الرئاسة، مؤكدة أن ذلك يأتي بعد تصويت جماعي أيد فيه 90% عدم التزام الأعضاء باختيار أي مرشح أو المقاطعة.

وقال مسؤول المكتب السياسي للحركة شريف الروبي لـ"الجريدة" إن الحركة لا تدعم أيا من المرشحين، كاشفا ان الحركة ستبدأ فعاليات الأسبوع المقبل ضد المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي، من خلال وقفات وملصقات احتجاجية.

إلى ذلك، سيطرت حالة من الغضب على صفوف من تبقى من جماعة "الإخوان"، عقب حديث المشير السيسي، وعلمت "الجريدة" أن اجتماعا ضم رموز "الإخوان" وعددا من ممثلي قوى سياسية وحزبية، لتشكيل ما يسمى بـ"المجلس الوطني الديمقراطي"، لمواجهة النظام المصري خارجيا، بينما أصدرت أسرة الرئيس المعزول محمد مرسي بيانا أمس يطالب وزير العدل الأسبق المستشار أحمد مكي والمحامي سليم العوا، بالرد على الاتهامات التي وجهها السيسي إلى الرئيس السابق.

back to top