في مفارقة لافتة، يدخل الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك اليوم القفص الزجاجي المعد خصيصاً لمحاكمة الرئيس السابق محمد مرسي، في تناوب يعكس طبيعة مآلات الثورة المصرية في عامها الرابع. المشهد السياسي المصري يكتمل الأسبوع الجاري بتحديد قائمة المرشحين لمنصب الرئاسة في الانتخابات المتوقع إجراؤها قبل منتصف أبريل المقبل، مع استعداد وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي لإعلان ترشحه رسمياً خلال أيام.
وأكد مصدر أمني لـ"الجريدة" أن "المخلوع مبارك سيدخل القفص الزجاجي، في مقر محاكمته بأكاديمية الشرطة شرقي القاهرة، مع استئناف محكمة جنايات القاهرة اليوم جلسات إعادة محاكمته ونجليه علاء وجمال، ووزير داخليته حبيب العادلي و6 من مساعديه السابقين ورجل الأعمال الهارب حسين سالم في قضية قتل المتظاهرين السلميين خلال أحداث ثورة 25 يناير، والرشوة وإهدار المال العام في عملية تصدير الغاز الطبيعي لإسرائيل بأسعار متدنية".وشدد المصدر على أن "القفص الزجاجي المُعدّ خصيصاً لمرسي وقيادات جماعة الإخوان، بسبب هتافاتهم وافتعال الشغب لتعطيل المحاكمة، لن تجرى عليه أي تعديلات لاستقبال مبارك ورموز نظامه، إذ إن مرسي سيعود إلى نفس القفص مطلع مارس المقبل".وتستمع هيئة المحكمة برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدي في جلسة سرية اليوم إلى شهادة كل من قائد الشرطة العسكرية السابق اللواء حمدي بدين، بناء على طلب دفاع حبيب العادلي، والرئيس التنفيذي للجهاز القومي للاتصالات، عمر بدوي، فيما يتعلق بقطع الاتصالات والإنترنت يوم 28 يناير 2011.برنامج المشيروتتزامن محاكمة مبارك مع صعود نجم وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي الذي بات إعلان ترشحه رسمياً مسألة وقت ليس إلا، خاصة أن "الجريدة" حصلت على الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي الذي سيعلن على أساسه ترشحه في خطاب يوجهه للشعب قريباً.ويركز البرنامج الانتخابي للسيسي على الشأن الاقتصادي، في ظل تراجع المنظومة الاقتصادية المصرية واقترابها من الانهيار الكامل، في ظل توقف عائدات السياحة العمود الفقري للاقتصاد المصري.وقالت مصادر رفيعة المستوى وأخرى قريبة الصلة بالفريق الخاص بإعداد برنامج السيسي الرئاسي لـ"الجريدة" إن "البرنامج الانتخابي للمشير سيركز على محوري الأمن والاقتصاد، لأنهما الأكثر ارتباطاً بحياة المصريين اليومية، من خلال العمل على فرض الأمن في مدة زمنية قصيرة كخطوة ضرورية لإعادة الاستثمارات الأجنبية".وشدد المصدر على أن أهم ملف يوليه السيسي اهتمامه الشخصي هو ملف "الدعم"، الذي يبتلع ربع الموازنة العامة للدولة، حيث "يعتزم إعادة النظر في منظومة الدعم بما يسمح بوصوله إلى مستحقيه"، مضيفاً أن "قضية العشوائيات، تأخذ حيزا من تفكير المشير باعتبارها قضية أمن قومي تهدد السلم الاجتماعي وهناك حزمة مشروعات في البرنامج الانتخابي لإعادة تأهيل المناطق العشوائية بما يحقق العدالة الاجتماعية بين الجميع".وتابع المصدر: "من أهم ما يتناوله برنامج السيسي توسيع القاعدة الصناعية لمصر، بالعمل على إنشاء مصانع جديدة وفتح المغلق منها، مع استغلال الصحراء المصرية في إعادة توزيع السكان، وتكثيف البحث عن الموارد البترولية فيها، فضلاً عن البدء في مشروع تنمية إقليم قناة السويس بشكل حقيقي يحفظ حقوق جميع المصريين، مع إعادة تفعيل المنطقة التجارية الحرة بمدينة بورسعيد، بكامل طاقتها".تفجير وتظاهرميدانياً، أصيب 6 أشخاص صباح أمس في انفجار عبوتين ناسفتين أعلى كوبري "الجيزة" جنوب العاصمة المصرية، وأغلقته قوات الأمن أمام حركة المرور، وفرضت كردونا أمنيا حول موقع انفجار القنبلتين، فيما عاين رجال المعمل الجنائي وقوات الأمن، المكان لكشف ملابسات الحادث، بينما أعلنت حركة تطلق على نفسها اسم "ولع" المسؤولية عن الحادث.ودان رئيس الحكومة حازم الببلاوي الانفجار، مؤكداً أن "الإرهاب مصيره إلى الزوال"، مضيفاً في بيان حصلت "الجريدة" على نسخة منه، ان "مثل هذه العمليات الإرهابية لن تنجح في العبث بأمن وأمان هذا الوطن"، مشدداًَ على أن "المصريين سيواصلون بثبات استكمال خطواتهم نحو المستقبل".في غضون ذلك، وفي مشهد متكرر بات من مستلزمات أيام الجمعة، وقعت صدامات عنيفة بين أنصار جماعة "الإخوان" وقوات الأمن في عدد من أحياء القاهرة والإسكندرية وعدة محافظات مما أسفر عن سقوط مصابين، فيما سجلت محافظة الفيوم، جنوب غرب القاهرة، مقتل متظاهر في الاشتباكات التي استخدم فيها المتظاهرون الألعاب النارية والمولوتوف والحجارة، فيما ردت قوات الأمن باستخدام القنابل المسيلة للدموع.وجاءت مشاركة بضعة آلاف من أنصار جماعة "الإخوان" استجابة لدعوة "التحالف الوطني لدعم الشرعية" وتدشيناً لأسبوع جديد من التظاهر تحت شعار "الشعب يُكمل ثورته"، بغرض إسقاط نظام الحكم القائم على شرعية "30 يونيو".وأكد مصدر إخواني، فضل عدم ذكر اسمه، أن قواعد الجماعة تطالب بضرورة الدخول في تسوية مع النظام القائم وإجراء مصالحة مع القوى السياسية والشعب كله، وأن من يرفض هذا التوجه داخل الجماعة كل من نائب مرشد الجماعة محمود عزت، والأمين العام حسين أمين، وكل منهما خارج مصر.في سياق منفصل، أعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس عن قلقه إزاء اعتقال صحافيين في مصر وتزايد القيود المفروضة على وسائل الإعلام، وحث الحكومة المؤقتة على إبداء التزامها بحرية التعبير عن الرأي.
آخر الأخبار
«المخلوع» إلى قفص «المعزول»... وتظاهرات محدودة للإخوان
08-02-2014