«الدين والعلم» يتفقان على مواجهة المخدرات آفة مدمرة تقف وراء تأخر الشعوب الإسلامية

نشر في 16-07-2014 | 00:01
آخر تحديث 16-07-2014 | 00:01
No Image Caption
يقف الدين والعلم في مواجهة المخدرات، ذلك الخطر الشديد على أرض واحدة، فإذا كان الدين يحرم المسكرات والمخدرات على اختلاف أشكالها وأسمائها، فإن العلم يكشف لنا أسباب هذا التحريم وحكمته ودواعيه، فالعلماء المتخصصون في طب الأبدان وطب النفوس يقطعون بأنه لا شيء يغير الإنسان في بدنه ونفسه، ويهدم الجسد ويدمر النفس أكثر من المسكرات والمخدرات، لذا فقد حرم الله على المسلم كل ما ينتهك حرمة بدنه ونفسه، لأن الله كرم الإنسان جسداً ونفساً.

ومن أجل هذا الخطر الداهم على شباب المسلمين صدر كتاب "الدين والعلم في مواجهة المخدرات"، للدكتور إسماعيل الدفتار، الذي تناول فيه مساعي علماء المسلمين في تحديد ضروريات الحياة الاجتماعية، التي لا يمكن لأي مجتمع أن يقوم بغيرها، وذلك من خلال علم أصول الفقه من خلال الضروريات الكلية والمقاصد العامة التي لا يمكن إهمالها وحمايتها في أي مجتمع، وهي التي أوجزها علماء الإسلام في المقاصد الكلية أو الضروريات الـ5، وهي حفظ النفس والعقل والعرض والنسل والمال.

وقد استند هذا الحصر الواعي إلى آيات وأحاديث صحيحة تحرم شرب الخمر وتناول المخدرات بين شباب المسلمين بشكل مطلق، كما أن الكتاب يدعو متعاطي المخدرات إلى الاستتابة وإعلان التوبة الصادقة على عدم تناولها مجدداً، فمن المعلوم أنها سبب تأخر الشعوب الإسلامية لما لها من تأثير سلبي في أبناء المسلمين خصوصا الشباب القوة الناهضة لبناء المجتمع، كما يتحتم على المجتمع أن يصبح دوره فاعلاً في القضاء على هذه الآفة المدمرة حتى يصون هذه الضروريات وتستقيم الحياة في المجتمع، ولا يتصور مطلقاً في السياسة الجنائية الإسلامية أن يهمل المشرع التعزير أو العقاب على كل فعل يهدد إحدى هذه الضرورات أو يفتح الباب للانتقاص منها.

ويؤكد الكتاب أن جريمة تعاطي المخدرات أو الاتجار بالمخدر تنتهك المقاصد الخمسة، لأن الإسلام حرمها بنصوص صريحة وقاطعة كما في قوله تعالى: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ" (البقرة: 219)، وأن متعاطي المخدرات يقع في المعاصي والعداوة والبغضاء، والصد عن ذكر الله، كما أن توارد الأحاديث النبوية عن تحريم الخمر والمخدرات كثيرة، فقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم شاربها وبائعها ومبتاعها مما لا يجادل فيه مسلم.

كما أن المؤلف استعان في كتابة بمجموعة من الأبحاث والدراسات الطبية والنفسية والاجتماعية التي تؤكد الأضرار الصحية والنفسية على متعاطي المخدرات والمسكرات، وكيف أنها تدمر جميع أعضاء الجسم ومدى تأثيرها في فعل الجرائم التى يرتكبها متعاطيها.  ويختتم الكتاب بمجموعة فتاوى لكبار العلماء الذين صدرت لهم فتاوى في تحريم المخدرات والمسكرات وحكم الإسلام منها، وكيف أن الإسلام وضع منهاجاً للشاب المسلم، حتى لا يقع في براثن المخدرات، بالالتزام بنواهيه.

back to top